انتقل إلى المحتوى

شمس الحميا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

شمسُ الحُميٌا

​شمسُ الحُميٌا​ المؤلف محمد سعيد الحبوبي


شمس الحمياّ تجلتْ في يد الساقي
فشعَّ ضوء سَناها بين آفاق
سترتها بفمي كي لا تنمّ بنا
فأججتْ شُعلةً مابينَ آماقي
تشدو أباريقها بالسكب مفصحة
يشرى السليم فهذي رقية الراقي
خذها كواكب أكوابٍيشعشعُها
ما يحتسي الطرف من أقداح أحداق
تسعى اليك بها خود مراشفها
أهنى وأعذب ممّا في يد الساقي
ماشاك عقرب صدغيها مُقبٌلها
الا ومن ريقها يُرقى بدرياق
مسودَّة الجعد لو لا ضوء غرّتها
لَما هَدَتني إليها نارَ أشواقي
يهدي اليك بمرآها ومسمعها
جمال يوسف في الحان اسحاق
هيفآء لو لا كثيب من روادفها
فرَّ النطاقان من نزع وإقلاق
ماهَّبت الريح الا آستمسكتْ بيديْ
تِربٍ لها وإعتراها فضلُ إشفاق
قالت خذي بيدي فالريح قد خفقتْ
تهدُّني بنسيم هبَّ خفٌاق
جال الوشاح بكشحيها متى نهضتْ
تسعى اليك وضاق الحجلُ بالساق
لا تلبس الوشي الاّ كي يزان بها
كما يُزان سواد الكحل بالماق
تزيد حسناً اذا ما زدتها نظراً
كالروض غبَّ رفيف القطر مهراق
تلك التي تركت جسمي بها مَرضا
وحرضت كي تذيبَ القلب أشواقي
وآستجمعتْ واثقات الحسن فآجتمتْ
لها المودّة من قلبي واعلاقي
ضممتُها فتثنٌتْ وهي قائلة
بالغنج رفقا لقد قصَّمتَ اطواقي
رقتْ محاسنها حتى لو آتْخذتْ
عرشا بناظرتي لم تدر آماقي
وبتُ أسقي وباتت وهي ساقيتي
نحسو الكؤس ونسقي الارض بالباقي
في مربع نسجتْ ايدي الربيع له
مطارف الزهر من رَندٍ وطبَّاق
تشدو العنادل في ارجائه طربا
والغصن يسحب فيه ذيل اوراق
كأنما النرجس الغضُّ الجنيّ به
نواظر خُلقتْ من غير أحداق
والنهر مطٌرِدُ والزهر منعكِسُ
والناي ما بَينَ تقييدٍ وإطلاقِ