سل أبرق الحنان واحبس به

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سلْ أبرقَ الحنَّانِ واحبسْ بهِ

​سلْ أبرقَ الحنَّانِ واحبسْ بهِ​ المؤلف مهيار الديلمي


سلْ أبرقَ الحنَّانِ واحبسْ بهِ
أينَ ليالينا على الأبرقِ
وكيفَ باناتٌ بسقطِ اللِّوى
ما لمْ يجدها الدَّمعُ لمْ تورقِ
هلْ حملتْ لا حملتْ بعدنا
عنكَ الصِّبا عرفاً لمستنشقٍ
جدَّدَ ما جدَّدَ منْ لوعتي
أخذُ البلى منْ ربعكَ المخلقِ
لتبخلَ الأنواءَ أو فلتجدْ
عليكَ بالمنهمرِ المغدقِ
أغناكَ صوبُ الدَّمعِ عنْ منَّةٍ
أحملها للمرعدِ المبرقِ
دمعٌ على الخيفِ جنى ما جنى
بكاءَ حسَّانَ على جلَّقِ
للهِ رهنٌ لكَ يومَ القنا
لولا وفاءُ الحبِّ لمْ يغلقِ
يا سائقَ الأظعانِ رفقاً وإنْ
لمْ يغنِ قولي للعسوفِ ارفقِ
أؤاخذُ الحادي ونفسي جنتْ
لو شئتُ لمْ أبكِ ولمْ أشتقِ
لولا زفيري خلفَ أجمالهمْ
ووخزُ أنفاسي لمْ تنسقِ
يا غدرَ منْ لمْ أكُ منْ غدرهِ
بخائفِ القلبِ ولا مشفقِ
ما لغريمي قادراً واجداً
يمطلُ مطلَ الفاجرِ المملقِ
وما على اللائمِ في حبِّهِ
ما ضاعَ منْ حلمي أو ما بقي
أنفقتُ لبِّي في الهوى طائعاً
والخلفَ العاجلُ للمنفقِ
لا تبدؤا بالعذلِ صدري فما
أستنجدُ الماءَ على محرقي
سمَّيتَ لي نجداً على بعدها
يا ولهَ المشئمِ بالمعرقِ
داوِ بها حبِّي فما مهجتي
أوَّلُ مخبولِ بنجدٍ رقي
ومنكرٍ شمطاءَ مدَّتْ إلى ال
خمسينِ يدلوها فلمْ تحلقِ
جنتْ شطاطي وجنتْ ما جنتْ
منْ صدأٍ عمَّ على رونقي
لا بدَّ انْ يفتقَ على فجرها
وإنْ تمادتْ ليلةُ المغسقِ
ما ضرَّها خائنةً لو وفتْ
أو ضرَّني لو كنتُ لمْ أعشقِ
كانَ مشيباً ضلَّ عنْ نهجهِ
فدلَّهُ الحبُّ على مفرقي
وموقظٍ هبَّ على غرَّةٍ
يطرقني ساعةَ لا مطرقِ
والنَّجم حيٌّ نبضهُ راسبٌ
في لجَّةِ الخضراءِ لمْ يغرقِ
قالَ انتبهِ للحظِّ كمْ خفقةً
على مهادِ الخاملِ المخفقِ
حتَّامَ تحويلٌ على عسرةٍ
حلِّقْ إلى النِّسرِ بنا حلِّقِ
قلتُ بغيري فتحرَّشْ لها
فالنهضةُ الخرقاءُ للأخرقِ
أما ترى المالَ وجمَّاتهُ
في قلبٍ تنهارُ بالمستقي
يسوغُ بالعينِ فمنْ رامهُ
بالفمِ قالَ المنعُ ردْ تشرقِ
وما انتفاعي بحياً واسعٍ
تخفرهُ ذاتُ جداً ضيِّقِ
لا مسَّ للحرمانِ عندي إذا
كنتُ من البخَّالِ لمْ أرزقِ
لا أجلبُ الرزقَ إذا لمْ يكنْ
يدرُّ منْ أكرمِ مسترزقِ
قناعةٌ أعتقَ عزِّي بها
عنقي وعندَ الحرصِ لمْ يعتقِ
حلفتُ بالخضَّعِ أعناقها
تذرعْ بالواخدِ والمعنقِ
كالسَّطرِ بعدَ السَّطر مخطوطةٌ
منْ صفحةِ البيضِ على مخرقِ
ينصُّها السَّيرُ على لاحبٍ
مثلَ صليفِ الجملِ الأورقِ
تقدحُ صفَّاحَ الثَّرى كلَّم
لاحكتِ الأعضاءَ بالأسؤقِ
تسمحُ للجلمدِ أخفاقها
بكلِّ ما يعرقُ أو يتنقي
يطلبنَ محجوباً عتيقَ البنى
لولا دفاعُ اللهِ لمْ يعتقِ
والأسودُ الملثومُ أحوالهُ
منْ كلِّ أوبٌ فرقٌ تلتقي
تهوي بشعثٍ بدَّلوا سهمةً
بكلِّ ضاحٍ لونهُ مونقِ
زفُّوا جماماً وعدوها منىً
متى تضعْ أوزارها تحلقِ
لولا ابنُ أيَّوبَ وآباؤهُ
لمْ يبضعْ الفضلُ ولمْ ينفقِ
ولا سرى ملكُ بني هاشمٍ
فألحقَ المغربَ بالمشرقِ
لقدْ اوى منهمْ إلى هضبةٍ
تزلُّ عنها قدمُ المرتقي
همْ عزَّزوهُ ورموا دونهُ
بكلِّ مطرورِ الشَّبا مطلقِ
يطيعهُ الموتُ إذا ماعصتْ
بهِ يمينُ الخاطبِ المفلقِ
نصرُ بني الأشهلِ منْ قبلهمْ
على بني الأحمرِ والأزرقِ
وما وهى إلاَّ غدا ممسكاً
منهمْ بثنيِ الأحصفِ الأوثقِ
لا كرجالٍ قلَّدوا حكمهُ
فخلطوا الممذوقَ بالرِّيَّقِ
منْ كلِّ ناسٍ في غدٍ بعثهُ
لمْ يرهبَ اللهَ ولمْ يتقِ
باعَ هداهُ طائعاً عنْ يدٍ
يداً على التَّوفيقِ لمْ تصفقِ
يرتفقُ الأجرَ على دينهِ
لو كانَ حرَّ الدِّينِ لمْ يرفقِ
حتى كفا اللهُ فمدَّتْ يدٌ
طولى يقي اللهُ لها منْ تقي
دلَّتْ وقامتْ في أبي طالبٍ
شهادةَ المورقِ للمعرقِ
شفتْ بهِ الدَّولةُ بعدَ الصَّدى
جلجالةٌ أمُّ حياً مطبقِ
زلالةٌ طيِّبةٌ ريحها
ما قيلَ للسَّاقي بها رقِّقِ
جاءتْ بمجنىً ماؤهُ مخصبٌ
أدركَ بعدَ المحصبِ المصعقِ
كانتْ على الفترةِ لمْ تحتسبْ
مفتاحَ بابِ الفرجِ المغلقِ
إنَّ الإمامينِ بهِ استرعيا
فتىً لغيرِ الخيرِ لمْ يخلقِ
مرُّ القلى والسَّخطِ حلوُ الرِّضا
والوجهُ الأخلاقُ والمنطقِ
طالَ بكفٍّ رطبةٍ عفَّةٍ
مذ بسطتْ للجودِ لمْ تطبقِ
أغنتهما منْ قبلِ تجريبها
كالسَّيفِ يعطي العتقَ بالرَّونقِ
جلتْ دجى الظُّلمِ لهُ نقبةً
بمثلها الظَّلماءُ لمْ تفتقِ
فأدركاهُ غرضاً قطُّ لمْ
ينبضْ لهُ الظَّنُّ أو يرفقِ
نصحاً كما شاءَ ورأياً متى
يقلْ بغيبٍ قولةً يصدقِ
فكمْ حشاً قرَّتْ على أمنها
بعدَ افتراشِ الحذرِ المقلقِ
لمْ تكُ يا بازلُ في حملها
مقطِّراً تظلعُ بالأوسقِ
ولا دخيلَ الظَّهرِ في صدرها
مدلساً بالنَّسبِ الملصقِ
لمْ نعقتعدها رغبةً في اللُّها
ولمْ تخفِ ضيماً ولمْ تفرقِ
أبوكَ منْ قبلُ امتطى دستها
سبقاً وقالَ اقتفني والحقِ
لطيمةُ ريحانها لمْ يلقَ
بغيركمْ قطُّ ولمْ يعبقِ
ميراثها فيكمْ فمنْ رامها
يغصبُ ذليلَ الغصبِ أو يسرقِ
فارعَ بها حقَّكَ منْ روضةٍ
بأعينِ الرَّوَّادِ لمْ ترمقِ
في سابغٍ منْ ظلِّها واسعٍ
وسائغٍ منْ مائها ريِّقِ
تفوزُ بالمجذلِ منها ولل
حسَّادِ حظُّ المكمدِ المحنقِ
واسحب ذيولاً منْ كراماتها
لمْ تبلَ بالسَّحبِ ولمْ تخلقِ
كساكَ منها المدُّ فضفاضةً
بغيرِ أعطافكَ لمْ تلبقِ
بانَ بكَ الجودُ على معشرٍ
كما تجلَّتْ شيةُ الأبلقِ
أنتَ الذي لو لمْ تكنْ مطمعي
أفحمني اليأسُ فلمْ أنطقِ
أعلقتني منكَ بمفتولةٍ
حصداءَ ما خاربها معلقي
كلُّ يدٍ تحرشني بالأذى
فأنتَ منْ محفارها منفقي
في زمنٍ يرشقني كيدهُ
ليسَ لهُ غيري منْ مرشقِ
يرى خوافيَّ بما لا أرى
إذا كنتُ عنْ قدامتي أتَّقى
ذاكَ لأنَّي بينَ أبنائهِ
لمْ آلفَ الهجرَ ولمْ أخرقِ
موحِّدٌ لو نخلتْ كفَّهُ
عنْ مثلي الغبراءَ لمْ تلحقِ
وهو عدوُّ الفضلِ مذْ لمْ يزلْ
يكاثرُ الأحلمَ بالأنزقِ
فابقَ فما مثلكَ جوداً ولا
مثلي مليَّاَ بثناءٍ بقي
واسعدْ بعيدينِ جديدُ العلى
ومخلقِ منْ مذهبٍ مخلقِ
فمسلمٌ ينظرهُ منْ علٍ
وكافرٌ ذو ناظرٍ مطرقِ
تصاحبا مع خلفِ حاليهما
تصاحبَ الموسرُ والمخفقِ
يضمُّ إقبالكَ شمليهما
فيلحقُ المأسورَ بالمطلقِ
وانضُ ثيابَ الصَّومِ عنْ عاتقٍ
منْ كلِّ وزرٍ في غدٍ معتقِ
وراعِ في الإمكانِ ما أغفلتْ
منِّي عينُ المحرجِ المرهقِ
قدْ كانَ ريبٌ بكَ لو لمْ أكنْ
آخذُ بالأحزمِ والأوثقِ
وابنِ بها عذراءَ مولودةً
في الحلِّ لمْ تسبَ ولمْ تسرقِ
ناشزةً لولاكَ ما أنكحتْ
وهي إذا طلقتْ لمْ تطلقِ
مسبوقةٌ أخَّرها عصرها
وهي إلى الإحسانِ لمْ تسبقِ
أنبطتها منْ ثغبٍ ماؤهُ
شريعةٌ قبلي لمْ تطرقِ