سنن الترمذي/كتاب تفسير القرآن/10

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: كتاب تفسير القرآن (الحديث 3149 - 3163)



باب ومن سورة الكهف

[3149] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب بني إسرائيل ليس بموسى صاحب الخضر قال كذب عدو الله سمعت أبي بن كعب يقول سمعت رسول الله يقول قام موسى خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك قال أي رب فكيف لي به فقال له احمل حوتا في مكتل فحيث تفقد الحوت فهو ثم فانطلق وانطلق معه فتاه وهو يوشع بن نون ويقال يوسع فجعل موس حوتا في مكتل فانطلق هو وفتاه يمشيان حتى أتيا الصخرة فرقد موسى وفتاه فاضطرب الحوت في المكتل حتى خرج من المكتل فسقط في البحر قال وأمسك الله عنه جرية الماء حتى كان مثل الطاق وكان للحوت سربا وكان لموسى ولفتاه عجبا فانطلقا بقية يومهما وليلتهما ونسي صاحب موسى أن يخبره فلما أصبح موسى قال لفتاه { آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } قال ولم ينصب حتى جاوز المكان الذي أمر به قال { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } قال موسى { ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا } قال فكانا يقصان آثارهما قال سفيان يزعم ناس أن تلك الصخرة عندها عين الحياة ولا يصيب ماؤها ميتا إلا عاش قال وكان الحوت قد أكل منه فلما قطر عليه الماء عاش قال فقصا آثارهما حتى أتيا الصخرة فرأى رجلا مسجى عليه بثوب فسلم عليه موسى فقال أنى بأرضك السلام قال أنا موسى قال موسى بني إسرائيل قال نعم قال يا موسى إنك على علم من علم الله علمكه لا أعلمه وأنا على علم من علم الله علمنيه لا تعلمه فقال موسى { هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا } قال له الخضر { فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا } قال نعم فانطلق الخضر وموسى يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة فكلماه أن يحملوهما فعرفوا الخضر فحملوهما بغير نول فعمد الخضر إلى لوح من ألواح السفينة فنزعه فقال له موسى قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها { لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا } ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل وإذا غلام يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر برأسه فاقتلعه بيده فقتله قال له موسى { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } قال وهذه أشد من الأولى { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه } يقول مائل فقال الخضر بيده هكذا { فأقامه } فقال له موسى قوم أتيناهم فلم يضيفونا ولم يطعمونا { لو شئت لاتخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا } قال رسول الله يرحم الله موسى لوددنا أنه كان صبر حتى يقص علينا من أخبارهما قال وقال رسول الله الأولى كان من موسى نسيان قال وجاء عصفور حتى وقع على حرف السفينة ثم نقر في البحر فقال له الخضر ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور من البحر قال سعيد بن جبير وكان يعني بن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا وكان يقرأ وأما الغلام فكان كافرا قال أبو عيسى هذا حديث حسن ورواه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس عن أبي بن كعب عن النبي وقد رواه أبو إسحاق الهمداني عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن أبي بن كعب عن النبي قال أبو عيسى سمعت أبا مزاحم السمرقندي يقول سمعت علي بن المديني يقول حججت حجة وليس لي همة إلا أن أسمع من سفيان يذكر في هذا الحديث الخبر حتى سمعته يقول حدثنا عمرو بن دينار وقد كنت سمعت هذا من سفيان من قبل ذلك ولم يذكر فيه الخبر

[3150] حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن أبي بن كعب عن النبي قال الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب

[3151] حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال قال رسول الله إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3152] حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الجزري وغير واحد قالوا حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم عن يزيد بن يوسف الصنعاني عن مكحول عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي في قوله { وكان تحته كنز لهما } قال ذهب وفضة حدثنا الحسن بن علي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد عن يزيد بن يوسف الصنعاني عن يزيد بن يزيد بن جابر عن مكحول بهذا الإسناد نحوه قال أبو عيسى هذا حديث غريب

[3153] حدثنا محمد بن بشار وغير واحد اللفظ لابن بشار قالوا حدثنا هشام بن عبد الملك حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن أبي رافع من حديث أبي هريرة عن النبي في السد قال يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا فيعيده الله كأشد ما كان حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس قال للذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى قال فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه فيخرقونه فيخرجون على الناس فيستقون المياه ويفر الناس منهم فيرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء قسرا وعلوا فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيهلكون فوالذي نفس محمد بيده إن دواب الأرض تسمن وتبطر وتشكر شكرا من لحومهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه مثل هذا

[3154] حدثنا محمد بن بشار وغير واحد قالوا حدثنا محمد بن بكر البرساني عن عبد الحميد بن جعفر أخبرني أبي عن بن ميناء عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري وكان من الصحابة قال سمعت رسول الله يقول إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمد بن بكر

باب ومن سورة مريم

[3155] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا أبو سعيد الأشج ومحمد بن المثنى قالا حدثنا بن إدريس عن أبيه عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل عن المغيرة بن شعبة قال بعثني رسول الله إلى نجران فقالوا لي ألستم تقرؤون يا أخت هارون وقد كان بين عيسى وموسى ما كان فلم أدر ما أجيبهم فرجعت إلى رسول الله فأخبرته فقال ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم قال أبو عيسى هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث بن إدريس

[3156] حدثنا أحمد بن منيع حدثنا النصر بن إسماعيل أبو المغيرة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال قرأ رسول الله { وأنذرهم يوم الحسرة } قال يؤتى بالموت كأنه كبش أملح حتى يوقف على السور بين الجنة والنار فيقال يا أهل الجنة فيشرئبون ويقال يا أهل النار فيشرئبون فيقال هل تعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت فيضجع فيذبح فلولا أن الله قضى لأهل الجنة الحياة فيها والبقاء لماتوا فرحا ولولا أن الله قضى لأهل النار الحياة فيها والبقاء لماتوا ترحا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[3157] حدثنا أحمد بن منيع حدثنا الحسين بن محمد حدثنا شيبان عن قتادة في قوله { ورفعناه مكانا عليا } قال حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله قال لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة قال وفي الباب عن أبي سعيد عن النبي قال وهذا حديث حسن وقد رواه سعيد بن أبي عروبة وهمام وغير واحد عن قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة عن النبي حديث المعراج بطوله وهذا عندنا مختصر من ذاك

[3158] حدثنا عبد بن حميد حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا قال فنزلت هذه الآية { وما نتنزل إلا بأمر ربك } إلى آخر الآية قال هذا حديث حسن حدثنا الحسين بن حريث حدثنا وكيع عن عمر بن ذر نحوه

[3159] حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن السدي قال سألت مرة الهمداني عن قول الله عز وجل { وإن منكم إلا واردها } فحدثني أن عبد الله بن مسعود حدثهم قال قال رسول الله يرد الناس النار ثم يصدرون منها بأعمالهم فأولهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رجله ثم كشد الرجل ثم كمشيه قال هذا حديث حسن ورواه شعبة عن السدي فلم يرفعه

[3160] حدثنا محمد بن يحيى حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا شعبة عن السدي عن مرة عن عبد الله بن مسعود { وإن منكم إلا واردها } قال يردونها ثم يصدرون بأعمالهم حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن السدي بمثله قال عبد الرحمن قلت لشعبة إن إسرائيل حدثني عن السدي عن مرة عن عبد الله عن النبي قال شعبة وقد سمعته من السدي مرفوعا ولكني عمدا أدعه

[3161] حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله قال إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إني قد أحببت فلانا فأحبه قال فينادي في السماء ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض فذلك قول الله { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا } وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل إني أبغضت فلانا فينادي في السماء ثم تنزل له البغضاء في الأرض قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روى عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي نحو هذا

[3162] حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال سمعت خباب بن الأرت يقول جئت العاصي بن وائل السهمي أتقاضاه حقا لي عنده فقال لا أعطيك حتى تكفر بمحمد فقلت لا حتى تموت ثم تبعث قال إني لميت ثم مبعوث فقلت نعم فقال إن لي هناك مالا وولدا فأقضيك فنزلت { أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا } الآية حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش نحوه قال هذا حديث حسن صحيح

باب ومن سورة طه

[3163] بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا محمود بن غيلان حدثنا النضر بن شميل أخبرنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال لما قفل رسول الله من خيبر أسرى ليلة حتى أدركه الكرى أناخ فعرس ثم قال يا بلال أكلأ لنا الليلة قال فصلى بلال ثم تساند إلى راحلته مستقبل الفجر فغلبته عيناه فنام فلم يستيقظ أحد منهم وكان أولهم استيقاظا النبي فقال أي بلال فقال بلال بأبي أنت يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك فقال رسول الله اقتادوا ثم أناخ فتوضأ فأقام الصلاة ثم صلى مثل صلاته للوقت في تمكث ثم قال { أقم الصلاة لذكري } قال هذا حديث غير محفوظ رواه غير واحد من الحفاظ عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن النبي ولم يذكروا فيه عن أبي هريرة وصالح بن أبي الأخضر يضعف في الحديث ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه