شام برقا راعه مبتسما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

شامَ برقاً راعهُ مبتسما

​شامَ برقاً راعهُ مبتسما​ المؤلف عبد الغفار الأخرس



شامَ برقاً راعهُ مبتسما
 
عَن يَمين الجَزْع شرقيّ الحمى
فبكى ممّا به من لَوْعة ٍ
 
لا بكتْ أَعْيُنُهُ إلاّ دما
دَنِفٌ قد لَعِبَ الوجد به
 
ورماه البين فيمن قد رمى
وقضى الحبُّ عليه أنَّه
 
لا يزال الدهر صبّاً مغرما
رحمة ً للصبّ لو يشكو الجوى
 
في الهوى يوماً إلى من رحما
عبرة يا سعد قد أهرقتها
 
ليتها بلَّت من القلب ظما
وإلى الله فؤاد كلّما
 
کضطرم البرق اليماني کضطرما
يا خليليَّ کسعداني إنَّني
 
لم أَجدْ لي مسعداً غيرَكما
إنَّ للدار سقى الدارَ الحيا
 
أَرْسُماً لم تُبق مني أرْسُما
أينَ أقمارَك غابت فَقَضَت
 
أَن تُرينا كلّ فج مظلما
ولياليَّ بسلعٍ أجتلي
 
كلَّ عذب اللفظ حلويّ اللمى
كنتُ ذقتُ الصَّبر شهداً فيهم
 
ثم ذقتُ الشهد فيهم علقما
كان حبلي بهمُ متّصلاً
 
فَرُمي بالقَطع حتى کنصرما
لا تسلْ عن دمع حال طالما
 
سال في آثارهم وکنسجما
زعم الناقل سلواني لكم
 
كَذِبَ الناقل فيما زعما
عجباً من عاذلٍ يعذلني
 
في هواكم أبعينيهِ عمى
انقضى العهد فما لي بعده
 
آكلٌ كفّى عليه ندما
أتشافى في عسى لا في عسى
 
يشتفي القلب ولا في ربّما
يَعْلَمُ الجاهل وَجدي فيكم
 
كيف لا يعلم أمراً علما
لا رعى الله زماني إنَّه
 
كان لا يرعى لحرٍّ ذمما
كلَّ يوم أنا من أرزائه
 
شاهدٌ رُزْءاً يشيبُ الِلّمَما
يبتليني صابراً لم يلفني
 
فاغراً فيه من الشكوى فما
أتّقي أسهمه من حيثُ لا
 
تتّقي الأدرعُ تلك الأسْهُما
وإذا مارسني، مارسني
 
حجراً صمّاء صلاً صَيْلما
وسواءٌ بعد أن جَرَّبني
 
أقدمَ الدهرُ إذنْ أمْ أحجما
فليجئني الدهرُ فيما يشتهي
 
أنا لا أشكو لداءٍ ألما
وحريٌّ أنْ تراني بالغاً
 
بعليّ القدر أسباب السما
أرتقي فيه العلى لم أتخذ
 
مدحه للمجد إلاّ سلّما
فقوافيّ إليه ترتمي
 
بالأماني فلنعمَ المرتمى
علويّ الجدّ علويّ السَّنا
 
دوحة ٌ طالت وفرعٌ نجما
سيّدٌ من هاشمٍ راحته
 
تُخْجِلُ الغيثَ إذا الغيث همى
من رسول الله من جوهره
 
ذلك النور الذي قد جُسّما
 
أو تُجادِلْه تُجادِلْ ضَيْغَما
يا له من نعمة ٍ في نقمة ٍ
 
إنْ رمى أصمى وإنْ فاض طمى
كلّما داويت آلامي به
 
حسمَ الداءُ به فانحسما
قَسَماً بالغُرّ من أجداده
 
أترى أعظمَ منهم مقسما
أنا أستشفي ولكنْ مِنْهُمُ
 
بشِفاءٍ لم يغادرْ سقما
رضيَ اللَّه تعالى عنهُمُ
 
وإذا صلّى عليهم سَلّما
أنفقوا الأعمار في طاعته
 
وفضوها صوّماً أو قوَّما
إنَّما يرحمنا الله بهمْ
 
رحمة ً تدفعُ عنّا النقما
ثِقَتي فيهم وفيهم عِصْمَتي
 
فازَ من يغدو بهم معتصما
وهُمُ ذخريَ في آخِرَتي
 
يومَ لا أملكُ فيه دِرهما
يا سماءً للعلى أنظمُ في
 
مدحهِ غرَّ لاقوافي أنجما
أنتَ أنت اليوم فيها سيّدٌ
 
يُتّقى بأساً ويُرجى كرما
لا أرى وجدان من لا يرتجى
 
للندى والبأس إلاّ عدما
أنتَ فذُّ المجد في الناس وإنْ
 
كنتَ والبدرَ المنيرَ تؤما
اتقضى الصَّومُ جميلاً ومضى
 
قادمٌ كلُّ على ما قدّما
أقبلَ العيدُ نهنّيك به
 
يا أبا سلمان هُنّيت بما
كان فيه من ثوابٍ دائمٍ
 
عَظُم الأجر به إذْ عظما
حُزتَ أجر الصوم فکسلم وکبق لي
 
أبداً تولي الغنى والمغنما
منعاً في البرّ في أعيادها
 
لا تزال الدهرِ برّاً منعما
مسبغاً فيها عَلَيْنا نِعَماً
 
أَسْبَغَ الله عليك النِعما
أيُّها الممدوح فينا ولنا
 
بُدىء المدح به واختُتِما