سنن ابن ماجة/كتاب الجنائز/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: كتاب الجنائز (الحديث 1683 - 1706)




باب ما جاء فيمن مات مريضا[عدل]

1683 - حدثنا أحمد بن يوسف، قال حدثنا عبد الرزاق، قال أنبأنا ابن جريج، ح وحدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر، قال حدثنا حجاج بن محمد، قال قال ابن جريج أخبرني إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء، عن موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال قال رسول الله " من مات مريضا مات شهيدا ووقي فتنة القبر وغدي وريح عليه برزقه من الجنة ".

باب في النهى عن كسر، عظام الميت[عدل]

1684 - حدثنا هشام بن عمار، قال حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال حدثنا سعد بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، قالت قال رسول الله " كسر عظم الميت ككسره حيا ".

1685 - حدثنا محمد بن معمر، حدثنا محمد بن بكر، حدثنا عبد الله بن زياد، أخبرني أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة، عن أمه، عن أم سلمة، عن النبي قال " كسر عظم الميت ككسر عظم الحى في الإثم ".

باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله [عدل]

1686 - حدثنا سهل بن أبي سهل، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، قال سألت عائشة فقلت أى أمه أخبريني عن مرض رسول الله . قالت اشتكى فعلق ينفث فجعلنا نشبه نفثه بنفثة آكل الزبيب وكان يدور على نسائه فلما ثقل استأذنهن أن يكون في بيت عائشة وأن يدرن عليه. قالت فدخل على رسول الله وهو بين رجلين ورجلاه تخطان بالأرض أحدهما العباس فحدثت به ابن عباس فقال أتدري من الرجل الذي لم تسمه عائشة هو علي بن أبي طالب.

1687 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة، قالت كان النبي يتعوذ بهؤلاء الكلمات " أذهب الباس رب الناس. واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ". فلما ثقل النبي في مرضه الذي مات فيه أخذت بيده فجعلت أمسحه وأقولها. فنزع يده من يدي ثم قال " اللهم اغفر لي وألحقني بالرفيق الأعلى ". قالت فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه .

1688 - حدثنا أبو مروان العثماني، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة، قالت سمعت رسول الله يقول " ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة ". قالت فلما كان مرضه الذي قبض فيه أخذته بحة فسمعته يقول " مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ". فعلمت أنه خير.

1689 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن زكريا، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت اجتمعن نساء النبي فلم تغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة كأن مشيتها مشية رسول الله فقال " مرحبا بابنتي ". ثم أجلسها عن شماله ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة ثم إنه سارها فضحكت أيضا فقلت لها ما يبكيك قالت ما كنت لأفشي سر رسول الله . فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت أخصك رسول الله بحديث دوننا ثم تبكين وسألتها عما قال. فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله - -- ص -. حتى إذا قبض سألتها عما قال فقالت إنه كان يحدثني أن جبرائيل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة وأنه عارضه به العام مرتين " ولا أراني إلا قد حضر أجلي وأنك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك ". فبكيت ثم إنه سارني فقال " ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين - أو نساء هذه الأمة - ". فضحكت لذلك.

1690 - حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا مصعب بن المقدام، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، قال قالت عائشة ما رأيت أحدا أشد عليه الوجع من رسول الله .

1691 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن موسى بن سرجس، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت رأيت رسول الله وهو يموت وعنده قدح فيه ماء فيدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول " اللهم أعني على سكرات الموت ".

1692 - حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، سمع أنس بن مالك، يقول آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله كشف الستارة يوم الاثنين فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف والناس خلف أبي بكر في الصلاة فأراد أن يتحرك فأشار إليه أن اثبت وألقى السجف ومات من آخر ذلك اليوم.

1693 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا همام، عن قتادة، عن صالح أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة، أن رسول الله كان يقول في مرضه الذي توفي فيه " الصلاة وما ملكت أيمانكم ". فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه.

1694 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود، قال ذكروا عند عائشة أن عليا كان وصيا. فقالت متى أوصى إليه فلقد كنت مسندته إلى صدري - أو إلى حجري فدعا بطست فلقد انخنث في حجري فمات وما شعرت به فمتى أوصى .

باب ذكر وفاته ودفنه [عدل]

1695 - حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو معاوية، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت لما قبض رسول الله وأبو بكر عند امرأته ابنة خارجة بالعوالي فجعلوا يقولون لم يمت النبي إنما هو بعض ما كان يأخذه عند الوحى. فجاء أبو بكر فكشف عن وجهه وقبل بين عينيه وقال أنت أكرم على الله من أن يميتك مرتين قد والله مات رسول الله . وعمر في ناحية المسجد يقول والله ما مات رسول الله ولا يموت حتى يقطع أيدي أناس من المنافقين كثير وأرجلهم. فقام أبو بكر فصعد المنبر فقال من كان يعبد الله فإن الله حى لم يمت ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}. قال عمر فلكأني لم أقرأها إلا يومئذ.

1696 - حدثنا نصر بن علي الجهضمي، أنبأنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال لما أرادوا أن يحفروا، لرسول الله بعثوا إلى أبي عبيدة بن الجراح وكان يضرح كضريح أهل مكة وبعثوا إلى أبي طلحة وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة وكان يلحد فبعثوا إليهما رسولين وقالوا اللهم خر لرسولك. فوجدوا أبا طلحة فجيء به ولم يوجد أبو عبيدة فلحد لرسول الله . قال فلما فرغوا من جهازه يوم الثلاثاء وضع على سريره في بيته. ثم دخل الناس على رسول الله أرسالا. يصلون عليه حتى إذا فرغوا أدخلوا النساء حتى إذا فرغوا أدخلوا الصبيان ولم يؤم الناس على رسول الله أحد. لقد اختلف المسلمون في المكان الذي يحفر له فقال قائلون يدفن في مسجده. وقال قائلون يدفن مع أصحابه. فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله يقول " ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض ". قال فرفعوا فراش رسول الله الذي توفي عليه فحفروا له ثم دفن رسول الله وسط الليل من ليلة الأربعاء. ونزل في حفرته علي بن أبي طالب والفضل وقثم ابنا العباس وشقران مولى رسول الله . وقال أوس بن خولي وهو أبو ليلى لعلي بن أبي طالب أنشدك الله وحظنا من رسول الله . قال له علي انزل. وكان شقران مولاه أخذ قطيفة كان رسول الله يلبسها فدفنها في القبر وقال والله لا يلبسها أحد بعدك أبدا. فدفنت مع رسول الله .

1697 - حدثنا نصر بن علي، حدثنا عبد الله بن الزبير أبو الزبير، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال لما وجد رسول الله من كرب الموت ما وجد قالت فاطمة واكرب أبتاه. فقال رسول الله " لا كرب على أبيك بعد اليوم إنه قد حضر من أبيك ما ليس بتارك منه أحدا الموافاة يوم القيامة ".

1698 - حدثنا علي بن محمد، حدثنا أبو أسامة، حدثني حماد بن زيد، حدثني ثابت، عن أنس بن مالك، قال قالت لي فاطمة يا أنس كيف سخت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله .

1699 - وحدثنا ثابت، عن أنس، أن فاطمة، قالت حين قبض رسول الله وا أبتاه إلى جبرائيل أنعاه وا أبتاه من ربه ما أدناه وا أبتاه جنة الفردوس مأواه وا أبتاه أجاب ربا دعاه. قال حماد فرأيت ثابتا حين حدث بهذا الحديث بكى حتى رأيت أضلاعه تختلف.

1700 - حدثنا بشر بن هلال الصواف، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، حدثنا ثابت، عن أنس، قال لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله المدينة أضاء منها كل شىء فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شىء. وما نفضنا عن النبي الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا.

1701 - حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال كنا نتقي الكلام والانبساط إلى نسائنا على عهد رسول الله مخافة أن ينزل فينا القرآن فلما مات رسول الله تكلمنا.

1702 - حدثنا إسحاق بن منصور، أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي، عن ابن عون، عن الحسن، عن أبى بن كعب، قال كنا مع رسول الله وإنما وجهنا واحد فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا.

1703 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا خالي، محمد بن إبراهيم بن المطلب بن السائب بن أبي وداعة السهمي حدثني موسى بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي، حدثني مصعب بن عبد الله، عن أم سلمة بنت أبي أمية، زوج النبي أنها قالت كان الناس في عهد رسول الله إذا قام المصلي يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع قدميه فتوفي رسول الله فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع جبينه فتوفي أبو بكر وكان عمر فكان الناس إذا قام أحدهم يصلي لم يعد بصر أحدهم موضع القبلة وكان عثمان بن عفان فكانت الفتنة فتلفت الناس يمينا وشمالا.

1704 - حدثنا الحسن بن علي الخلال، حدثنا عمرو بن عاصم، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله يزورها. قال فلما انتهينا إليها بكت فقالا لها ما يبكيك فما عند الله خير لرسوله. قالت إني لأعلم أن ما عند الله خير لرسوله ولكن أبكي أن الوحى قد انقطع من السماء. قال فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها.

1705 - حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا الحسين بن علي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس، قال قال رسول الله " إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا على من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على. فقال رجل يا رسول الله كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت - يعني بليت - قال " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ".

1706 - حدثنا عمرو بن سواد المصري، حدثنا عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أيمن، عن عبادة بن نسى، عن أبي الدرداء، قال قال رسول الله " أكثروا الصلاة على يوم الجمعة فإنه مشهود تشهده الملائكة وإن أحدا لن يصلي على إلا عرضت على صلاته حتى يفرغ منها ". قال قلت وبعد الموت قال " وبعد الموت إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ". فنبي الله حى يرزق.