صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/221

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۰۹ - الحقيقة المكذبة المرفوضة في قالب عجیب غریب مخالف لآلاف الصيغ والقوالب التي اعتاد ان يسمعها عليهـا ـ فيكون لهـذا القلب من القوة والنفوذ ما يخترق به حجاب سمعه وقلبه ويفضى الى اعماق جنانه فيضع ثمت تلك الحقيقة ويضرب هنالك اوتادها وأطنابها فترسو وتستقر على عرش فؤاده عقيدة راسخة مكينة عظيمة النفوذ والسلطان . فاذا ارتاح ضميره الى الخضوع لسلطان هذه الحقيقة سلم وعاش . واذا كره بعد كل ذلك ان يخضع لسلطانها لم يغنه ذلك ولم ينفعه بل ستراه يموت من دون ذلك كندا فان حكم هذه الحقيقة بعد تمكنها من عقيدته سيكون نافذاً قاهراً محتوماً ـ فاما أن يخضع لها فتكون حاكمته ومالكنه واما أن يأبى الخضوع فيموت بہا ۔ داءه القتال ومنيته العاجلة . فهذا بلا شك اروع اساليب البلاغة وامضى أسلحتها . والذي يعالج بمثل هذا الاسلوب ويكافح بمثل هذا السلاح لا يملك أن يؤمن بدولة البيان وسلطان البلاغة ويردد قول نبينا عليه السلام « ان من البيان لسحرا » (( ولا نفس ما امتاز به الرئيس من حميا الاخلاص ولهيب الحمية الذي هو اصل الحياة ومنبع الروح والفوة في احاديثه وخطبه 14 ـ ابطال