صاح الحمى ببني الهيجاء فاعتزموا
المظهر
صاح الحمى ببني الهيجاء فاعتزموا
صاح الحمى ببني الهيجاء فاعتزموا
وراح يهتز في أبطاله العلم
جند من الحق ما في بأسه وهن
عند اللقاء ولا في دينه سقم
ما جال إلا انجلت عن مصر أبؤسها
ولا تبلج إلا انجابت الظلم
يغضي عن الحرب يستقصي وسائلها
كالموت يهدأ حينا ثم يقتحم
شر الجنود غداة الحرب منقلبا
من كان يزعم أن الحق ينهزم
قل للكنانة جد القوم فانتظري
عقبى الوغى وانظري ما تصنع الهمم
من كان يجهل في البانين موضعهم
فالصاعدون بآمال البلاد هم
لولا يذودون قوما عن جوانبها
طاحت قواعدها أو طارت القمم
ليت المدمر تنهاه معاوله
إذ ينثنين وأمضاهن منثلم
أشقى الرجال بما تلمي وساوسه
من ظن أن بناء الله ينهدم
وأكثر الناس في أحلامه شططا
من كان يطمع أن تستعبد الأمم
هو الجلاء وإن ريعت له فئة
يود ساداتها لو أنهم خدم
ما أعجب القوم رأي اللاعبين بهم
حق ورأي الجلائيين متهم
إن يسألوا الهون يعطوه وإن طردوا
عن موطن الذل ظنوا أنهم ظلموا
لا يهجعون ولا يفنى لهم صخب
إن جف مرتزق أو عز مغتنم
تغضي البلاد حياء من لجاجتهم
والحر يغضي عن العوراء يحتشم
رسل الصداقة من صرعى رسالتهم
حق البلاد ومن قتلاهم الشمم
راحت تخادع منهم كل مختبل
فما تريع ولا ينأى بها السأم
لو أنهم بذلوا الدستور تكرمة
لمن يبشرهم بالحكم ما ندموا
هم خاصموا مصر ثم استرسلوا حنقا
إلى الألى شرعوا العدوان فاحتكموا
بني الكنانة كفوا عن مقاتلها
أما لها ذمة فيكم ولا رحم
إني أرى حادثات الدهر تصدمها
وما تزال بها الأحزاب تصطدم
الخصم مستوفز العدوان مرتقب
والشر متقد البركان مضطرم
حرب من العار ما يفدي الكماة بها
إلا المناصب والأموال تلتهم
عودوا إلى الحق يحميه غطارفة
لم يبق من دونهم للحق معتصم
لا يعرفون سوى الإيمان منزلة
تعلو النفوس بها أو تعظم القيم
أئمة الرشد جاءتهم رسالتهم
فلا عمى حين جاءتهم ولا صمم
أتى بها من بقايا الرسل منتدب
ما في شريعته أن يعبد الصنم
موفق الرأي موفور النهى يقظ
ما زل قط لسان منه أو قلم
هذا الشهيد الذي ما انفك من دمه
في جفن كل فتى بالمشرقين دم
شهدت يوم علي بعد مصرعه
فازددت في القلب جرحا ليس يلتئم
صان الذمار وأعلى شأنه علما
صينت به الحرمات الغر والذمم
حق البلاد عزيز فيه ممتنع
ما يستباح ولا يغشاه مهتضم
ما للكنانة إلا فارس بطل
يحمي اللواء وإلا صارم خذم
إني أرى شهداء النيل ما برحوا
ملء الميادين والهيجاء تحتدم
يرمي فريد ويرمى بين رفقته
والحق يعبس أحيانا ويبتسم
لا هم أدرك حماة الحق منتصرا
إن الكنانة بالأحداث تزدحم