سل البانة الغيناء عن ملعب الجرد
المظهر
سل البانة الغيناء عن ملعب الجردِ
سل البانة الغيناء عن ملعب الجردِ
وروضتها الغناء عن رشإ الأسدِ
وسجسج ذاك الظل عن ملهب الحشا
وسل ذاك الماء عن مضرم الوجدِ
فَعَهْدي به في ذلك الدَّوْحِ كانِساً
وَمَنْ لي بالرُّجْعَى إلى ذلك العَهْدِ؟
وفي الجَنّةِ الأَلْفَافِ أَحْوَرُ أَزْهَرٌ
تلاعب قضب الرند فيه قنا الهندٍِ
فأي جنان لم نهب لوعةٍ
وقد لاحَ من تلك الماحسنِ في جُنْدِ؟
وفي صُدْغِهِ اللَّيْلِيِّ نارُ حُبَاحِبٍ
من القرط يصلاها حباب من العقدِ
وفي زنده الريان سور تعضه
فَيَدْمَى كما ثَارَ الشَّرارُ من الزَّنْدِ
أحازر أن ينقد لينا فأنثني
بِقَلْبٍ شَفِيقٍ من تَثَنِّيهِ مُنْقَدِّ
وقد جرحت عيناي صفحة خده
على خطإٍ فأختار قتلي على عمدِ
وآمُلُ من دَمْعي إلاَنَةَ قَلْبِهِ
ولا أَثَرٌ لِلْغَيْثِ في الحَجَرِ الصَّلْدِ
وإنِّي بذاتِ الأَيْكِ أُسْعِدُ وُرْقَهُ
فهل عند ذاتِ الطَّوْقِ ما لِلْهَوَى عِنْدِي؟
ويا لك من نهر صؤول مجلجلٍ
كأنَّ الثَّرَى مُزْنٌ به دائِمُ الرَّعْدِ
إذا صَافَحَتْهُ الرِّيحُ تَصْقُلُ مَتْنَهُ
وتصنع فيه صنع داود في السردِ
كأنَّ يَدَ المَلْك کبنِ مَعْنٍ مُحَمَّدٍ
تفجر من منبع الجود والرفدِ
وَيَرْفُلُ في أزهارِهِ وکخْضِرَارِهِ
كما رَفَلَتْ نُعْمَاهُ في حُلَلِ الحَمْدِ
وقد وَرَدَتْ في غَمْرِهِ نُهَّلُ القَطا
كما کزدَحَمَتْ في كَفِّهِ قُبَلُ الوَفْدِ
مفيض الأيادي فوق أدنى وأرفعٍ
وصوب الغوادي شامل الغور والنجدِ
فمن جوده ما في الغمامة من حياً
ومن نوره ما في الغزالة من وقدِ
تَلأْلأَ كالإفْرِنْدِ في صارِمِ النُّهَى
وكرر كالإبريز في جاحم الوقدِ
وإن ولهت فيخ أذيهان معشرٍ
فلا فَضْلَ للأنوار في مُقْلَةِ الخُلْدِ
ومنك أخذنا القول فيك جلالةً
وما طاب ماء الورد من الوردِ