صحيح البخاري/كتاب الأنبياء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

كتاب الأنبياء باب خلق آدم صلوات الله عليه وذريته { صلصال } طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار ، ويقال منتن يريدون به صل كما يقال صر الباب وصرصر عند الإغلاق مثل كبكبته يعني كببته { فمرت به } استمر بها الحمل فأتمته { أن لا تسجد } أن تسجد باب قول الله تعالى { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة } قال ابن عباس { لما عليها حافظ } إلا عليها حافظ { في كبد } في شدة خلق { ورياشا } المال ، وقال غيره الرياش والريش واحد وهو ما ظهر من اللباس { ما تمنون } النطفة في أرحام النساء ، وقال مجاهد { إنه على رجعه لقادر } النطفة في الإحليل كل شيء خلقه فهو شفع السماء شفع والوتر الله عز وجل { في أحسن تقويم } في أحسن خلق { أسفل سافلين } إلا من آمن { خسر } ضلال ثم استثنى إلا من آمن { لازب } لازم { ننشئكم } في أي خلق نشاء { نسبح بحمدك } نعظمك ، وقال أبو العالية { فتلقى آدم من ربه كلمات } فهو قوله { ربنا ظلمنا أنفسنا } { فأزلهما } فاستزلهما { يتسنه } يتغير { آسن } متغير والمسنون المتغير { حمأ } جمع حمأة وهو الطين المتغير { يخصفان } أخذ الخصاف { من ورق الجنة } يؤلفان الورق ويخصفان بعضه إلى بعض { سوآتهما } كناية عن فرجهما { ومتاع إلى حين } ها هنا إلى يوم القيامة الحين عند العرب من ساعة إلى ما لا يحصى عدده { قبيله } جيله الذي هو منهم

[ 3148 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ، ثم قال اذهب فسلم على أولئك من الملائكة فاستمع ما يحيونك تحيتك وتحية ذريتك ، فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص حتى الآن 
[ 3149 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة الألنجوج عود الطيب وأزواجهم الحور العين على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء 
[ 3150 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة أن أم سليم قالت : يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة الغسل إذا احتلمت قال : نعم إذا رأت الماء فضحكت أم سلمة فقالت تحتلم المرأة ، فقال رسول الله  : فبم يشبه الولد 
[ 3151 ] حدثنا محمد بن سلام أخبرنا الفزاري عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله  المدينة فأتاه ، فقال إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي ما أول أشراط الساعة وما أول طعام يأكله أهل الجنة ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه ومن أي شيء ينزع إلى أخواله ، فقال رسول الله  : خبرني بهن آنفا جبريل قال ، فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقال رسول الله  : أما أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت وأما الشبه في الولد فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها ماؤه كان الشبه له وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها قال أشهد أنك رسول الله ، ثم قال : يا رسول الله إن اليهود قوم بهت إن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك فجاءت اليهود ودخل عبد الله البيت ، فقال رسول الله  : أي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالوا أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا ، فقال رسول الله  : فرأيتم إن أسلم عبد الله قالوا أعاذه الله من ذلك فخرج عبد الله إليهم ، فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فقالوا شرنا وابن شرنا ووقعوا فيه 
[ 3152 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  نحوه يعني لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها 
[ 3153 ] حدثنا أبو كريب وموسى بن حزام قالا : حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن ميسرة الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء 
[ 3154 ] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا زيد بن وهب حدثنا عبد الله حدثنا رسول الله  وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار 
[ 3155 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر ابن أنس عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : إن الله وكل في الرحم ملكا فيقول يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة فإذا أراد أن يخلقها قال : يا رب أذكر يا رب أنثى يا رب شقي أم سعيد فما الرزق فما الأجل فيكتب كذلك في بطن أمه 
[ 3156 ] حدثنا قيس بن حفص حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن أنس يرفعه أن الله يقول لأهون أهل النار عذابا لو أن لك ما في الأرض من شيء كنت تفتدي به قال : نعم قال : فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك 
[ 3157 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال : حدثني عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : لا تقتل نفس ظلما إلا كان على بن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل 

باب الأرواح جنود مجندة

[ 3158 ] قال : قال الليث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سمعت النبي  يقول : الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، وقال يحيى بن أيوب حدثني يحيى بن سعيد بهذا 

باب قول الله عز وجل { ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه } قال ابن عباس { بادئ الرأي } ما ظهر لنا { أقلعي } أمسكي { وفار التنور } نبع الماء ، وقال عكرمة وجه الأرض ، وقال مجاهد { الجودي } جبل بالجزيرة دأب مثل حال باب قول الله تعالى { إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم } نوح إلى آخر السورة { واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله } إلى قوله { من المسلمين

[ 3159 ] حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري قال سالم ، وقال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قام رسول الله  في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم ذكر الدجال ، فقال إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور 
[ 3160 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة سمعت أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدث به نبي قومه إنه أعور وإنه يجئ معه بمثال الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه 
[ 3161 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال : قال رسول الله  : يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى هل بلغت فيقول نعم أي رب فيقول لأمته هل بلغكم فيقولون لا ما جاءنا من نبي فيقول لنوح من يشهد لك فيقول محمد  وأمته فنشهد أنه قد بلغ وهو قوله جل ذكره { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس } والوسط العدل 
[ 3162 ] حدثنا إسحاق بن نصر حدثنا محمد بن عبيد حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال كنا مع النبي  في دعوة فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ، وقال : أنا سيد القوم يوم القيامة هل تدرون بم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد فيبصرهم الناظر ويسمعهم الداعي وتدنو منهم الشمس فيقول بعض الناس ألا ترون إلى ما أنتم فيه إلى ما بلغكم ألا تنظرون إلى من يشفع لكم إلى ربكم فيقول بعض الناس أبوكم آدم فيأتونه فيقولون يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا فيقول ربي غضب غضبا لم يغضب قبلة مثله ولا يغضب بعده مثله ونهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى نوح فيأتون نوحا فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وسماك الله عبدا شكورا أما ترى إلى ما نحن فيه ألا ترى إلى ما بلغنا ألا تشفع لنا إلى ربك فيقول ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبلة مثله ولا يغضب بعده مثله نفسي نفسي ائتوا النبي  فيأتوني فأسجد تحت العرش فيقال : يا محمد ارفع رأسك واشفع تشفع وسل تعطه قال محمد بن عبيد لا أحفظ سائره 
[ 3163 ] حدثنا نصر بن علي بن نصر أخبرنا أبو أحمد عن سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قرأ { فهل من مدكر } مثل قراءة العامة 

باب { وإن إلياس لمن المرسلين إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الله ربكم ورب آبائكم الأولين فكذبوه فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين وتركنا عليه في الآخرين } قال ابن عباس يذكر بخير { سلام على آل ياسين إنا كذلك نجزي المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين } يذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس باب ذكر إدريس عليه السلام وهو جد أبي نوح ، ويقال جد نوح عليهما السلام وقول الله تعالى { ورفعناه مكانا عليا }

[ 3164 ] قال عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري ح حدثنا أحمد بن صالح حدثنا عنبسة حدثنا يونس عن ابن شهاب قال : قال أنس كان أبو ذر رضى الله تعالى عنه يحدث أن رسول الله  قال : فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء إلى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح قال من هذا قال هذا جبريل قال معك أحد قال معي محمد قال أرسل إليه قال : نعم فافتح فلما علونا إلى السماء إذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ، فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت : من هذا يا جبريل قال هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية ، فقال لخازنها افتح ، فقال له خازنها مثل ما قال الأول ففتح قال أنس فذكر أنه وجد في السماوات إدريس وموسى وعيسى وإبراهيم ولم يثبت لي كيف منازلهم غير أنه قد ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا وإبراهيم في السادسة ، وقال أنس فلما مر جبريل بإدريس قال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فقلت : من هذا قال هذا إدريس ثم مررت بموسى ، فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت : من هذا قال هذا موسى ثم مررت بعيسى ، فقال مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت : من هذا قال عيسى ثم مررت بإبراهيم ، فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت : من هذا قال هذا إبراهيم قال وأخبرني ابن حزم ان ابن عباس وأبا حبة الأنصارى كانا يقولان قال النبي  ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع صريف الأقلام قال ابن حزم وأنس بن مالك رضى الله تعالى عنهما قال النبي  ففرض الله علي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى أمر بموسى ، فقال موسى ما الذي فرض على أمتك قلت : فرض عليهم خمسين صلاة قال : فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فراجعت ربي فوضع شطرها فرجعت إلى موسى ، فقال راجع ربك فذكر مثله فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فأخبرته ، فقال راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فرجعت فراجعت ربي ، فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي فرجعت إلى موسى ، فقال راجع ربك فقلت : قد استحييت من ربي ثم انطلق حتى أتى السدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك 

باب قول الله تعالى { وإلى عاد أخاهم هودا قال : يا قوم اعبدوا الله } وقوله { إذ أنذر قومه بالأحقاف } إلى قوله { كذلك نجزي القوم المجرمين } فيه عن عطاء وسليمان عن عائشة عن النبي باب قول الله عز وجل { وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر } شديدة { عاتية } قال ابن عيينة عتت على الخزان { سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما } متتابعة { فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية } أصولها { فهل ترى لهم من باقية }

[ 3165 ] حدثني محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور 
[ 3166 ] قال ، وقال ابن كثير عن سفيان عن أبيه عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه قال بعث علي رضى الله تعالى عنه إلى النبي  بذهيبة فقسمها بين الأربعة الأقرع بن حابس الحنظلي ثم المجاشعي وعيينة بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب فغضبت قريش والأنصار قالوا يعطي صناديد أهل نجد ويدعنا قال إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحية محلوق ، فقال اتق الله يا محمد ، فقال من يطع الله إذا عصيت أيأمنني الله على أهل الأرض فلا تأمنونني فسأله رجل قتله أحسبه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولي قال إن من ضئضئ هذا أو في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد 
[ 3167 ] حدثنا خالد بن يزيد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال : سمعت عبد الله قال : سمعت النبي  يقرأ { فهل من مدكر } 

باب قصة يأجوج ومأجوج وقول الله تعالى { قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض } قول الله تعالى { ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا } إلى قوله { آتوني زبر الحديد } وأحدها زبرة وهي القطع { حتى إذا ساوى بين الصدفين } يقال عن ابن عباس الجبلين و { السدين } الجبلين خرجا أجرا { قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا } أصبب عليه رصاصا ، ويقال الحديد ، ويقال الصفر ، وقال ابن عباس النحاس { فما اسطاعوا أن يظهروه } يعلوه اسطاع استفعل من طعت له فلذلك فتح أسطاع يسطيع ، وقال بعضهم استطاع يستطيع { وما استطاعوا له نقبا قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء } ألزقه بالأرض وناقة دكاء لا سنام لها والدكداك من الأرض مثله حتى صلب من الأرض وتلبد { وكان وعد ربي حقا وتركنا بعضم يومئذ يموج في بعض } { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } قال قتادة حدب أكمة قال رجل للنبي رأيت السد مثل البرد المحبر قال : رأيته

[ 3168 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن زينب ابنة جحش رضى الله تعالى عنهن أن النبي  دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال : نعم إذا كثر الخبث 
[ 3169 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : فتح الله من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وعقد بيده تسعين 
[ 3170 ] حدثني إسحاق بن نصر حدثنا أبو أسامة عن الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : يقول الله تعالى يا آدم فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول أخرج بعث النار قال وما بعث النار قال من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين فعنده يشيب الصغير { وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد } قالوا يا رسول الله وأينا ذلك الواحد قال أبشروا فإن منكم رجلا ومن يأجوج ومأجوج ألفا ، ثم قال والذي نفسي بيده إني أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة فكبرنا ، فقال أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة فكبرنا ، فقال أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبرنا ، فقال : ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود 

باب قول الله تعالى { واتخذ الله إبراهيم خليلا } وقوله { إن إبراهيم كان أمة قانتا } وقوله { إن إبراهيم لأواه حليم } ، وقال أبو ميسرة الرحيم بلسان الحبشة

[ 3171 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا المغيرة بن النعمان قال : حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : إنكم محشورون حفاة عراة غرلا ثم قرأ { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم } إلى قوله { الحكيم 
[ 3172 ] حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال : أخبرني أخي عبد الحميد عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة فيقول له إبراهيم ألم أقل لك لا تعصيني فيقول أبوه فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي الأبعد فيقول الله تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين ثم يقال : يا إبراهيم ما تحت رجليك فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار 
[ 3173 ] حدثنا يحيى بن سليمان قال : حدثني ابن وهب قال : أخبرني عمرو أن بكيرا حدثه عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال دخل النبي  البيت فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم ، فقال : أما لهم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة هذا إبراهيم مصور فما له يستقسم 
[ 3174 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي  لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام ، فقال قاتلهم الله والله إن استقسما بالأزلام قط 
[ 3175 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا عبيد الله قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قيل : يا رسول الله من أكرم الناس قال أتقاهم فقالوا ليس عن هذا نسألك قال : فيوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألون خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا قال أبو أسامة ومعتمر عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي  
[ 3176 ] حدثنا مؤمل حدثنا إسماعيل حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء حدثنا سمرة قال : قال رسول الله  : أتاني الليلة آتيان فأتينا على رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا وإنه إبراهيم  
[ 3177 ] حدثني بيان بن عمرو حدثنا النضر أخبرنا ابن عون عن مجاهد أنه سمع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وذكروا له الدجال بين عينيه مكتوب كافر أو ك ف ر قال لم أسمعه ولكنه قال : أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إليه انحدر في الوادي 
[ 3178 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القرشي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : اختتن إبراهيم عليه السلام وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد بالقدوم مخففه تابعه عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي الزناد وتابعه عجلان عن أبي هريرة  ، ورواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة 
[ 3179 ] حدثنا سعيد بن تليد الرعيني أخبرنا ابن وهب قال : أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : لم يكذب إبراهيم إلا ثلاثا حدثنا محمد بن محبوب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ثنتين منهن في ذات الله عز وجل قوله { إني سقيم } وقوله { بل فعله كبيرهم هذا } ، وقال بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة فقيل له إن ها هنا رجلا معه امرأة من أحسن الناس فأرسل إليه فسأله عنها ، فقال من هذه قال أختي فأتى سارة ، فقال : يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي فلا تكذبيني فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأخذ ، فقال ادعي الله ولا أضرك فدعت الله فأطلق ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد ، فقال ادعي الله لي ولا أضرك فدعت فأطلق فدعا بعض حجبته ، فقال إنكم لم تأتوني بإنسان إنما أتيتموني بشيطان فأخدمها هاجر فأتته وهو يصلي فأومأ بيده مهيا قالت رد الله كيد الكافر أو الفاجر في نحره وأخدم هاجر قال أبو هريرة تلك أمكم يا بني ماء السماء 
[ 3180 ] حدثنا عبيد الله بن موسى أو بن سلام عنه أخبرنا ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك رضى الله تعالى عنها أن رسول الله  أمر بقتل الوزغ ، وقال : كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام 
[ 3181 ] حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال : حدثني إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } قلنا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس كما تقولون { لم يلبسوا إيمانهم بظلم } بشرك أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } 

باب { يزفون } النسلان في المشي

[ 3182 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نصر حدثنا أبو أسامة عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أتى النبي  يوما بلحم ، فقال إن الله يجمع يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس منهم فذكر حديث الشفاعة فيأتون إبراهيم فيقولون أنت نبي الله وخليله من الأرض اشفع لنا إلى ربك ويقول فذكر كذباته نفسي نفسي اذهبوا إلى موسى تابعه أنس عن النبي  
[ 3183 ] حدثني أحمد بن سعيد أبو عبد الله حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن أيوب عن عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : يرحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكان زمزم عينا معينا قال الأنصارى حدثنا ابن جريج قال : أما كثير بن كثير فحدثني قال إني وعثمان بن أبي سليمان جلوس مع سعيد بن جبير ، فقال : ما هكذا حدثني ابن عباس ولكنه قال أقبل إبراهيم بإسماعيل وأمه عليهم السلام وهي ترضعه معها شنة لم يرفعه ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل 
[ 3184 ] وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير قال ابن عباس أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفي إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل فقالت : يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت له آلله الذي أمرك بهذا قال : نعم قالت إذن لا يضيعنا ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه ، فقال { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع } حتى بلغ { يشكرون } وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات قال ابن عباس قال النبي  فذلك سعي الناس بينهما فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبة أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف قال ابن عباس قال النبي  يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا قال : فشربت وأرضعت ولدها ، فقال لها الملك لا تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائفا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا قال وأم إسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك فقالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم قال ابن عباس قال النبي  فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم ، وماتت أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئا ، فقال هل جاءكم من أحد قالت نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا في جهد وشدة قال : فهل أوصاك بشيء قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول غير عتبة بابك قال ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك الحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم بعد فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال كيف أنتم وسألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت نحن بخير وسعة وأثنت على الله ، فقال : ما طعامكم قالت اللحم قال : فما شرابكم قالت الماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء قال النبي  ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه قال : فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه قال : فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد قالت نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير قال : فأوصاك بشيء قالت نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك قال ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك ثم لبث عنهم ما شاء الله ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ، ثم قال : يا إسماعيل إن الله أمرني بأمر قال : فاصنع ما أمرك ربك قال وتعينني قال وأعينك قال : فإن الله أمرني أن أبني ها هنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال : فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } قال : فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } 
[ 3185 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال : حدثنا إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة ثم رجع إبراهيم إلى أهله فاتبعته أم إسماعيل حتى لما بلغوا كداء نادته من ورائه يا إبراهيم إلى من تتركنا قال إلى الله قالت رضيت بالله قال : فرجعت فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها حتى لما فني الماء قالت لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا قال : فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت هل تحس أحدا فلم تحس أحدا فلما بلغت الوادي سعت وأتت المروة ففعلت ذلك أشواطا ، ثم قالت لو ذهبت فنظرت ما فعل تعني الصبي فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه ينشغ للموت فلم تقرها نفسها فقالت لو ذهبت فنظرت لعلي أحسن أحدا فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت فلم تحس أحدا حتى أتمت سبعا ، ثم قالت لو ذهبت فنظرت ما فعل فإذا هي بصوت فقالت أغث إن كان عندك خير فإذا جبريل قال ، فقال بعقبه هكذا وغمز عقبه على الأرض قال : فانبثق الماء فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفر قال ، فقال أبو القاسم  لو تركته كان الماء ظاهرا قال : فجعلت تشرب من الماء ويدر لبنها على صبيها قال : فمر ناس من جرهم ببطن الوادي فإذا هم بطير كأنهم أنكروا ذاك وقالوا ما يكون الطير إلا على ماء فبعثوا رسولهم فنظر فإذا هم بالماء فأتاهم فأخبرهم فأتوا إليها فقالوا يا أم إسماعيل أتأذنين لنا أن نكون معك أو نسكن معك فبلغ ابنها فنكح فيهم امرأة قال ثم إنه بدا لإبراهيم ، فقال لأهله إني مطلع تركتي قال : فجاء فسلم ، فقال أين إسماعيل فقالت امرأته ذهب يصيد قال قولي له إذا جاء غير عتبة بابك فلما جاء أخبرته قال أنت ذاك فاذهبي إلى أهلك قال ثم إنه بدا لإبراهيم ، فقال لأهله إني مطلع تركتي قال : فجاء ، فقال أين إسماعيل فقالت امرأته ذهب يصيد فقالت ألا تنزل فتطعم وتشرب ، فقال وما طعامكم وما شرابكم قالت طعامنا اللحم وشرابنا الماء قال اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم قال ، فقال أبو القاسم  بركة بدعوة إبراهيم قال ثم إنه بدا لإبراهيم ، فقال لأهله إني مطلع تركتي فجاء فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلا له ، فقال : يا إسماعيل إن ربك أمرني أن أبني له بيتا قال أطع ربك قال إنه قد أمرني أن تعينني عليه قال إذن أفعل أو كما قال : قال : فقاما فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } قال حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ عن نقل الحجارة فقام على حجر المقام فجعل يناوله الحجارة ويقولان { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم } 
[ 3186 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم التيمي عن أبيه قال : سمعت أبا ذر رضى الله تعالى عنه قال : قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام قال : قلت : ثم أي قال المسجد الأقصى قلت : كم كان بينهما قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه 
[ 3187 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  طلع له أحد ، فقال هذا جبل يحبنا ونحبه اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها رواه عبد الله بن زيد عن النبي  
[ 3188 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله ان ابن أبي بكر أخبر عبد الله بن عمر عن عائشة رضى الله تعالى عنهم زوج النبي  أن رسول الله  قال : ألم تري أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم فقلت : يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم ، فقال لولا حدثان قومك بالكفر ، فقال عبد الله بن عمر لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله  ما أرى أن رسول الله  ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم ، وقال إسماعيل عبد الله بن محمد بن أبي بكر 
[ 3189 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر ابن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي أخبرني أبو حميد الساعدي رضى الله تعالى عنه أنهم قالوا يا رسول الله كيف نصلي عليك ، فقال رسول الله  : قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد 
[ 3190 ] حدثنا قيس بن حفص وموسى بن إسماعيل قالا : حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا أبو قرة مسلم بن سالم الهمداني قال : حدثني عبد الله بن عيسى سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى قال لقيني كعب بن عجرة ، فقال ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي  فقلت : بلى فأهدها لي ، فقال سألنا رسول الله  فقلنا يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإن الله قد علمنا كيف نسلم عليكم قال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد 
[ 3191 ] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبي  يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة 

باب قوله عز وجل { ونبئهم عن ضيف إبراهيم } قوله { ولكن ليطمئن قلبي }

[ 3192 ] حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال : أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال { رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي } ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي 

باب قول الله تعالى { واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد }

[ 3193 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضى الله تعالى عنه قال مر النبي  على نفر من أسلم ينتضلون ، فقال رسول الله  : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا وأنا مع بني فلان قال : فأمسك أحد الفريقين بأيديهم ، فقال رسول الله  : ما لكم لا ترمون فقالوا يا رسول الله نرمي وأنت معهم قال ارموا وأنا معكم كلكم 

باب قصة إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام فيه بن عمر وأبو هريرة عن النبي باب { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت } إلى قوله { ونحن له مسلمون

[ 3194 ] حدثنا إسحاق بن إبراهيم سمع المعتمر عن عبيد الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قيل للنبي  من أكرم الناس قال أكرمهم أتقاهم قالوا يا نبي الله ليس عن هذا نسألك قال : فأكرم الناس يوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألونني قالوا نعم قال : فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا 

باب { ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين } النمل

[ 3195 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي  قال : يغفر الله للوط إن كان ليأوي إلى ركن شديد 

باب { فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون } { بركنه } بمن معه لأنهم قوته { تركنوا } تميلوا فأنكرهم و { نكرهم } واستنكرهم واحد { يهرعون } يسرعون { دابرا } آخر { صيحة } هلكة { للمتوسمين } للناظرين { لبسبيل } لبطريق

[ 3196 ] حدثنا محمود حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قرأ النبي  { فهل من مدكر 

باب قول الله تعالى { وإلى ثمود أخاهم صالحا } { كذب أصحاب } موضع ثمود وأما { حرث } حجر حرام وكل ممنوع فهو حجر محجور والحجر كل بناء بنيته وما حجرت عليه من الأرض فهو حجر ومنه سمي حطيم البيت حجرا كأنه مشتق من محطوم مثل قتيل من مقتول ، ويقال للأنثى من الخيل الحجر ، ويقال للعقل حجر وحجى وأما حجر اليمامة فهو منزل

[ 3197 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال : سمعت النبي  وذكر الذي عقر الناقة قال انتدب لها رجل ذو عز ومنعة في قومه كأبي زمعة 
[ 3198 ] حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن حدثنا يحيى بن حسان بن حيان أبو زكريا حدثنا سليمان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا قد عجنا منها واستقينا فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين ويهريقوا ذلك الماء ويروي عن سبرة بن معبد وأبي الشموس أن النبي  أمر بإلقاء الطعام ، وقال أبو ذر عن النبي  من اعتجن بمائه 
[ 3199 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أخبره أن الناس نزلوا مع رسول الله  أرض ثمود الحجر فاستقوا من بئرها واعتجنوا به فأمرهم رسول الله  أن يهريقوا ما استقوا من بئرها وأن يعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها الناقة تابعه أسامة عن نافع 
[ 3200 ] حدثني محمد أخبرنا عبد الله عن معمر عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله عن أبيه رضى الله تعالى عنهم أن النبي  لما مر بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم ما أصابهم ثم تقنع بردائه وهو على الرحل 
[ 3201 ] حدثني عبد الله حدثنا وهب حدثنا أبي سمعت يونس عن الزهري عن سالم ان ابن عمر قال : قال رسول الله  : لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مثل ما أصابهم 

باب { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت }

[ 3202 ] حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي  أنه قال الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام 

باب قول الله تعالى { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين }

[ 3203 ] حدثني عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة عن عبيد الله قال : أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه سئل رسول الله  من أكرم الناس قال أتقاهم لله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فأكرم الناس يوسف نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فعن معادن العرب تسألونني الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا حدثني محمد أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  بهذا 
[ 3204 ] حدثنا بدل بن المحبر أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي  قال لها مري أبا بكر يصلي بالناس قالت إنه رجل أسيف متى يقم مقامك رق فعاد فعادت قال شعبة ، فقال في الثالثة أو الرابعة إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر 
[ 3205 ] حدثنا الربيع بن يحيى البصري حدثنا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال مرض النبي  ، فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة إن أبا بكر رجل كذا ، فقال مثله فقالت مثله ، فقال مروه فإنكن صواحب يوسف فأم أبو بكر في حياة رسول الله  ، فقال حسين عن زائدة رجل رقيق 
[ 3206 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم أشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف 
[ 3207 ] حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء هو ابن أخي جويرية حدثنا جويرية عن أسماء عن مالك عن الزهري أن سعيد بن المسيب وأبا عبيد أخبراه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم أتاني الداعي لأجبته 
[ 3208 ] حدثنا محمد بن سلام أخبرنا ابن فضيل حدثنا حصين عن سفيان عن مسروق قال : سألت أم رومان وهي أم عائشة عما قيل فيها ما قيل قالت بينما أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل قالت فقلت لم قالت إنه نما ذكر الحديث فقالت عائشة أي حديث فأخبرتها قالت فسمعه أبو بكر ورسول الله  قالت نعم فخرت مغشيا عليها فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض فجاء النبي  ، فقال : ما لهذه قلت : حمى أخذتها من أجل حديث تحدث به فقعدت فقالت والله لئن حلفت لا تصدقونني ولئن اعتذرت لا تعذرونني فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه فالله المستعان على ما تصفون فانصرف النبي  فأنزل الله ما أنزل فأخبرها فقالت بحمد الله لا بحمد أحد 
[ 3209 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة أنه سأل عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي  أرأيت قوله { حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا } أو كذبوا قالت بل كذبهم قومهم فقلت : والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم وما هو بالظن فقالت : يا عرية لقد استيقنوا بذلك قلت : فلعلها أو كذبوا قالت معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها وأما هذه الآية قالت هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأست ممن كذبهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم كذبوهم جاءهم نصر الله قال أبو عبد الله استيأسوا افتعلوا من يئست منه من يوسف { لا تيأسوا من روح الله } معناه الرجاء 
[ 3210 ] أخبرني عبدة حدثنا عبد الصمد عن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام 

باب قول الله تعالى { وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } { اركض } اضرب { يركضون } يعدون

[ 3211 ] حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه رجل جراد من ذهب فجعل يحثي في ثوبه فناداه ربه يا أيوب ألم أكن أغنيتك عما ترى قال بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن بركتك 

باب { واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا } كلمه { ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا } يقال للواحد وللاثنين والجميع نجي ، ويقال { خلصوا نجيا } اعتزلوا نجيا والجميع أنجية يتناجون { تلقف } تلقم باب { ، وقال رجل مؤمن من آل فرعون } إلى قوله { مسرف كذاب

[ 3212 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني عقيل عن ابن شهاب سمعت عروة قال : قالت عائشة رضى الله تعالى عنها فرجع النبي  إلى خديجة يرجف فؤاده فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل وكان رجلا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية ، فقال ورقة ماذا ترى فأخبره ، فقال ورقة هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى وإن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا الناموس صاحب السر الذي يطلعه بما يستره عن غيره 

باب قول الله عز وجل { وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا } إلى قوله { بالواد المقدس طوى } { آنست } أبصرت قال ابن عباس المقدس المبارك طوى اسم الوادي { سيرتها } حالتها والنهى التقي { بملكنا } بأمرنا { هوى } شقي { فارغا } إلا من ذكر موسى { ردأ } كي يصدقني ، ويقال مغيثا أو معينا يبطش ويبطش { يأتمرون } يتشاورون والجذوة قطعة غليظة من الخشب ليس فيها لهب { سنشد } سنعينك كلما عززت شيئا فقد جعلت له عضدا ، وقال غيره كلما لم ينطق بحرف أو فيه تمتمة أو فأفأة فهي عقدة { أزري } ظهري { فيسحتكم } فيهلككم { المثلى } تأنيث الأمثل يقول بدينكم يقال خذ المثلى خذ الأمثل { ثم ائتوا صفا } يقال هل أتيت الصف اليوم يعني المصلى الذي يصلى فيه { فأوجس } أضمر خوفا فذهبت الواو من خيفة لكسرة الخاء { في جذوع النخل } على جذوع { خطبك } بالك { مساس } مصدر ماسه مساسا { لننسفنه } لنذرينه الضحاء الحر { قصيه } اتبعي أثره وقد يكون أن تقص الكلام { نحن نقص عليك } { عن جنب } عن بعد وعن جنابة وعن اجتناب واحد قال مجاهد { على قدر } موعد { لا تنيا } لا تضعفا { مكانا سوى } منصف بينهم { يبسا } يابسا من زينة القوم الحلي الذي استعاروا من آل فرعون فقذفناها ألقيناها { ألقى } صنع { فنسي } موسى هم يقولونه أخطأ الرب { أن لا يرجع إليهم قولا } في العجل

[ 3213 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن رسول الله  حدثهم عن ليلة أسري به حتى أتى السماء الخامسة فإذا هارون قال هذا هارون فسلم عليه فسلمت عليه فرد ، ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح تابعه ثابت وعباد بن أبي علي عن أنس عن النبي  

باب قول الله تعالى { وهل أتاك حديث موسى } { وكلم الله موسى تكليما }

[ 3214 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام بن يوسف أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : ليلة أسري بي رأيت موسى وإذا هو رجل ضرب رجل كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس وأنا أشبه ولد إبراهيم به ثم أتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر ، فقال اشرب أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل أخذت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك 
[ 3215 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن قتادة قال : سمعت أبا العالية حدثنا ابن عم نبيكم يعني ابن عباس عن النبي  قال لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى ونسبه إلى أبيه وذكر النبي  ليلة أسري به ، فقال موسى آدم طوال كأنه من رجال شنوءة ، وقال عيسى جعد مربوع وذكر مالكا خازن النار وذكر الدجال 
[ 3216 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أيوب السختياني عن ابن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي  لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما يعني عاشوراء فقالوا هذا يوم عظيم وهو يوم نجى الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكرا لله ، فقال : أنا أولى بموسى منهم فصامه وأمر بصيامه 

باب قول الله تعالى { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة ، وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني } إلى قوله { وأنا أول المؤمنين } يقال دكه زلزله { فدكتا } فدككن جعل الجبال كالواحدة كما قال الله عز وجل { أن السماوات والأرض كانتا رتقا } ولم يقل كن رتقا ملتصقتين { أشربوا } ثوب مشرب مصبوغ قال ابن عباس { انبجست } انفجرت { وإذ نتقنا الجبل } رفعنا

[ 3217 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور 
[ 3218 ] حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر 

باب طوفان من السيل يقال للموت الكثير طوفان القمل الحمنان يشبه صغار الحلم { حقيق } حق { سقط } كل من ندم فقد سقط في يده باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام

[ 3219 ] حدثنا عمرو بن محمد حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن صالح عن ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله أخبره عن ابن عباس أنه تمارى هو والحر بن قيس الفزاري في صاحب موسى قال ابن عباس هو خضر فمر بهما أبي بن كعب فدعاه بن عباس ، فقال إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه هل سمعت رسول الله  يذكر شأنه قال : نعم سمعت رسول الله  يقول : بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل جاءه رجل ، فقال هل تعلم أحدا أعلم منك قال لا فأوحى الله إلى موسى بلى عبدنا خضر فسأل موسى السبيل إليه فجعل له الحوت آية وقيل له إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه فكان يتبع أثر الحوت في البحر ، فقال لموسى فتاه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره } ، فقال موسى { ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا فوجدا } خضرا فكان من شأنهما الذي قص الله في كتابه 
[ 3220 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال : أخبرني سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر ، فقال كذب عدوالله حدثنا أبي بن كعب عن النبي  أن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم ، فقال : أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ، فقال له بلى لي عبد بمجمع البحرين هو أعلم منك قال أي رب ومن لي به وربما قال سفيان أي رب وكيف لي به قال تأخذ حوتا فتجعله في مكتل حيثما فقدت الحوت فهو ثم وربما قال : فهو ثمه وأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى أتيا الصخرة وضعا رؤوسهما فرقد موسى واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر { فاتخذ سبيله في البحر سربا } فأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار مثل الطاق ، فقال هكذا مثل الطاق فانطلقا يمشيان بقية ليلتهما ويومهما حتى إذا كان من الغد { قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله قال له فتاه { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } فكان للحوت سربا ولهما عجبا قال له موسى { ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصصا } رجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب فسلم موسى فرد عليه ، فقال وأنى بأرضك السلام قال : أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال : نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا قال : يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه قال هل أتبعك { قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا } إلى قوله إمرا فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة كلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة أو نقرتين قال له الخضر يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر إذ أخذ الفأس فنزع لوحا قال : فلم يفجأ موسى إلا وقد قلع لوحا بالقدوم ، فقال له موسى ما صنعت قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها { لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } فكانت الأولى من موسى نسيانا فلما خرجا من البحر مروا بغلام يلعب مع الصبيان فأخذ الخضر برأسه فقلعه بيده هكذا وأومأ سفيان بأطراف أصابعه كأنه يقطف شيئا ، فقال له موسى { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض } مائلا أومأ بيده هكذا وأشار سفيان كأنه يمسح شيئا إلى فوق فلم أسمع سفيان يذكر مائلا إلا مرة قال قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا عمدت إلى حائطهم { لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } قال النبي  وددنا أن موسى كان صبر فقص الله علينا من خبرهما قال سفيان قال النبي  يرحم الله موسى لو كان صبر لقص علينا من أمرهما وقرأ بن عباس أمامهم { ملك يأخذ كل سفينة } صالحة غصبا وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين ، ثم قال لي سفيان سمعته منه مرتين وحفظته منه قيل لسفيان حفظته قبل أن تسمعه من عمرو أو تحفظته من إنسان ، فقال ممن أتحفظه  ، ورواه أحد عن عمرو غيري سمعته منه مرتين أو ثلاثا وحفظته منه 
[ 3221 ] حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني أخبرنا ابن المبارك عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : إنما سمي الخضر أنه جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز من خلفه خضراء 
[ 3222 ] حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه يقول : قال رسول الله  : قيل لبني إسرائيل { ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة } فبدلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة 
[ 3223 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثنا روح بن عبادة حدثنا عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وإن الله أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر فجعل يقول ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وأبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها } 
[ 3224 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأعمش قال : سمعت أبا وائل قال : سمعت عبد الله رضى الله تعالى عنه قال قسم النبي  قسما ، فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله فأتيت النبي  فأخبرته فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه ، ثم قال يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر 

باب { يعكفون على أصنام لهم } { متبر } خسران { وليتبروا } يدمروا { ما علوا } ما غلبوا

[ 3225 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال كنا مع رسول الله  نجني الكباث وأن رسول الله  قال : عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه قالوا أكنت ترعى الغنم قال وهل من نبي إلا وقد رعاها 

باب { وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } قال أبو العالية العوان النصف بين البكر والهرمة { فاقع } صاف { لا ذلول } لم يذللها العمل { تثير الأرض } ليست بذلول { تثير الأرض } ولا تعمل في الحرث مسلمة من العيوب { لاشية } بياض { صفراء إن شئت سوداء ، ويقال صفراء كقوله جمالات صفر { فادارأتم } اختلفتم باب وفاة موسى ، وذكره بعد

[ 3226 ] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه ، فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال أي رب ثم ماذا قال ثم الموت قال : فالآن قال : فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال أبو هريرة ، فقال رسول الله  : لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر قال وأخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي  نحوه 
[ 3227 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال استب رجل من المسلمين ورجل من اليهود ، فقال المسلم والذي اصطفى محمدا  على العالمين في قسم يقسم به ، فقال اليهودي والذي اصطفى موسى على العالمين فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهودي فذهب اليهودي إلى النبي  فأخبره الذي كان من أمره وأمر المسلم ، فقال لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله 
[ 3228 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال : قال رسول الله  : احتج آدم وموسى ، فقال له موسى أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة ، فقال له آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق ، فقال رسول الله  : فحج آدم وموسى مرتين 
[ 3229 ] حدثنا مسدد حدثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خرج علينا النبي  يوما قال عرضت علي الأمم ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هذا موسى في قومه 

باب قول الله تعالى { وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون } إلى قوله { وكانت من القانتين

[ 3230 ] حدثنا يحيى بن جعفر حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة الهمداني عن أبي موسى رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام 

باب { إن قارون كان من قوم موسى } الآية { لتنوء } لتثقل قال ابن عباس { أولي القوة } لا يرفعها العصبة من الرجال يقال الفرحين المرحين { ويكأن الله } مثل { ألم تر أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر } يوسع عليه ويضيق باب قول الله تعالى { وإلى مدين أخاهم شعيبا } إلى أهل مدين لأن مدين بلد ومثله { واسأل القرية } { واسأل العير } يعني أهل القرية وأهل العير { وراءكم ظهريا } لم تلتفتوا إليه يقال إذا لم تقض حاجته ظهرت حاجتي وجعلتني ظهريا قال الظهري أن تأخذ معك دابة أو وعاء تستظهر به مكانتهم ومكانهم واحد { يغنوا } يعيشوا { تأس } تحزن { آسى } أحزن ، وقال الحسن { إنك لأنت الحليم الرشيد } يستهزؤون به ، وقال مجاهد ليكة الأيكة { يوم الظلة } إظلال الغمام العذاب عليهم باب قول الله تعالى { وإن يونس لمن المرسلين } إلى قوله { وهو مليم } قال مجاهد مذنب المشحون الموقر { فلولا أنه كان من المسبحين } الآية { فنبذناه بالعراء } بوجه الأرض { وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين } من غير ذات أصل الدباء ونحوه { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين } { ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم } { كظيم } وهو مغموم

[ 3231 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال : حدثني الأعمش حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال لا يقولن أحدكم إني خير من يونس زاد مسدد يونس بن متى 
[ 3232 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال : ما ينبغي لعبد أن يقول إني خير من يونس بن متى ونسبه إلى أبيه 
[ 3233 ] حدثنا يحيى بن بكير عن الليث عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال بينما يهودي يعرض سلعته أعطي بها شيئا كرهه ، فقال لا والذي اصطفى موسى على البشر فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم وجهه ، وقال تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي  بين أظهرنا فذهب إليه ، فقال أبا القاسم إن لي ذمة وعهدا فما بال فلان لطم وجهي ، فقال لم لطمت وجهه فذكره فغضب النبي  حتى رؤى في وجهه ، ثم قال لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى 
[ 3234 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم سمعت حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي  قال لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى 

باب { واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت } يتعدون يجاوزون في السبت { إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا } شوارع إلى قوله { كونوا قردة خاسئين باب قول الله تعالى { وآتينا داود زبورا } الزبر الكتب وأحدها زبور زبرت كتبت { ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه } قال مجاهد سبحي معه { والطير وألنا له الحديد أن اعمل سابغات } الدروع وقدر في السرد المسامير والحلق ولا تدق المسمار فيتسلسل ولا تعظم فيفصم { واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير }

[ 3235 ] حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : خفف على داود عليه السلام القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه ولا يأكل إلا من عمل يده رواه موسى بن عقبة عن صفوان عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي  
[ 3236 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره وأبا سلمة بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال : أخبر رسول الله  أني أقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت ، فقال له رسول الله  أنت الذي تقول والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت قلت : قد قلته قال إنك لا تستطيع ذلك فصم وأفطر وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر فقلت : إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله قال : فصم يوما وأفطر يومين قال : قلت : إني أطيق أفضل من ذلك قال : فصم يوما وأفطر يوما وذلك صيام داود وهو عدل الصيام قلت : إني أطيق أفضل منه يا رسول الله قال لا أفضل من ذلك 
[ 3237 ] حدثنا خلاد بن يحيى حدثنا مسعر حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال لي رسول الله  : ألم أنبأ أنك تقوم الليل وتصوم النهار فقلت : نعم ، فقال : فإنك إذا فعلت ذلك هجمت العين ونفهت النفس صم من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صوم الدهر أو كصوم الدهر قلت : إني أجد بي قال مسعر يعني قوة قال : فصم صوم داود عليه السلام وكان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى 

باب أحب الصلاة إلى الله صلاة داود وأحب الصيام إلى الله صيام داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما قال علي وهو قول عائشة ما ألفاه السحر عندي إلا نائما

[ 3238 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس الثقفي سمع عبد الله بن عمرو قال : قال لي رسول الله  : أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه 

باب { واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب } إلى قوله { وفصل الخطاب } قال مجاهد الفهم في القضاء ولا تشطط لا تسرف واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة يقال للمرأة نعجة ، ويقال لها أيضا شاة { ولي نعجة واحدة ، فقال أكفلنيها } مثل { وكفلها زكريا } ضمها وعزني غلبني صار أعز مني أعززته جعلته عزيزا في الخطاب يقال المحاورة قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء الشركاء { ليبغي } إلى قوله { إنما فتناه } قال ابن عباس اختبرناه وقرأ عمر فتناه بتشديد التاء { فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب }

[ 3239 ] حدثنا محمد حدثنا سهل بن يوسف قال : سمعت العوام عن مجاهد قال : قلت لابن عباس أسجد في ص فقرأ { ومن ذريته داود وسليمان } حتى أتى { فبهداهم اقتده } ، فقال نبيكم  ممن أمر أن يقتدي بهم 
[ 3240 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ليس ص من عزائم السجود ورأيت النبي  يسجد فيها 

باب قول الله تعالى { ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب } الراجع المنيب وقوله { هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } وقوله { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان } { ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر } أذبنا له عين الحديد { ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير يعملون له ما يشاء من محاريب } قال مجاهد بنيان ما دون القصور { وتماثيل وجفان كالجواب } كالحياض للإبل ، وقال ابن عباس كالجوبة من الأرض { وقدور راسيات اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض } الأرضة { تأكل منسأته } عصاه { فلما خر } إلى قوله { في العذاب المهين } { حب الخير عن ذكر ربي } { فطفق مسحا بالسوق والأعناق } يمسح أعراف الخيل وعراقيبها { الأصفاد } الوثاق قال مجاهد { الصافنات } صفن الفرس رفع إحدى رجليه حتى تكون على طرف الحافر { الجياد } السراع { جسدا } شيطانا { رخاء } طيبة { حيث أصاب } حيث شاء { فامنن } أعط { بغير حساب } بغير حرج

[ 3241 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي  إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان { رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي } فرددته خاسئا { عفريت } متمرد من إنس أو جان مثل زبنية جماعتها الزبانية 
[ 3242 ] حدثنا خالد بن مخلد حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي  قال : قال سليمان بن داود لأطوفن الليلة على سبعين امرأة تحمل كل امرأة فارسا يجاهد في سبيل الله ، فقال له صاحبه إن شاء الله فلم يقل ولم تحمل شيئا إلا واحدا ساقطا أحد شقيه ، فقال النبي  لو قالها لجاهدوا في سبيل الله قال شعيب وابن أبي الزناد تسعين وهو أصح 
[ 3243 ] حدثني عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه قال : قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع أول قال المسجد الحرام قلت : ثم أي قال ثم المسجد الأقصى قلت : كم كان بينهما قال أربعون ، ثم قال حيثما أدركتك الصلاة فصل والأرض لك مسجد 
[ 3244 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله  يقول : مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا فجعل الفراش وهذه الدواب تقع في النار ، وقال : كانت امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنك وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك فتحاكمتا إلى داود فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود فأخبرتاه ، فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله هو ابنها فقضى به للصغرى قال أبو هريرة والله إن سمعت بالسكين إلا يومئذ وما كنا نقول إلا المدية 

باب قول الله تعالى { ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله } إلى قوله { إن الله لا يحب كل مختال فخور } { ولا تصعر } الإعراض بالوجه

[ 3245 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } قال أصحاب النبي  أينا لم يلبس إيمانه بظلم فنزلت { لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } 
[ 3246 ] حدثني إسحاق أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال لما نزلت { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم } شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه قال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } 

باب { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية } { فعززنا } قال مجاهد شددنا ، وقال ابن عباس { طائركم } مصائبكم باب قول الله تعالى { ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا } إلى قوله { لم نجعل له من قبل سميا } قال ابن عباس مثلا يقال { رضيا } رضيا { عتيا } عصيا عتا يعتو { قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا } إلى قوله { ثلاث ليال سويا } ، ويقال صحيحا { فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا } فأوحى فأشار { يا يحيى خذ الكتاب بقوة } إلى قوله { ويوم يبعث حيا } { حفيا } لطيفا { عاقرا } الذكر والأنثى سواء

[ 3247 ] حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن نبي الله  حدثهم عن ليلة أسري به ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح قيل من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد أرسل إليه قال : نعم فلما خلصت فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالة قال هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما فسلمت فردا ، ثم قالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح 

باب قول الله تعالى { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا } { إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة } { إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين } إلى قوله { يرزق من يشاء بغير حساب } قال ابن عباس وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد يقول { إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه } وهم المؤمنون ، ويقال آل يعقوب أهل يعقوب فإذا صغروا آل ثم ردوه إلى الأصل قالوا أهيل

[ 3248 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني سعيد بن المسيب قال : قال أبو هريرة رضى الله تعالى عنه سمعت رسول الله  يقول : ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مس الشيطان غير مريم وابنها ثم يقول أبو هريرة { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } 

باب { وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } يقال يكفل يضم { كفلها } ضمها مخففة ليس من كفالة الديون وشبهها

[ 3249 ] حدثني أحمد بن أبي رجاء حدثنا النضر عن هشام قال : أخبرني أبي قال : سمعت عبد الله بن جعفر قال : سمعت عليا رضى الله تعالى عنه يقول : سمعت النبي  يقول : خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة 

باب قوله تعالى { إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم } إلى قوله فإنما { يقول له كن فيكون } { يبشرك } ويبشرك واحد { وجيها } شريفا ، وقال إبراهيم { المسيح } الصديق ، وقال مجاهد الكهل الحليم والأكمه من يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل ، وقال غيره من يولد أعمى

[ 3250 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال : سمعت مرة الهمداني يحدث عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون 
[ 3251 ] وقال ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال : سمعت رسول الله  يقول : نساء قريش خير نساء ركبن الإبل أحناه على طفل وأرعاه على زوج في ذات يده يقول أبو هريرة على إثر ذلك ولم تركب مريم بنت عمران بعيرا قط تابعه ابن أخي الزهري وإسحاق الكلبي عن الزهري 

باب قوله { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله له واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا } قال أبو عبيد كلمته كن فكان ، وقال غيره { وروح منه } أحياه فجعله روحا { ولا تقولوا ثلاثة

[ 3252 ] حدثنا صدقة بن الفضل حدثنا الوليد عن الأوزاعي قال : حدثني عمير بن هانئ قال : حدثني جنادة بن أبي أمية عن عبادة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل قال الوليد حدثني ابن جابر عن عمير عن جنادة وزاد من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء 

باب { واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها } نبذناه ألقيناه اعتزلت { شرقيا } مما يلي الشرق { فأجاءها } أفعلت من جئت ، ويقال ألجأها اضطرها { تساقط } تسقط { قصيا } قاصيا { فريا } عظيما قال ابن عباس { نسيا } مريم لم أكن شيئا ، وقال غيره النسي الحقير ، وقال أبو وائل علمت مريم أن التقي ذو نهية حين قالت { إن كنت تقيا } قال وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء { سريا } نهر صغير بالسريانية

[ 3253 ] حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي  قال لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلي جاءته أمه فدعته ، فقال أجيبها أو أصلي فقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة وكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام ، فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا إلا من طين وكانت امرأة ترضع ابنا لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شارة فقالت اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وأقبل على الراكب ، فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم أقبل على ثديها يمصه قال أبو هريرة كأني أنظر إلى النبي  يمص إصبعه ثم مر بأمة فقالت اللهم لا تجعل ابني مثل هذه فترك ثديها ، فقال اللهم اجعلني مثلها فقالت لم ذاك ، فقال الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون سرقت زنيت ولم تفعل 
[ 3254 ] حدثني إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر حدثني محمود حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري قال : أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : ليلة أسري به لقيت موسى قال : فنعته فإذا رجل حسبته قال مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة قال ولقيت عيسى فنعته النبي  ، فقال ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس يعني الحمام ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر فيه خمر فقيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل لي هديت الفطرة أو أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك 
[ 3255 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا إسرائيل أخبرنا عثمان بن المغيرة عن مجاهد عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي  رأيت عيسى وموسى وإبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر وأما موسى فآدم جسيم سبط كأنه من رجال الزط 
[ 3256 ] حدثنا إبراهيم بن المنذر حدثنا أبو ضمرة حدثنا موسى عن نافع قال عبد الله ذكر النبي  يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال ، فقال إن الله ليس بأعور ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من آدم الرجال تضرب لمته بين منكبيه رجل الشعر يقطر رأسه ماء واضعا يديه على منكبي رجلين وهو يطوف بالبيت فقلت : من هذا ، فقال هذا المسيح بن مريم ثم رأيت رجلا وراءه جعدا قططا أعور العين اليمنى كأشبه من رأيت بابن قطن واضعا يديه على منكبي رجل يطوف بالبيت فقلت : من هذا قالوا المسيح الدجال تابعه عبيد الله عن نافع 
[ 3257 ] حدثنا أحمد بن محمد المكي قال : سمعت إبراهيم بن سعد قال : حدثني الزهري عن سالم عن أبيه قال لا والله ما قال النبي  لعيسى أحمر ولكن قال بينما أنا نائم أطوف بالكعبة فإذا رجل آدم سبط الشعر يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء أو يهراق رأسه ماء فقلت : من هذا قالوا بن مريم فذهبت ألتفت فإذا رجل أحمر جسيم جعد الرأس أعور عينه اليمنى كأن عينه عنبة طافية قلت : من هذا قالوا هذا الدجال وأقرب الناس به شبها بن قطن قال الزهري رجل من خزاعة هلك في الجاهلية 
[ 3258 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله  يقول : أنا أولى الناس بابن مريم والأنبياء أولاد علات ليس بيني وبينه نبي 
[ 3259 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح بن سليمان حدثنا هلال بن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله  : أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة والأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وقال إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : 
[ 3260 ] وحدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي  قال : رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق ، فقال له أسرقت قال كلا والله الذي { لا إله إلا هو } ، فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني 
[ 3261 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان قال : سمعت الزهري يقول أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس سمع عمر رضى الله تعالى عنه يقول على المنبر سمعت النبي  يقول : لا تطروني كما أطرت النصارى بن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله 
[ 3262 ] حدثنا محمد بن مقاتل أخبرنا عبد الله أخبرنا صالح بن حي أن رجلا من أهل خراسان قال للشعبي ، فقال الشعبي أخبرني أبو بردة عن أبي موسى الأشعري رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : إذا أدب الرجل أمته فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها كان له أجران وإذا آمن بعيسى ثم آمن بي فله أجران والعبد إذا أتقى ربه وأطاع مواليه فله أجران 
[ 3263 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله  : تحشرون حفاة عراة غرلا ثم قرأ { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول أصحابي فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم قال } محمد بن يوسف ذكر عن أبي عبد الله عن قبيصة قال هم المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر فقاتلهم أبو بكر رضى الله تعالى عنه 

باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام

[ 3264 ] حدثنا إسحاق أخبرنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا } 
[ 3265 ] حدثنا ابن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب عن نافع مولى أبي قتادة الأنصارى أن أبا هريرة قال : قال رسول الله  : كيف أنتم إذا نزل بن مريم فيكم وإمامكم منكم تابعه عقيل والأوزاعي 

باب ما ذكر عن بني إسرائيل

[ 3266 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك عن ربعي بن حراش قال : قال عقبة بن عمرو لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من رسول الله  قال : إني سمعته يقول إن مع الدجال إذا خرج ماء ونارا فأما الذي يرى الناس أنها النار فماء بارد وأما الذي يرى الناس أنه ماء بارد فنار تحرق فمن أدرك منكم فليقع في الذي يرى أنها نار فإنه عذب بارد قال حذيفة وسمعته يقول إن رجلا كان فيمن كان قبلكم أتاه الملك ليقبض روحه فقيل له هل عملت من خير قال : ما أعلم قيل له انظر قال : ما أعلم شيئا غير أني كنت أبايع الناس في الدنيا وأجازيهم فانظر الموسر وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله الجنة قال وسمعته يقول إن رجلا حضره الموت فلما يئس من الحياة أوصى أهله إذا أنا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا وأوقدوا فيه نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فامتحشت فخذوها فاطحنوها ثم انظروا يوما راحا فاذروه في اليم ففعلوا فجمعه الله ، فقال له لم فعلت ذلك قال من خشيتك فغفر الله له قال عقبة بن عمرو وأنا سمعته يقول ذاك وكان نباشا 
[ 3267 ] حدثني بشر بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرني معمر ويونس عن الزهري قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله أن عائشة وابن عباس رضى الله تعالى عنهم قالا لما نزل برسول الله  طفق يطرح خميصة على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه ، فقال وهو كذلك لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا 
[ 3268 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن فرات القزاز قال : سمعت أبا حازم قال قاعدت أبا هريرة خمس سنين فسمعته يحدث عن النبي  قال : كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون قالوا فما تأمرنا قال : فوا ببيعة الأول فالأول أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم 
[ 3269 ] حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا أبو غسان قال : حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه أن النبي  قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال : فمن 
[ 3270 ] حدثنا عمران بن ميسرة حدثنا عبد الوارث حدثنا خالد عن أبي قلابة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : ذكروا النار والناقوس فذكروا اليهود والنصارى فأمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر الإقامة 
[ 3271 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها كانت تكره أن يجعل يده في خاصرته وتقول إن اليهود تفعله تابعه شعبة عن الأعمش 
[ 3272 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن رسول الله  قال : إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم ما بين صلاة العصر إلى مغرب الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا ، فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ، ثم قال من يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ، ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ألا فأنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغرب الشمس على قيراطين قيراطين ألا لكم الأجر مرتين فغضبت اليهود والنصارى فقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال الله هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا قال : فإنه فضلي أعطيه من شئت 
[ 3273 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن طاوس عن ابن عباس قال : سمعت عمر رضى الله تعالى عنه يقول قاتل الله فلانا ألم يعلم أن النبي  قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها تابعه جابر وأبو هريرة عن النبي  
[ 3274 ] حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد أخبرنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية عن أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو أن النبي  قال : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار 
[ 3275 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب قال : قال أبو سلمة بن عبد الرحمن إن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال أن رسول الله  قال : إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم 
[ 3276 ] حدثني محمد قال : حدثني حجاج حدثنا جرير عن الحسن حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد وما نسينا منذ حدثنا وما نخشى أن يكون جندب كذب على رسول الله  قال : قال رسول الله  : كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة 

باب حديث أبرص وأعمى وأقرع في بني إسرائيل

[ 3277 ] حدثني أحمد بن إسحاق حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا إسحاق بن عبد الله قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي  وحدثني محمد حدثنا عبد الله بن رجاء أخبرنا همام عن إسحاق بن عبد الله قال : أخبرني عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه حدثه أنه سمع رسول الله  يقول : إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص ، فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال : فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، فقال أي المال أحب إليك قال الإبل أو قال البقر هو شك في ذلك أن الأبرص والأقرع قال أحدهما الإبل ، وقال الآخر البقر فأعطي ناقة عشراء ، فقال يبارك لك فيها وأتى الأقرع ، فقال أي شيء أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عني هذا قد قذرني الناس قال : فمسحه فذهب وأعطي شعرا حسنا قال : فأي المال أحب إليك قال البقر قال : فأعطاه بقرة حاملا ، وقال يبارك لك فيها وأتى الأعمى ، فقال أي شيء أحب إليك قال يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال : فمسحه فرد الله إليه بصره قال : فأي المال أحب إليك قال الغنم فأعطاه شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا فكان لهذا واد من إبل ولهذا واد من بقر ولهذا واد من الغنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري ، فقال له إن الحقوق كثيرة ، فقال له كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله ، فقال لقد ورثت لكابر عن كابر ، فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأقرع في صورته وهيئته ، فقال له { مثل ما قال } لهذا فرد عليه مثل ما رد عليه هذا ، فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت وأتى الأعمى في صورته ، فقال رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال قد كنت أعمى فرد الله بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله ، فقال أمسك مالك فإنما ابتليتم فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك 

باب { أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم } الكهف الفتح في الجبل والرقيم الكتاب { مرقوم } مكتوب من الرقم { ربطنا على قلوبهم } ألهمناهم صبرا { شططا } إفراطا الوصيد الفناء وجمعه وصائد ووصد ، ويقال الوصيد الباب { مؤصدة } مطبقة آصد الباب وأوصد { بعثناهم } أحييناهم { أزكى } أكثر ريعا فضرب الله { على آذانهم } فناموا { رجما بالغيب } لم يستبن ، وقال مجاهد { تقرضهم } تتركهم حديث الغار

[ 3278 ] حدثنا إسماعيل بن خليل أخبرنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  قال : بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون إذ أصابهم مطر فأووا إلى غار فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه ، فقال واحد منهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير عمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا وأنه أتاني يطلب أجره فقلت : اعمد إلى تلك البقر فسقها ، فقال لي إنما لي عندك فرق من أرز فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة ، فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدا وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع فكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا فانساحت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء ، فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار فطلبتها حتى قدرت فأتيتها بها فدفعتها إليها فأمكنتني من نفسها فلما قعدت بين رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت وتركت المائة دينار فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا ففرج الله عنهم فخرجوا 
[ 3279 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن حدثه أنه سمع أبا هريرة رضى الله تعالى عنه أنه سمع رسول الله  يقول : بينا امرأة ترضع ابنها إذ مر بها راكب وهي ترضعه فقالت اللهم لا تمت ابني حتى يكون مثل هذا ، فقال اللهم لا تجعلني مثله ثم رجع في الثدي ومر بامرأة تجرر ويلعب بها فقالت اللهم لا تجعل ابني مثلها ، فقال اللهم اجعلني مثلها ، فقال : أما الراكب فإنه كافر وأما المرأة فإنهم يقولون لها تزني وتقول حسبي الله ويقولون تسرق وتقول حسبي الله 
[ 3280 ] حدثنا سعيد بن تليد حدثنا ابن وهب قال : أخبرني جرير بن حازم عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به 
[ 3281 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر فتناول قصة من شعر وكانت في يدي حرسي ، فقال : يا أهل المدينة أين علماؤكم سمعت النبي  ينهى عن مثل هذه ويقول إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم 
[ 3282 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب 
[ 3283 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن أبي عدي عن شعبة عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل فأتى راهبا فسأله ، فقال له هل من توبة قال لا فقتله فجعل يسأل ، فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا فأدركه الموت فناء بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي ، وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له 
[ 3284 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال صلى رسول الله  صلاة الصبح ثم أقبل على الناس ، فقال بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث ، فقال الناس سبحان الله بقرة تكلم ، فقال : فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب حتى كأنه استنقذها منه ، فقال له الذئب هذا استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري ، فقال الناس سبحان الله ذئب يتكلم قال : فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم وحدثنا علي حدثنا سفيان عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي  بمثله 
[ 3285 ] حدثنا إسحاق بن نصر أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  اشترى رجل من رجل عقارا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك الذهب ، وقال الذي له الأرض إنما بعتك الأرض وما فيها فتحاكما إلى رجل ، فقال الذي تحاكما إليه ألكما ولد قال أحدهما لي غلام ، وقال الآخر لي جارية قال أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا 
[ 3286 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني مالك عن محمد بن المنكدر وعن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد ماذا سمعت من رسول الله  في الطاعون ، فقال أسامة قال رسول الله  : الطاعون رجس أرسل على { طائفة من بني إسرائيل } أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه قال أبو النضر لا يخرجكم إلا فرارا منه 
[ 3287 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن عائشة رضى الله تعالى عنها زوج النبي  قالت سألت رسول الله  عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله رحمة للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد 
[ 3288 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا ومن يكلم فيها رسول الله  فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله  فكلمه أسامة ، فقال رسول الله  : أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب ، ثم قال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها 
[ 3289 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت النزال بن سبرة الهلالي عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رجلا قرأ آية وسمعت النبي  يقرأ خلافها فجئت به النبي  فأخبرته فعرفت في وجهه الكراهية ، وقال كلاكما محسن ولا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا 
[ 3290 ] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال : حدثني شقيق قال عبد الله كأني أنظر إلى النبي  يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون 
[ 3291 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي  أن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا ، فقال لبنيه لما حضر أي أب كنت لكم قالوا خير أب قال : فإني لم أعمل خيرا قط فإذا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف ففعلوا فجمعه الله عز وجل ، فقال : ما حملك قال مخافتك فتلقاه برحمته ، وقال معاذ حدثنا شعبة عن قتادة سمعت عقبة بن عبد الغافر سمعت أبا سعيد الخدري عن النبي  
[ 3292 ] حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال : قال عقبة لحذيفة ألا تحدثنا ما سمعت من النبي  قال : سمعته يقول إن رجلا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله إذا مت فاجمعوا لي حطبا كثيرا ثم أوروا نارا حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار أو راح فجمعه الله ، فقال لم فعلت قال من خشيتك فغفر له قال عقبة وأنا سمعته يقول : حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا عبد الملك ، وقال في يوم راح 
[ 3293 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة أن رسول الله  قال : كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا قال : فلقي الله فتجاوز عنه 
[ 3294 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : كان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال لبنيه إذا أنا مت فأحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في الريح فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا فلما مات فعل به ذلك فأمر الله الأرض ، فقال اجمعي ما فيك منه ففعلت فإذا هو قائم ، فقال : ما حملك على ما صنعت قال : يا رب خشيتك فغفر له ، وقال غيره مخافتك يا رب 
[ 3295 ] حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  قال : عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض 
[ 3296 ] حدثنا أحمد بن يونس عن زهير حدثنا منصور عن ربعي بن حراش حدثنا أبو مسعود عقبة قال : قال النبي  إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت حدثنا آدم حدثنا شعبة عن منصور قال : سمعت ربعي بن حراش يحدث عن أبي مسعود قال النبي  إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فاصنع ما شئت 
[ 3297 ] حدثنا بشر بن محمد أخبرنا عبيد الله أخبرنا يونس عن الزهري أخبرني سالم ان ابن عمر حدثه أن النبي  قال : بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة تابعه عبد الرحمن بن خالد عن الزهري 
[ 3298 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب قال : حدثني ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد كل أمة { أوتوا الكتاب من } قبلنا وأوتينا من بعدهم فهذا اليوم الذي اختلفوا فيه فغدا لليهود وبعد غد للنصارى على كل مسلم في كل سبعة أيام يوم يغسل رأسه وجسده 
[ 3299 ] حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عمرو بن مرة سمعت سعيد بن المسيب قال قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة آخر قدمة قدمها فخطبنا فأخرج كبة من شعر ، فقال : ما كنت أرى أحدا يفعل هذا غير اليهود وإن النبي  سماه الزور يعني الوصال في الشعر تابعه غندر عن شعبة 
بسم الله الرحمن الرحيم 

كتاب المناقب باب قول الله تعالى { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } وقوله { واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } وما ينهى عن دعوى الجاهلية الشعوب النسب البعيد والقبائل دون ذلك

[ 3300 ] حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وجعلناكم شعوبا وقبائل قال الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون 
[ 3301 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله قال : حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قيل : يا رسول الله من أكرم الناس قال أتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال : فيوسف نبي الله 
[ 3302 ] حدثنا قيس بن حفص حدثنا عبد الواحد حدثنا كليب بن وائل قال : حدثتني ربيبة النبي  زينب بنت أبي سلمة قال : قلت لها أرأيت النبي  أكان من مضر قالت فممن كان إلا من مضر من بني النضر بن كنانة 
[ 3303 ] حدثنا موسى حدثنا عبد الواحد حدثنا كليب حدثتني ربيبة النبي  وأظنها زينب قالت نهى رسول الله  عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت وقلت لها أخبريني النبي  ممن كان من مضر كان قالت فممن كان إلا من مضر كان من ولد النضر بن كنانة 
[ 3304 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن رسول الله  قال : تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية وتجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه 
[ 3305 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي  قال : الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه 
[ 3306 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثني عبد الملك عن طاوس عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما { إلا المودة في القربى } قال ، فقال سعيد بن جبير قربى محمد  ، فقال إن النبي  لم يكن بطن من قريش إلا وله فيه قرابة فنزلت عليه إلا أن تصلوا قرابة بيني وبينكم 
[ 3307 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود يبلغ به النبي  قال : من ها هنا جاءت الفتن نحو المشرق والجفاء وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر في ربيعة ومضر 
[ 3308 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : سمعت رسول الله  يقول : الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم والإيمان يمان والحكمة يمانية قال أبو عبد الله سميت اليمن لأنها عن يمين الكعبة والشام لأنها عن يسار الكعبة والمشأمة الميسرة واليد اليسرى الشؤم والجانب الأيسر الأشأم 

باب مناقب قريش

[ 3309 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاوية فقام فأثنى على الله بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله تعالى ولا تؤثر عن رسول الله  فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله  يقول : إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين 
[ 3310 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا عاصم بن محمد قال : سمعت أبي عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عن النبي  قال لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان 
[ 3311 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن جبير بن مطعم قال مشيت أنا وعثمان بن عفان ، فقال : يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا وإنما نحن وهم منك بمنزلة واحدة ، فقال النبي  إنما بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد 
[ 3312 ] وقال الليث حدثني أبو الأسود محمد عن عروة بن الزبير قال ذهب عبد الله بن الزبير مع أناس من بني زهرة إلى عائشة وكانت أرق شيء عليهم لقرابتهم من رسول الله  
[ 3313 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد ح قال يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن أبيه قال : حدثني عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال رسول الله  : قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله 
[ 3314 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال : حدثني أبو الأسود عن عروة بن الزبير قال : كان عبد الله بن الزبير أحب البشر إلى عائشة بعد النبي  وأبي بكر وكان أبر الناس بها وكانت لا تمسك شيئا مما جاءها من رزق الله إلا تصدقت ، فقال ابن الزبير ينبغي أن يؤخذ على يديها فقالت أيؤخذ على يدي علي نذر إن كلمته فاستشفع إليها برجال من قريش وبأخوال رسول الله  خاصة فامتنعت ، فقال له الزهريون أخوال النبي  منهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث والمسور بن مخرمة إذا استأذنا فاقتحم الحجاب ففعل فأرسل إليها بعشر رقاب فأعتقتهم ثم لم تزل تعتقهم حتى بلغت أربعين فقالت وددت أني جعلت حين حلفت عملا أعمله فأفرغ منه 

باب نزل القرآن بلسان قريش

[ 3315 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن أنس أن عثمان دعا زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا ذلك 

باب نسبة اليمن إلى إسماعيل منهم أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة

[ 3316 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن يزيد بن أبي عبيد حدثنا سلمة رضى الله تعالى عنه قال خرج رسول الله  على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق ، فقال ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا وأنا مع بني فلان لأحد الفريقين فأمسكوا بأيديهم ، فقال : ما لهم قالوا وكيف نرمي وأنت مع بني فلان قال ارموا وأنا معكم كلكم 
[ 3317 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث عن الحسين عن عبد الله بن بريدة قال : حدثني يحيى بن يعمر أن أبا الأسود الديلي حدثه عن أبي ذر رضى الله تعالى عنه أنه سمع النبي  يقول : ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار 
[ 3318 ] حدثنا علي بن عياش حدثنا حريز قال : حدثني عبد الواحد بن عبد الله النصري قال : سمعت واثلة بن الأسقع يقول : قال رسول الله  : إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه أو يري عينه ما لم تره أو يقول على رسول الله  ما لم يقل 
[ 3319 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد عن أبي جمرة قال : سمعت ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقول قدم وفد عبد القيس على رسول الله  فقالوا يا رسول الله إنا من هذا الحي من ربيعة قد حالت بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نخلص إليك إلا في كل شهر حرام فلو أمرتنا بأمر نأخذه عنك ونبلغه من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا إلى الله خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت 
[ 3320 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري عن سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت رسول الله  يقول : وهو على المنبر ألا إن الفتنة ها هنا يشير إلى المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان 

باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع

[ 3321 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سعد عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي ليس لهم مولى دون الله ورسوله 
[ 3322 ] حدثني محمد بن غرير الزهري حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح حدثنا نافع أن عبد الله أخبره أن رسول الله  قال : على المنبر غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله 
[ 3323 ] حدثني محمد أخبرنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها 
[ 3324 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال النبي  أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم وبني أسد ومن بني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة ، فقال رجل خابوا وخسروا ، فقال هم خير من بني تميم ومن بني أسد ومن بني عبد الله بن غطفان ومن بني عامر بن صعصعة 
[ 3325 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال : سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن الأقرع بن حابس قال للنبي  إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وأحسبه وجهينة بن أبي يعقوب شك قال النبي  أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة وأحسبه وجهينة خيرا من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفان خابوا وخسروا قال : نعم قال والذي نفسي بيده إنهم لخير منهم 
[ 3326 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال أسلم وغفار وشيء من مزينة وجهينة أو قال شيء من جهينة أو مزينة خير عند الله أو قال يوم القيامة من أسد وتميم وهوازن وغطفان 

باب ابن أخت القوم ومولى القوم منهم

[ 3327 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال دعا النبي  الأنصار ، فقال هل فيكم أحد من غيركم قالوا لا إلا ابن أخت لنا ، فقال رسول الله  : ابن أخت القوم منهم 

باب قصة إسلام أبي ذر رضى الله تعالى عنه

[ 3328 ] حدثنا زيد هو ابن أخزم قال أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثني مثني بن سعيد القصير قال : حدثني أبو جمرة قال : قال لنا بن عباس ألا أخبركم بإسلام أبي ذر قال قلنا بلى قال : قال أبو ذر كنت رجلا من غفار فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره فانطلق فلقيه ثم رجع فقلت : ما عندك ، فقال والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر فقلت له لم تشفني من الخبر فأخذت جرابا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعرفه وأكره أن أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد قال : فمر بي علي ، فقال : كان الرجل غريب قال : قلت : نعم قال : فانطلق إلى المنزل قال : فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أخبره فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه وليس أحد يخبرني عنه بشيء قال : فمر بي علي ، فقال : أما نال للرجل يعرف منزله بعد قال : قلت لا قال انطلق معي قال ، فقال : ما أمرك وما أقدمك هذه البلدة قال : قلت له إن كتمت علي أخبرتك قال : فإني أفعل قال : قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأرسلت أخي ليكلمه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت أن ألقاه ، فقال له أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي  فقلت له اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني ، فقال لي يا أبا ذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت : والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فجاء إلى المسجد وقريش فيه ، فقال : يا معشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم ، فقال ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار فأقلعوا عني فلما أن أصبحت الغد رجعت فقلت : مثل ما قلت : بالأمس فقالوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما صنع بالأمس وأدركني العباس فأكب علي ، وقال مثل مقالته بالأمس قال : فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله 

باب ذكر قحطان

[ 3329 ] حدثنا عبد العزيز بن عبد الله قال : حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه 

باب ما ينهى من دعوى الجاهلية

[ 3330 ] حدثنا محمد أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابرا رضى الله تعالى عنه يقول غزونا مع النبي  وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصارىا فغضب الأنصارى غضبا شديدا حتى تداعوا ، وقال الأنصارى يا للأنصار ، وقال المهاجري يا للمهاجرين فخرج النبي  ، فقال : ما بال دعوى أهل الجاهلية ، ثم قال : ما شأنهم فأخبر بكسعة المهاجري الأنصارى قال ، فقال النبي  دعوها فإنها خبيثة ، وقال عبد الله بن أبي بن سلول أقد تداعوا علينا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فقال عمر ألا نقتل يا رسول الله هذا الخبيث لعبد الله ، فقال النبي  لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه 
[ 3331 ] حدثني ثابت بن محمد حدثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله رضى الله تعالى عنه عن النبي  وعن سفيان عن زبيد عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله عن النبي  قال ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية 

باب قصة خزاعة

[ 3332 ] حدثني إسحاق بن إبراهيم حدثنا يحيى بن آدم أخبرنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة 
[ 3333 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : سمعت سعيد بن المسيب قال البحيرة التي يمنع درها للطواغيت ولا يحلبها أحد من الناس والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء قال ، وقال أبو هريرة قال النبي  رأيت عمرو بن عامر بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار وكان أول من سيب السوائب 

باب قصة زمزم وجهل العرب

[ 3334 ] حدثنا أبو النعمان حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام { قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم } إلى قوله { قد ضلوا وما كانوا مهتدين } 

باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية ، وقال ابن عمر وأبو هريرة عن النبي إن الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله ، وقال البراء عن النبي أنا ابن عبد المطلب

[ 3335 ] حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } جعل النبي  ينادي يا بني فهر يا بني عدي لبطون قريش ، وقال لنا قبيصة أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } جعل النبي  يدعوهم قبائل قبائل 
[ 3336 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب أخبرنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي  قال : يا بني عبد مناف اشتروا أنفسكم من الله يا بني عبد المطلب اشتروا أنفسكم من الله يا أم الزبير بن العوام عمة رسول الله يا فاطمة بنت محمد اشتريا أنفسكما من الله لا أملك لكما من الله شيئا سلاني من مالي ما شئتما 

باب قصة الحبش وقول النبي يا بني أرفدة

[ 3337 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أن أبا بكر رضى الله تعالى عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان والنبي  متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي  عن وجهه ، فقال : يا أبا بكر فإنها أيام عيد وتلك الأيام أيام منى وقالت عائشة رأيت النبي  يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد فزجرهم عمر ، فقال النبي  دعهم أمنا بني أرفدة يعني من الأمن 

باب من أحب أن لا يسب نسبه

[ 3338 ] حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت استأذن حسان النبي  في هجاء المشركين قال كيف بنسبي ، فقال حسان لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين وعن أبيه قال ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت لا تسبه فإنه كان ينافح عن النبي  

باب ما جاء في أسماء رسول الله وقول الله تعالى { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار } وقوله { من بعدي اسمه أحمد }

[ 3339 ] حدثني إبراهيم بن المنذر قال : حدثني معن عن مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحوالله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب 
[ 3340 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم يشتمون مذمما ويلعنون مذمما وأنا محمد 

باب خاتم النبيين

[ 3341 ] حدثنا محمد بن سنان حدثنا سليم حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال : قال النبي  مثلي ومثل الأنبياء كرجل بنى دارا فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون لولا موضع اللبنة 
[ 3342 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال : فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين 

باب وفاة النبي

[ 3343 ] حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي  توفي وهو ابن ثلاث وستين ، وقال ابن شهاب وأخبرني سعيد بن المسيب مثله 

باب كنية النبي

[ 3344 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي  في السوق ، فقال رجل يا أبا القاسم فالتفت النبي  ، فقال سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي 
[ 3345 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن منصور عن سالم عن جابر رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي 
[ 3346 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن سيرين قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال أبو القاسم  سموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي 
[ 3347 ] حدثني إسحاق أخبرنا الفضل بن موسى عن الجعيد بن عبد الرحمن رأيت السائب بن يزيد بن أربع وتسعين جلدا معتدلا ، فقال قد علمت ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاء رسول الله  إن خالتي ذهبت بي إليه فقالت : يا رسول الله ان ابن أختي شاك فادع الله له قال : فدعا لي 

باب خاتم النبوة

[ 3348 ] حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا حاتم عن الجعيد بن عبد الرحمن قال : سمعت السائب بن يزيد قال ذهبت بي خالتي إلى رسول الله  فقالت : يا رسول الله ان ابن أختي وقع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم بين كتفيه قال ابن عبيد الله الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينيه قال إبراهيم بن حمزة مثل زر الحجلة 

باب صفة النبي

[ 3349 ] حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد بن أبي حسين عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال صلى أبو بكر رضى الله تعالى عنه العصر ثم خرج يمشي فرأى الحسن يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه ، وقال بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي وعلي يضحك 
[ 3350 ] حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا إسماعيل عن أبي جحيفة رضى الله تعالى عنه قال : رأيت النبي  وكان الحسن يشبهه 
[ 3351 ] حدثني عمرو بن علي حدثنا ابن فضيل حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت أبا جحيفة رضى الله تعالى عنه قال : رأيت النبي  وكان الحسن بن علي عليهما السلام يشبهه قلت لأبي جحيفة صفه لي قال : كان أبيض قد شمط وأمر لنا النبي  بثلاث عشرة قلوصا قال : فقبض النبي  قبل أن نقبضها 
[ 3352 ] حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن وهب أبي جحيفة السوائي قال : رأيت النبي  ورأيت بياضا من تحت شفته السفلى العنفقة 
[ 3353 ] حدثنا عصام بن خالد حدثنا حريز بن عثمان أنه سأل عبد الله بن بسر صاحب النبي  قال : أرأيت النبي  كان شيخا قال : كان في عنفقته شعرات بيض 
[ 3354 ] حدثني ابن بكير قال : حدثني الليث عن خالد عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال : سمعت أنس بن مالك يصف النبي  قال : كان ربعة من القوم ليس بالطويل ولا بالقصير أزهر اللون ليس بأبيض أمهق ولا آدم ليس بجعد قطط ولا سبط رجل أنزل عليه وهو ابن أربعين فلبث بمكة عشر سنين ينزل عليه وبالمدينة عشر سنين وقبض وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء قال ربيعة فرأيت شعرا من شعره فإذا هو أحمر فسألت فقيل احمر من الطيب 
[ 3355 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه سمعه يقول كان رسول الله  ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمةق وليس بالآدم وليس بالجعد القطط ولا بالسبط بعثه الله على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين فتوفاه الله وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء 
[ 3356 ] حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد الله حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يقول كان رسول الله  أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا ليس بالطويل البائن ولا بالقصير 
[ 3357 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا همام عن قتادة قال : سألت أنسا هل خضب النبي  قال لا إنما كان شيء في صدغيه 
[ 3358 ] حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبي  مربوعا بعيد ما بين المنكبين له شعر يبلغ شحمة أذنيه رأيته في حلة حمراء لم أر شيئا قط أحسن منه قال يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه إلى منكبيه 
[ 3359 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زهير عن أبي إسحاق قال : وسئل البراء أكان وجه النبي  مثل السيف قال لا بل مثل القمر 
[ 3360 ] حدثنا الحسن بن منصور أبو علي حدثنا حجاج بن محمد الأعور بالمصيصة حدثنا شعبة عن الحكم قال : سمعت أبا جحيفة قال خرج رسول الله  بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين وبين يديه عنزة وزاد فيه عون عن أبيه عن أبي جحيفة قال : كان يمر من ورائها المرأة وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم قال : فأخذت بيده فوضعتها على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك 
[ 3361 ] حدثنا عبدان حدثنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال : حدثني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبي  أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله  أجود بالخير من الريح المرسلة 
[ 3362 ] حدثنا يحيى حدثنا عبد الرزاق حدثنا ابن جريج قال : أخبرني ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول الله  دخل عليها مسرورا تبرق أسارير وجهه ، فقال ألم تسمعي ما قال المدلجي لزيد وأسامة ورأى أقدامهما إن بعض هذه الأقدام من بعض 
[ 3363 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب أن عبد الله بن كعب قال : سمعت كعب بن مالك يحدث حين تخلف عن تبوك قال : فلما سلمت على رسول الله  وهو يبرق وجهه من السرور وكان رسول الله  إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه 
[ 3364 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا حتى كنت من القرن الذي كنت فيه 
[ 3365 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رؤوسهم وكان أهل الكتاب يسدلون رؤوسهم وكان رسول الله  يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء ثم فرق رسول الله  رأسه 
[ 3366 ] حدثنا عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضى الله تعالى عنهما قال لم يكن النبي  فاحشا ولا متفحشا وكان يقول إن من خياركم أحسنكم أخلاقا 
[ 3367 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت ما خير رسول الله  بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله  لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها 
[ 3368 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبي  ولا شممت ريحا قط أو عرفا قط أطيب من ريح أو عرف النبي  
[ 3369 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن عبد الله بن أبي عتبة عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : كان النبي  أشد حياء من العذراء في خدرها حدثني محمد بن بشار حدثنا يحيى وابن مهدي قالا : حدثنا شعبة مثله وإذا كره شيئا عرف في وجهه 
[ 3370 ] حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : ما عاب النبي  طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه 
[ 3371 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن عبد الله بن مالك بن بحينة الأسدي قال : كان النبي  إذا سجد فرج بين يديه حتى نرى إبطيه قال ، وقال ابن بكير حدثنا بكر بياض إبطيه 
[ 3372 ] حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنسا رضى الله تعالى عنه حدثهم أن رسول الله  كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه 
[ 3373 ] حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا محمد بن سابق حدثنا مالك بن مغول قال : سمعت عون بن أبي جحيفة ذكر عن أبيه قال دفعت إلى النبي  وهو بالأبطح في قبة وكان بالهاجرة خرج بلال فنادى بالصلاة ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله  فوقع الناس عليه يأخذون منه ثم دخل فأخرج العنزة وخرج رسول الله  كأني أنظر إلى وبيص ساقيه فركز العنزة ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين يمر بين يديه الحمار والمرأة 
[ 3374 ] حدثنا الحسن بن صباح البزار حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن النبي  كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه 
[ 3375 ] وقال الليث حدثني يونس عن ابن شهاب أنه قال : أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت ألا يعجبك أبو فلان جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله  يسمعني ذلك وكنت أسبح ، فقال قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه إن رسول الله  لم يكن يسرد الحديث كسردكم 

باب كان النبي تنام عينه ولا ينام قلبه رواه سعيد بن ميناء عن جابر عن النبي

[ 3376 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة رضى الله تعالى عنها كيف كانت صلاة رسول الله  في رمضان قالت ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا فقلت : يا رسول الله تنام قبل أن توتر قال تنام عيني ولا ينام قلبي 
[ 3377 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني أخي عن سليمان عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر سمعت أنس بن مالك يحدثنا عن ليلة أسري بالنبي  من مسجد الكعبة جاء ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في مسجد الحرام ، فقال أولهم أيهم هو ، فقال أوسطهم هو خيرهم ، وقال آخرهم خذوا خيرهم فكانت تلك فلم يرهم حتى جاؤوا ليلة أخرى فيما يرى قلبه والنبي  نائمة عيناه ولا ينام قلبه وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم فتولاه جبريل ثم عرج به إلى السماء 

باب علامات النبوة في الإسلام

[ 3378 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا سلم بن زرير سمعت أبا رجاء قال : حدثنا عمران بن حصين أنهم كانوا مع النبي  في مسير فأدلجوا ليلتهم حتى إذا كان وجه الصبح عرسوا فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر وكان لا يوقظ رسول الله  من منامه حتى يستيقظ فاستيقظ عمر فقعد أبو بكر عند رأسه فجعل يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ النبي  فنزل وصلى بنا الغداة فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا فلما انصرف قال : يا فلان ما يمنعك أن تصلي معنا قال أصابتني جنابة فأمره أن يتيمم بالصعيد ثم صلى وجعلني رسول الله  في ركوب بين يديه وقد عطشنا عطشا شديدا فبينما نحن نسير إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين فقلنا لها أين الماء فقالت إنه لا ماء فقلنا كم بين أهلك وبين الماء قالت يوم وليلة فقلنا انطلقي إلى رسول الله  قالت وما رسول الله فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي  فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حدثته أنها مؤتمة فأمر بمزادتيها فمسح في العزلاوين فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا فملأنا كل قربة معنا وإداوة غير أنه لم نسق بعيرا وهي تكاد تنض من الملء ، ثم قال هاتوا ما عندكم فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها قالت لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا فهدى الله ذاك الصرم بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا 
[ 3379 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس رضى الله تعالى عنه قال أتى النبي  بإناء وهو بالزوراء فوضع يده في الإناء فجعل الماء ينبع من بين أصابعه فتوضأ القوم قال قتادة قلت لأنس كم كنتم قال ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة 
[ 3380 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه قال : رأيت رسول الله  وحانت صلاة العصر فالتمس الوضوء فلم يجدوه فأتى رسول الله  بوضوء فوضع رسول الله  يده في ذلك الإناء فأمر الناس أن يتوضؤوا منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضؤوا من عند آخرهم 
[ 3381 ] حدثنا عبد الرحمن بن مبارك حدثنا حزم قال : سمعت الحسن قال : حدثنا أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال خرج النبي  في بعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه فانطلقوا يسيرون فحضرت الصلاة فلم يجدوا ماء يتوضؤون فانطلق رجل من القوم فجاء بقدح من ماء يسير فأخذه النبي  فتوضأ ثم مد أصابعه الأربع على القدح ، ثم قال قوموا فتوضؤوا فتوضأ القوم حتى بلغوا فيما يريدون من الوضوء وكانوا سبعين أو نحوه 
[ 3382 ] حدثنا عبد الله بن منير سمع يزيد أخبرنا حميد عن أنس رضى الله تعالى عنه قال حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار من المسجد يتوضأ وبقي قوم فأتي النبي  بمخضب من حجارة فيه ماء فوضع كفه فصغر المخضب أن يبسط فيه كفه فضم أصابعه فوضعها في المخضب فتوضأ القوم كلهم جميعا قلت : كم كانوا قال ثمانون رجلا 
[ 3383 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما قال عطش الناس يوم الحديبية والنبي  بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه ، فقال : ما لكم قالوا ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا قلت : كم كنتم قال لو كنا مائة ألف لكفانا كنا خمس عشرة مائة 
[ 3384 ] حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضى الله تعالى عنه قال كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها حتى لم نترك فيها قطرة فجلس النبي  على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومج في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استقينا حتى روينا وروت أو صدرت ركائبنا 
[ 3385 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول : قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله  ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء قالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله  قال : فذهبت به فوجدت رسول الله  في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم ، فقال لي رسول الله  : آرسلك أبو طلحة فقلت : نعم قال بطعام فقلت : نعم ، فقال رسول الله  : لمن معه قوموا فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته ، فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله  بالناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله  فأقبل رسول الله  وأبو طلحة معه ، فقال رسول الله  : هلمي يا أم سليم ما عندك فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله  ففت وعصرت أم سليم عكة فأدمته ، ثم قال رسول الله  : فيه ما شاء الله أن يقول ، ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا 
[ 3386 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا كنا مع رسول الله  في سفر فقل الماء ، فقال اطلبوا فضلة من ماء فجاءوا بإناء فيه ماء قليل فأدخل يده في الإناء ، ثم قال حي على الطهور المبارك والبركة من الله فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله  ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل 
[ 3387 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا قال : حدثني عامر قال : حدثني جابر رضى الله تعالى عنه أن أباه توفي وعليه دين فأتيت النبي  فقلت : إن أبي ترك عليه دينا وليس عندي إلا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه فانطلق معي لكي لا يفحش علي الغرماء فمشى حول بيدر من بيادر التمر فدعا ثم آخر ثم جلس عليه ، فقال انزعوه فأوفاهم الذي لهم وبقي مثل ما أعطاهم 
[ 3388 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو عثمان أنه حدثه عبد الرحمن بن أبي بكر رضى الله تعالى عنهما أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي  قال : مرة من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس أو كما قال وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي  بعشرة وأبو بكر وثلاثة قال : فهو أنا وأبي وأمي ولا أدري هل قال امرأتي وخادمي بين بيتنا وبين بيت أبي بكر وأن أبا بكر تعشى عند النبي  ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله  فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله قالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك قال أو ما عشيتهم قالت أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم فذهبت فاختبأت ، فقال : يا غنثر فجدع وسب ، وقال كلوا ، وقال لا أطعمه أبدا قال وأيم الله ما كنا نأخذ من اللقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر قال لامرأته يا أخت بني فراس قالت لا وقرة عيني لهي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرات فأكل منها أبو بكر ، وقال إنما كان الشيطان يعني يمينه ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي  فأصبحت عنده وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الأجل فتفرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث معهم قال أكلوا منها أجمعون أو كما قال 
[ 3389 ] حدثنا مسدد حدثنا حماد عن عبد العزيز عن أنس وعن يونس عن ثابت عن أنس رضى الله تعالى عنه قال أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله  فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل ، فقال : يا رسول الله هلكت الكراع هلكت الشاء فادع الله يسقينا فمد يديه ودعا قال أنس وإن السماء لمثل الزجاجة فهاجت ريح أنشأت سحابا ثم اجتمع ثم أرسلت السماء عزاليها فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى فقام إليه ذلك الرجل أو غيره ، فقال : يا رسول الله تهدمت البيوت فادع الله يحبسه فتبسم ، ثم قال حوالينا ولا علينا فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة كأنه إكليل 
[ 3390 ] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان حدثنا أبو حفص واسمه عمر بن العلاء أخو أبي عمرو بن العلاء قال : سمعت نافعا عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كان النبي  يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه فمسح يده عليه ، وقال عبد الحميد أخبرنا عثمان بن عمر أخبرنا معاذ بن العلاء عن نافع بهذا  ، ورواه أبو عاصم عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي  
[ 3391 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال : سمعت أبي عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أن النبي  كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة فقالت امرأة من الأنصار أو رجل يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال إن شئتم فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي  فضمها إليه تئن أنين الصبي الذي يسكن قال : كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها 
[ 3392 ] حدثنا إسماعيل قال : حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال : أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك أنه سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما يقول كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي  إذا خطب يقوم إلى جذع منها فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاء النبي  فوضع يده عليها فسكنت 
[ 3393 ] حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة حدثني بشر بن خالد حدثنا محمد عن شعبة عن سليمان سمعت أبا وائل يحدث عن حذيفة أن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال أيكم يحفظ قول رسول الله  في الفتنة ، فقال حذيفة أنا أحفظ كما قال : قال هات إنك لجريء قال رسول الله  : فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليست هذه ولكن التي تموج كموج البحر قال : يا أمير المؤمنين لا بأس عليك منها إن بينك وبينها بابا مغلقا قال يفتح الباب أو يكسر قال لا بل يكسر قال ذاك أحرى أن لا يغلق قلنا علم الباب قال : نعم كما أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط فهبنا أن نسأله وأمرنا مسروقا فسأله ، فقال من الباب قال عمر 
[ 3394 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر وحتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة وتجدون من خير الناس أشدهم كراهية لهذا الأمر حتى يقع فيه والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام وليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله وماله 
[ 3395 ] حدثني يحيى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه أن النبي  قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر تابعه غيره عن عبد الرزاق 
[ 3396 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال : قال إسماعيل أخبرني قيس قال أتينا أبا هريرة رضى الله تعالى عنه ، فقال صحبت رسول الله  ثلاث سنين لم أكن في سني أحرص على أن أعي الحديث مني فيهن سمعته يقول ، وقال هكذا بيده بين يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر وهو هذا البارز ، وقال سفيان مرة وهم أهل البازر 
[ 3397 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا جرير بن حازم سمعت الحسن يقول : حدثنا عمرو بن تغلب قال : سمعت رسول الله  يقول : بين يدي الساعة تقاتلون قوما ينتعلون الشعر وتقاتلون قوما كأن وجوههم المجان المطرقة 
[ 3398 ] حدثنا الحكم بن نافع أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال : سمعت رسول الله  يقول : تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله 
[ 3399 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا سفيان عن عمرو عن جابر عن أبي سعيد رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : يأتي على الناس زمان يغزون فيقال فيكم من صحب الرسول  فيقولون نعم فيفتح عليهم ثم يغزون فيقال لهم هل فيكم من صحب من صحب الرسول الله  فيقولون نعم فيفتح لهم 
[ 3400 ] حدثني محمد بن الحكم أخبرنا النضر أخبرنا إسرائيل أخبرنا سعد الطائي أخبرنا محل بن خليفة عن عدي بن حاتم قال بينا أنا عند النبي  إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة ثم أتاه آخر فشكا قطع السبيل ، فقال : يا عدي هل رأيت الحيرة قلت لم أرها وقد أنبئت عنها قال : فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله قلت : فيما بيني وبين نفسي فأين دعار طيء الذين قد سعروا البلاد ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت : كسرى بن هرمز قال كسرى بن هرمز ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله منه وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له فيقولن ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك فيقول بلى فيقول ألم أعطك مالا وولدا وأفضل عليك فيقول بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم قال عدي سمعت النبي  يقول : اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة قال عدي فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم  يخرج ملء كفه حدثني عبد الله حدثنا أبو عاصم أخبرنا سعدان بن بشر حدثنا أبو مجاهد حدثنا محل بن خليفة سمعت عديا كنت عند النبي  
[ 3401 ] حدثنا سعيد بن شرحبيل حدثنا ليث عن يزيد عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أن النبي  خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر ، فقال إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا ولكن أخاف أن تنافسوا فيها 
[ 3402 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن أسامة رضى الله تعالى عنه قال أشرف النبي  على أطم من الآطام ، فقال هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر 
[ 3403 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : حدثني عروة بن الزبير أن زينب بنت أبي سلمة حدثته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان حدثتها عن زينب بنت جحش أن النبي  دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا وحلق بإصبعه وبالتي تليها فقالت زينب فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال : نعم إذا كثر الخبث 
[ 3404 ] وعن الزهري حدثتني هند بنت الحارث أن أم سلمة قالت استيقظ النبي  ، فقال سبحان الله ماذا أنزل من الخزائن وماذا أنزل من الفتن 
[ 3405 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة بن الماجشون عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال : قال لي إني أراك تحب الغنم وتتخذها فأصلحها وأصلح رغامها فإني سمعت النبي  يقول : يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم يتبع بها شعف الجبال أو سعف الجبال في مواقع القطر يفر بدينه من الفتن 
[ 3406 ] حدثنا عبد العزيز الأويسي حدثنا إبراهيم عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي ومن يشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به 
[ 3407 ] وعن ابن شهاب حدثني أبو بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية مثل حديث أبي هريرة هذا إلا أن أبا بكر يزيد من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما وتر أهله وماله 
[ 3408 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب عن ابن مسعود عن النبي  قال : ستكون أثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم 
[ 3409 ] حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أبو أسامة حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : يهلك الناس هذا الحي من قريش قالوا فما تأمرنا قال لو أن الناس اعتزلوهم قال محمود حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن أبي التياح سمعت أبا زرعة 
[ 3410 ] حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال : كنت مع مروان وأبي هريرة فسمعت أبا هريرة يقول : سمعت الصادق المصدوق يقول هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش ، فقال مروان غلمة قال أبو هريرة إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان 
[ 3411 ] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا الوليد قال : حدثني ابن جابر قال : حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال : حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله  عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت : يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال : نعم قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير قال : نعم وفيه دخن قلت : وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر قال : نعم دعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك 
[ 3412 ] حدثني محمد بن المثنى قال : حدثني يحيى بن سعيد عن إسماعيل حدثني قيس عن حذيفة رضى الله تعالى عنه قال تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر 
[ 3413 ] حدثنا الحكم بن نافع حدثنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله  : لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة حدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة ولا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله 
[ 3414 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال بينما نحن عند رسول الله  وهو يقسم قسما أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم ، فقال : يا رسول الله اعدل ، فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ، فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه ، فقال دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله  وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت إليه على نعت النبي  الذي نعته 
[ 3415 ] حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال : قال علي رضى الله تعالى عنه إذا حدثتكم عن رسول الله  فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله  يقول : يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة 
[ 3416 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس عن خباب بن الأرت قال شكونا إلى رسول الله  وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعوالله لنا قال : كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون 
[ 3417 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أزهر بن سعد حدثنا ابن عون قال : أنبأني موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن النبي  افتقد ثابت بن قيس ، فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه ، فقال : ما شأنك ، فقال شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي  فقد حبط عمله وهو من أهل النار فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا ، فقال موسى بن أنس فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة ، فقال اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة 
[ 3418 ] حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق سمعت البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قرأ رجل الكهف وفي الدار الدابة فجعلت تنفر فسلم فإذا ضبابة أو سحابة غشيته فذكره للنبي  ، فقال اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت للقرآن أو تنزلت للقرآن 
[ 3419 ] حدثنا محمد بن يوسف حدثنا أحمد بن يزيد بن إبراهيم أبو الحسن الحراني حدثنا زهير بن معاوية حدثنا أبو إسحاق سمعت البراء بن عازب يقول جاء أبو بكر رضى الله تعالى عنه إلى أبي في منزله فاشترى منه رحلا ، فقال لعازب ابعث ابنك يحمله معي قال : فحملته معه وخرج أبي ينتقد ثمنه ، فقال له أبي يا أبا بكر حدثني كيف صنعتما حين سريت مع رسول الله  قال : نعم أسرينا ليلتنا ومن الغد حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق لا يمر فيه أحد فرفعت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس فنزلنا عنده وسويت للنبي  مكانا بيدي ينام عليه وبسطت فيه فروة وقلت : نم يا رسول الله وأنا أنفض لك ما حولك فنام وخرجت أنفض ما حوله فإذا أنا براع مقبل بغنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي أردنا فقلت لمن أنت يا غلام ، فقال لرجل من أهل المدينة أو مكة قلت : أفي غنمك لبن قال : نعم قلت : أفتحلب قال : نعم فأخذ شاة فقلت : انفض الضرع من التراب والشعر والقذى قال : فرأيت البراء يضرب إحدى يديه على الأخرى ينفض فحلب في قعب كثبة من لبن ومعي إداوة حملتها للنبي  يرتوي منها يشرب ويتوضأ فأتيت النبي  فكرهت أن أوقظه فوافقته حين استيقظ فصببت من الماء على اللبن حتى برد أسفله فقلت : اشرب يا رسول الله قال : فشرب حتى رضيت ، ثم قال ألم يأن للرحيل قلت : بلى قال : فارتحلنا بعد ما مالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك فقلت : أتينا يا رسول الله ، فقال { لا تحزن إن الله معنا } فدعا عليه النبي  فارتطمت به فرسه إلى بطنها أرى في جلد من الأرض شك زهير ، فقال إني أراكما قد دعوتما علي فادعوا لي فالله لكما أن أرد عنكما الطلب فدعا له النبي  فنجا فجعل لا يلقى أحدا إلا قال كفيتكم ما هنا فلا يلقى أحدا إلا رده قال ووفى لنا 
[ 3420 ] حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا خالد عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن النبي  دخل على أعرابي يعوده قال : وكان النبي  إذا دخل على مريض يعوده قال لا بأس طهور إن شاء الله ، فقال له لا بأس طهور إن شاء الله قال : قلت : طهور كلا بل هي حمى تفور أو تثور على شيخ كبير تزيره القبور ، فقال النبي  فنعم إذا 
[ 3421 ] حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا عبد العزيز عن أنس رضى الله تعالى عنه قال : كان رجل نصرانيا فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي  فعاد نصرانيا فكان يقول : ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه فحفروا له فأعمقوا فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبح قد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه 
[ 3422 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن ابن شهاب قال وأخبرني ابن المسيب عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله  : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله 
[ 3423 ] حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رفعه قال إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده وذكر ، وقال لتنفقن كنوزهما في سبيل الله 
[ 3424 ] حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله  فجعل يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله  ومعه ثابت بن قيس بن شماس وفي يد رسول الله  قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه ، فقال لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله  قال : بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلي في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي فكان أحدهما العنسي والآخر مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة 
[ 3425 ] حدثني محمد بن العلاء حدثنا حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده أبي بردة عن أبي موسى أراه عن النبي  قال : رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل فذهب وهلي إلى أنها اليمامة أو هجر فإذا هي المدينة يثرب ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفا فانقطع صدره فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ثم هززته بأخرى فعاد أحسن ما كان فإذا هو ما جاء الله به من الفتح واجتماع المؤمنين ورأيت فيها بقرا والله خير فإذا هم المؤمنون يوم أحد وإذا الخير ما جاء الله به من الخير وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر 
[ 3426 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي  ، فقال النبي  مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم أسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ثم أسر إليها حديثا فضحكت فقلت : ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فسألتها عما قال : فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله  حتى قبض النبي  فسألتها فقالت أسر إلي إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلي وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي فبكيت ، فقال : أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين فضحكت لذلك 
[ 3427 ] حدثني يحيى بن قزعة حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت دعا النبي  فاطمة ابنته في شكواه التي قبض فيها فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها فضحكت قالت فسألتها عن ذلك فقالت سارني النبي  فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته أتبعه فضحكت 
[ 3428 ] حدثنا محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يدني بن عباس ، فقال له عبد الرحمن بن عوف إن لنا أبناء مثله ، فقال إنه من حيث تعلم فسأل عمر بن عباس عن هذه الآية { إذا جاء نصر الله والفتح } ، فقال أجل رسول الله  أعلمه إياه قال : ما أعلم منها إلا ما تعلم 
[ 3429 ] حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن حنظلة بن الغسيل حدثنا عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خرج رسول الله  في مرضه الذي مات فيه بملحفة قد عصب بعصابة دسماء حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام فمن ولي منكم شيئا يضر فيه قوما وينفع فيه آخرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم فكان آخر مجلس جلس فيه النبي  
[ 3430 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا يحيى بن آدم حدثنا حسين الجعفي عن أبي موسى عن الحسن عن أبي بكرة رضى الله تعالى عنه أخرج النبي  ذات يوم الحسن فصعد به على المنبر ، فقال ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين 
[ 3431 ] حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أن النبي  نعى جعفرا وزيدا قبل أن يجيء خبرهم وعيناه تذرفان 
[ 3432 ] حدثني عمرو بن عباس حدثنا ابن مهدي حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه قال : قال النبي  هل لكم من أنماط قلت : وأنى يكون لنا الأنماط قال : أما إنه سيكون لكم الأنماط فأنا أقول لها يعني امرأته أخري عني أنماطك فتقول ألم يقل النبي  إنها ستكون لكم الأنماط فأدعها 
[ 3433 ] حدثني أحمد بن إسحاق حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال انطلق سعد بن معاذ معتمرا قال : فنزل على أمية بن خلف أبي صفوان وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد ، فقال أمية لسعد انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت فبينا سعد يطوف إذا أبو جهل ، فقال من هذا الذي يطوف بالكعبة ، فقال سعد أنا سعد ، فقال أبو جهل تطوف بالكعبة آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه ، فقال : نعم فتلاحيا بينهما ، فقال أمية لسعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي ، ثم قال سعد والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام قال : فجعل أمية يقول لسعد لا ترفع صوتك وجعل يمسكه فغضب سعد ، فقال دعنا عنك فإني سمعت محمدا  يزعم أنه قاتلك قال إياي قال : نعم قال والله ما يكذب محمد إذا حدث فرجع إلى امرأته ، فقال : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي قالت وما قال : قال زعم أنه سمع محمدا يزعم أنه قاتلي قالت فوالله ما يكذب محمد قال : فلما خرجوا إلى بدر وجاء الصريخ قالت له امرأته أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي قال : فأراد أن لا يخرج ، فقال له أبو جهل إنك من أشراف الوادي فسر يوما أو يومين فسار معهم فقتله الله 
[ 3434 ] حدثني عبد الرحمن بن شيبة حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة عن أبيه عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن عبد الله رضى الله تعالى عنه أن رسول الله  قال : رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي بعض نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذها عمر فاستحالت بيده غربا فلم أر عبقريا في الناس يفري فريه حتى ضرب الناس بعطن ، وقال همام عن أبي هريرة عن النبي  فنزع أبو بكر ذنوبين 
[ 3435 ] حدثني عباس بن الوليد النرسي حدثنا معتمر قال : سمعت أبي حدثنا أبو عثمان قال أنبئت أن جبريل عليه السلام أتى النبي  وعنده أم سلمة فجعل يحدث ثم قام ، فقال النبي  لأم سلمة من هذا أو كما قال : قال : قالت هذا دحية قالت أم سلمة ايم الله ما حسبته إلا إياه حتى سمعت خطبة نبي الله  بخبر جبريل أو كما قال : قال : فقلت لأبي عثمان ممن سمعت هذا قال من أسامة بن زيد 

باب قول الله تعالى { يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون }

[ 3436 ] حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك بن أنس عن نافع عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله  فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله  ما تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم ويجلدون ، فقال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق يا محمد فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله  فرجما قال عبد الله فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة 

باب سؤال المشركين أن يريهم النبي آية فأراهم انشقاق القمر

[ 3437 ] حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال انشق القمر على عهد رسول الله  شقتين ، فقال النبي  اشهدوا 
[ 3438 ] حدثني عبد الله بن محمد حدثنا يونس حدثنا شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك ، وقال لي خليفة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه أنه حدثهم أن أهل مكة سألوا رسول الله  أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر 
[ 3439 ] حدثني خلف بن خالد القرشي حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن عراك بن مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أن القمر انشق في زمان النبي  
[ 3440 ] حدثني محمد بن المثنى حدثنا معاذ قال : حدثني أبي عن قتادة حدثنا أنس رضى الله تعالى عنه أن رجلين من أصحاب النبي  خرجا من عند النبي  في ليلة مظلمة ومعهما مثل المصباحين يضيآن بين أيديهما فلما افترقا صار مع كل واحد منهما واحد حتى أتى أهله 
[ 3441 ] حدثنا عبد الله بن أبي الأسود حدثنا يحيى عن إسماعيل حدثنا قيس سمعت المغيرة بن شعبة عن النبي  قال لا يزال ناس من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون 
[ 3442 ] حدثنا الحميدي حدثنا الوليد قال : حدثني ابن جابر قال : حدثني عمير بن هانئ أنه سمع معاوية يقول : سمعت النبي  يقول : لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك قال عمير ، فقال : مالك بن يخامر قال معاذ وهم بالشام ، فقال معاوية هذا مالك يزعم أنه سمع معاذا يقول وهم بالشام 
[ 3443 ] حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان حدثنا شبيب بن غرقدة قال : سمعت الحي يحدثون عن عروة أن النبي  أعطاه دينارا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح فيه قال سفيان كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه قال سمعه شبيب من عروة فأتيته ، فقال شبيب إني لم أسمعه من عروة قال : سمعت الحي يخبرونه عنه ولكن سمعته يقول : سمعت النبي  يقول : الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة قال وقد رأيت في داره سبعين فرسا قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية 
[ 3444 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال : أخبرني نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أن رسول الله  قال : الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة 
[ 3445 ] حدثنا قيس بن حفص حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن أبي التياح قال : سمعت أنسا عن النبي  قال : الخيل معقود في نواصيها الخير 
[ 3446 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه عن النبي  قال : الخيل لثلاثة لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت أرواثها حسنات له ولو أنها مرت بنهر فشربت ولم يرد أن يسقيها كان ذلك له حسنات ورجل ربطها تغنيا وسترا وتعففا لم ينس حق الله في رقابها وظهورها فهي له كذلك ستر ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي وزر وسئل النبي  عن الحمر ، فقال : ما أنزل علي فيها إلا هذه الآية الجامعة الفاذة { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } 
[ 3447 ] حدثنا علي بن عبد الله حدثنا أيوب عن محمد سمعت أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول صبح رسول الله  خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي فلما رأوه قالوا محمد والخميس وأحالوا إلى الحصن يسعون فرفع النبي  يديه ، وقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين 
[ 3448 ] حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا ابن أبي الفديك عن ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال : قلت : يا رسول الله إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه قال ابسط رداءك فبسطته فغرف بيديه فيه ، ثم قال ضمه فضممته فما نسيت حديثا بعد