انتقل إلى المحتوى

سم الهلال إذا عاينته قمرا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سَمِّ الهلالَ إذا عايَنتَهُ قَمَراً

​سَمِّ الهلالَ إذا عايَنتَهُ قَمَراً​ المؤلف أبوالعلاء المعري


سَمِّ الهلالَ، إذا عايَنتَهُ، قَمَراً،
إنّ الأهِلّةَ، عن وشكٍ، لأقمارُ
ولا تقولَنْ: حُجَينٌ، إنّهُ لقَبٌ،
وإنّما يَلفِظُ، التلقيبَ، أغمار
هل صحّ قولٌ من الحاكي، فنقبَلَهُ،
أمْ كلُّ ذاكَ أباطيلٌ وأسمار؟
أمّا العقولُ، فآلتْ أنّه كذِبٌ،
والعقلُ غَرْسٌ، له، بالصدقِ، أثمار
ما هاج، للحازم الماضي، سوى حَزَنٍ،
عُودٌ يجاوبُهُ، في الشَّرب، مِزمار
هل تعرِفُ الماءَ، تغشاه القَطا زمراً
قبلَ الصباح، وفيهِ الجِنُّ سُمّار
كأنّ كَيوانَ، في ظلماءِ حِندسِهِ،
من الهُمودِ وطولِ المَكثِ، مِسمار
من يُرزَقِ الحظَّ يسعَدْ أينَ كان به،
ومن يُخَيَّبْ، فإنّ الموتَ مِضمار
كانت عَجائبُ، والمِقدارُ صيّرَها
إلى ابنِ حربٍ، ولاقَى، الحتفَ، عمّار
ما فات أعيا، ولم ترجِعْ، إلى مُضَرٍ،
عينٌ، وجَوّلَ، في الآفاقِ، أنمار
يَنهَى لسانُكَ عن شيءٍ، منافَقَةً،
والسّرُّ بالشيءِ، يَنهَى عنهُ أمّار