سير أعلام النبلاء/عطاء السليمي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


عطاء السليمي

عطاء السليمي البصري العابد من صغار التابعين ادرك أنس بن مالك وسمع من الحسن البصري وجعفر بن زيد وعبد الله بن غالب الزاهد واشتغل بنفسه عن الرواية روى عنه مرجى بن وداع وإبراهيم بن ادهم وخليد بن دعلج وصالح المري وعبد الواحد بن زياد وآخرون حكايات وما اظنه روى شيئا مسندا وكان قد ارعبه فرط الخوف من الله روى جماعة عن بشر بن منصور قال قلت لعطاء السليمي ارأيت لو أن نارا اشعلت ثم قيل من اقتحمها نجا ترى كان يدخلها أحد قال لو قيل ذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن اصل اليها قال نعيم بن مورع اتينا عطاء السليمي فجعل يقول ليت عطاء لم تلده امه وكرر ذلك حتى اصفرت الشمس وكان يقول في دعائه اللهم ارحم غربتي في الدنيا وارحم مصرعي عند الموت وارحم قيامي بين يديك قال أحمد الدورقي حدثنا علي بن بكار قال تركت عطاء السليمي فمكث أربعين سنة على فراشه لا يقوم من الخوف ولا يخرج وكان يتوضأ على فراشه وقال أبو سليمان الداراني اشتد خوفه فكان لا يسأل الجنة بل يسأل العفو ويقال نسي عطاء القرآن من الخوف ويقول التمسوا لي أحاديث الرخص ليخف ما بي وقيل كان إذا بكى بكى ثلاثة أيام بلياليها قال صالح المري قلت له يا شيخ قد خدعك ابليس فلو شربت ما تقوى به على صلاتك ووضوئك فأعطاني ثلاثة درهم وقال تعاهدني كل يوم بشربة سويق فشرب يومين وترك وقال يا صالح إذا ذكرت جهنم ما يسعني طعام ولا شراب وقيل إنه بكى حتى عمش وربما غشي عليه عند الموعظة وقيل إنه شيع جنازة فغشي عليه أربع مرات وعن خليد بن دعلج قال كنا عند عطاء السليمي فقيل له إن ابن علي قتل أربع مئة من أهل دمشق على دم واحد فقال متنفسا هاه ثم خر ميتا وقيا كان إذا جاء برق وريح ورعد قال هذا من أجلي يصيبكم لو مت استراح الناس ولعطاء حكايات في الخوف وازرائه على نفسه وقيل أنه مات بعد الأربعين ومئة رحمة الله عليه


سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي
الجزء الأول | الجزء الثاني | الجزء الثالث | الجزء الرابع | الجزء الخامس | الجزء السادس | الجزء السابع | الجزء الثامن | الجزء التاسع | الجزء العاشر