صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/223

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۱۱ - الباهرة - مصداقاً على تلك الخرافة القديمة وهي « انما يصيب الغرض من السهام ما يغمس أولا في دم الرامي » من حقق النظر في احاديث ثروت باشا وفى خطبه وفى خطب واحاديث سائر ائمة الخطابة والمناظرة في العالم امثال ديموسطين واسكينيز وديماديس وبيريكليس ولوثر وفوكس و شانام وباتريك هنري و آدمز وميرابو وايسوقراط و بيركوچون با بتست وهرميت بطرس وجون نوكس ـ وجد أن أصدق تعريف للخطابة أو الحديث البليغ هو انه « افضل كلام صادر عن افضل روح » وانه « عنوان كل ما يحتوى الذهن من آيات الجلال والجمال » فاذا خرج الخطاب أو الحديث عن كونه مجرد آلة وأداة لتأدية ما يجيش بالصدر من عقائل الافكار وكرائم المعاني وأريد به أن يكون غاية في ذاته وأن يتباهى به ويفتخر كبعض الزخارف والحلي صار أ كذوبة وخدعة .. وليس هكذا حديث ثروت باشا ولا خطابه ـ وما كانت قط هكذا احاديث الفحول ممن ذكرنا آنفا ولا خطاباتهم. اجل ليس هذا شأن الفحول في كلامهم وليس بهذا يأمر الاخلاص والصدق والغيرة والايمان والوطنية . وما زال رجال الجد والاخلاص امثال ثروت باشا يؤثرون الغرض الشريف والعمل الصالح على مجرد المباهاة برنين ((