صفحة:أبطال مصر (1922) - محمد السباعي.pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 114 - الذاتية والميل الى الشخصيات والتشيع للاشخاص لما كانت ـ كما شاهدنا مراراً وتكراراً ـ عرضة في كل آن ولحظة لان تغتاظ وتغضب بتأثير الاهواء والغايات وتثور وتهيج بعوامل الحب والبغض والحقد والضغينة مما صير اهتمامها بالهنات الشخصية أشد منه بالمسائل السياسية واكتراثها للذاتيات الخصوصية أعظم منه لأمهات المسائل العمومية. واقد اثبت العلم والفلسفة انه اذا ضعف سلطان العقل على العواطف أصبح تأثر الانسان بالمسائل الشخصية مما يمس شعوره الذاتي وما يتصل مباشرة بشهواته وأغراضه أشد الف مرة من تأثره بالمسائل القومية والشؤون السياسية ومن ثم ترى الرجل الذي لا يأس في وطنيته واخلاصه لبلاده ربما اغضى عن الكلمة يكون فيها مساس عظيم بحقوق وطنه ولكنه لا يغضى على اللفظة يكون فيها أدني مساس بشعوره الذاتي واحساسه الشخصى . وترى عين هذا الرجل ربما سمع الطعن في مذهب حزبه وشيعته فيحتمله هادئا وادعاً مبتسما فاذا ما وجه الى شخصه أقل مسبة ثار ثائره فارغى وأزيد . ثم أبرق وارغد . وانطلق لسانه بالسب واللعن يصب على رأس شاتمه صواعق غضبه وحنقه . وربما سبقت يده الى ذلك المعتدى باللطمة أو اللكمة بل بالخنجر او المسدس