صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/166

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 154 - في هذه الحياة لأنه سنة الطبيعة ومنهجها ويخيل الى أن الفرح والسرور هو روح الطبيعة ومنبع حياة الكون والملك اذا استطعت أن تنفذ ببصرك الى صميم قلب الوجود ألفيت ذلك القلب يدفع لدى كل نبضة من نبضائه تيار السرور الزاخر في كل وريد وشريان من اوعية جثمان الكون حتى يظل نظام الكائنات بحذافيره مغموراً بفيوض الفرح وسيول الحبور يدفق بأمواجها الطامية ويفرق . فلن ترى في نواجي الكون موضعا مهماخلته جديبا الا ما كان في الحقيقة مفعما بالخير والبركة . فأفقر مكان يحتوى من الثراء مالا يكاد يحصى مقداره ، وأجدب محل لانستنفد حاصلاته ولا يفرغ من اجتناء ربعه وثمرته . وكل صوت من أصوات الطبيعة ينتهى بلحن ويختم بنغمة. وكل صفحة من صفحاتها تز تخرف حافاتها وتديج حواشيها الصبغ الجميلة والالوان البهجة لا تعلق على جدارك الصور الكتيبة المحزنة ولا تلوث أحاديثك بسواد الشكوى وظلمة التشاؤم . ولا تكثرن من الضجيج والانين والتأفف والتلهف والتحسر والتضجر . وكن على أن تظل صناجة تطرب الملأ بموسيقى الولائم . أحرص منك على أن تبيت نواحة تبكى الجماهير بمراثى المأتم . ولا يصدرن عنك