صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/176

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 114 في فحص أعمال تلك الوزارات ودرس شؤون مايتبعها من المصالح بجد وحدوهمة لا تعرف الكلل . ولا يعرفها السأم والملل . ليضعوا من خطط العمل وبرامجه ما يمكنهم من الاستقلال التام باعباء العمل دون أدنى احتياج الى مدونة الموظف الاجنبي مهما علا قدره وسمت رتبته . أجل لقد سار الوزراء شوطاً بعيداً . وجروا شأواً واسعاً مديداً . في تولى الأمور بانفسهم وادارة دولاب الاعمال و تدبير دفته كل في مجاله ومیدانه - ادارة الناهض بالنقل . المستقل بفادح العبء والحمل . المحتمل كل ماعسي أن تسوقه اليه عواقب أعماله من التبعات والمسؤولية . ومالنا لانعلن الحق و نعترف بالواقع وذلك أن الشعب عامة وموظفي الحكومة الوطنيين خاصة قد أخذوا يشعرون في عهد الوزارة الحالية بأن بدأ حديدية بطاشة كانت تأخذ بمخنقهم قد انسحبت من حول أعناقهم ووطأة ثقيلة باهظة كانت تضغط على متنفسهم قد رفعت عن صدورهم وان كابوساً فادحاً كان يجثم على قلوبهم قد رنق جناحيه المطير ثم حلق . وجذوة حامية كانت تأتج فرق اكبادهم قد خمدت فاطفئت ، كيف لا وقد كان الموظف البريطاني مهما صغر قدره وانحطت رتبته في العهد السالف