شمل الهدى والملك عم شتاته
المظهر
شمل الهدى والملك عم شتاته
شمل الهدى والملك عم شتاته
والدهر ساء وأقلعت حسناته
أين الذي مذ لم يزل مخشية
مرجوة رهباته وهباته
أين الذي كانت له طاعاتنا
مبذولة ولربه طاعاته
بالله أين الناصر الملك الذي
لله خالصة صفت نياته
أين الذي ما زال سلطانا لنا
يرجى نداه وتتقى سطواته
أين الذي شرف الزمان بفضله
وسمت على الفضلاء تشريفاته
أين الذي عنت الفرنج لبأسه
ذلا ومنها أدركت ثاراته
أغلال أعناق العدا أسيافه
أطواق أجياد الورى مناته
لم يجد تدبير الطبيب وكم وكم
أجدت لطب الدهر تدبيراته
من في الجهاد صفاحه ما أغمدت
بالنصر حتى أغمدت صفحاته
من في صدور الكفر صدر قناته
حتى توارت بالصياح قناته
لذ المتاعب في الجهاد ولم تكن
مذ عاش قط لذاته لذاته
مسعودة غدواته محمودة
روحاته ميمونة ضحواته
في نصرة الإسلام يسهر دائما
ليطول في روض الجنان سنانه
لا تحسبوه مات شخص واحد
فممات كل العالمين مماته
ملك عن الإسلام كان محاميا
أبدا إذا ما أسلمته حماته
قد أظلمت مذ غاب عنا دوره
لما خلت من بدره داراته
دفن السماح فليس تنشر بعدما
أودى إلى يوم النشور رفاته
الدين بعد أبي المظفر يوسف
أقوت قراه وأقفرت ساحاته
جبل تضعضع من تضعضع ركنه
أركاننا وتهدنا هداته
ما كنت أعلم أن طودا شامخا
يهوي ولا تهوي بنا مهواته
ما كنت أعلم أن بحرا طاميا
فينا يطم وتنتهي زخراته
بحر خلا من وارديه ولم تزل
محفوفة بوفوده حافاته
من لليتامى والأرامل راحم
متعطف مفضوضة صدقاته
لو كان في عصر النبي لأنزلت
في ذكره من ذكره آياته
فعلى صلاح الدين يوسف دائما
رضوان رب العرش بل صلواته
لضريحه سقيا السحاب فإن يغب
تحضر لرحمة ربه سقيانه
وكعادة البيت المقدس يحزن البيت
الحرام عليه بل عرفاته
من للثغور وقد عداها حفظه
من للجهاد ولم تعد عاداته
بكت الصوارم والصواهل إذ خلت
من سلها وركوبها غزواته
وبسيفه صدأ لحزن مصابه
إذ ليس يشفى بعده صدياته
يا وحشتا للبيض في أغمادها
لا تنتضيها للوغى عزماته
يا وحشة الإسلام يوم تمكنت
في كل قلب مؤمن روعاته
يا حسرتا من بأس راحته الذي
يقضى الزمان وما انقضت حسراته
ملأت مهابته البلاد فإنه
أسد وإن بلاده غاباته
ما كان أسرع عصره لما انقضى
فكأنما سنواته ساعاته
لم أنس يوم السبت وهو لما به
يبدي السبات وقد بدت غشياته
والبشر منه تبلجت أنواره
والوجه منه تلألأت سبحاته
ويقول لله المهيمن حكمة
في مرضة حصلت بها مرضاته
وقف الملوك على انتظار ركوبه
لهم ففيم تأخرت ركباته
كانوا وقوفا أمس تحت ركابه
واليوم هم حول السرير مشاته
وممالك الآفاق ساعية له
فمتى تجيء يفتحهن سعاته
هذي مناشير الممالك تقتضي
توقيعه فيها فأين دواته
قد كان وعدك في الربيع بجمعها
هذا الربيع وقد دنا ميقاته
والجند في الديوان جدد عرضه
وإذا أمرت تجددت نفقاته
والقدس طامحة إليك عيونه
عجل فقد طمحت إليه عداته
والغرب منتظر طلوعك نحوه
حتى تفيء إلى هداك بغاته
والشرق يرجو غرب عزمك ماضيا
في ملكه حتى تطيع عصاته
مغرى بإسداء الجميل كأنما
فرضت عليه كالصلاة صلاته
هل للملوك مضاؤه في موقف
شدت على أعدائه شداته
وإذا الملوك سعوا وقصر سعيهم
رجحت وقد نجحت به مسعاته
كم جاءه التوفيق في وقعاته
من كان بالتوفيق توقيعاته
يا راعيا للدين حين تمكنت
منه الذئاب وأسلمته رعاته
ما كان ضرك لو أقمت مراعيا
دينا تولى مذ رحلت ولاته
أضجرت منا أم أنفت فلم تكن
ممن تصاب لشدة ضجراته
أرضيت تحت الأرض يا من لم يزل
فوق السماء علية درجاته
فارقت ملكا غير باق متعبا
ووصلت ملكا باقيا راحاته
أعزز على عيني برؤية بهجة الدنيا
ووجهك لا ترى بهجاته
أبني صلاح الدين إن أباكم
ما زال يأبى ما الكرام أباته
لا تقتدوا إلا بسنة فضله
لتطيب في مهد النعيم سناته
وردوا موارد عدله وسماحه
لترد عن نهج الشمات شماته
ولئن هوى جبل لقد بنيت لنا
ببنيه من هضباته ذرواته
وبفضل أفضله وعز عزيره
وظهور ظاهره لنا سرواته
الأفضل الملك الذي ظهرت على الدنيا
بزهر جلاله جلواته
والدين بالملك العزيز عماده
عثمان حالية لنا حالاته
والملك غازي الظاهر العالي الذي
صحت لإظهار العلى مغزاته
ولنا بسيف الدين أظهر نصره
بالعادل الملك المطهر ذاته