انتقل إلى المحتوى

سلوا الأمير وروحي للأمير فدى

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سلوا الأمير وروحي للأميرِ فدى

​سلوا الأمير وروحي للأميرِ فدى​ المؤلف وديع عقل


سلوا الأمير وروحي للأميرِ فدى
هل رادَ في الغرب مثلَ النيلِ أو بردى
وهل رأى كسماء الشرق ناصعةً
من الرقيع أظلت مثله بلدا
وابصر الجدول الصافي تعانقه
فيحٌ إذا تمتريها درتِ الشهدا
وهل الم بآثارٍ تحدثه
بمثلِ مجدٍ لهذا الشرق قد وئدا
فمصر أهرامها عنه مخبرةٌ
وبعلبك عليه شاهدٌ أبدا
مجدٌ طوى عرشه الدهر العني وما
تمكن الدهر ان يطوي له عمدا
مدت إليه الليالي كف سارقةٍ
مضت به ثم مدت للعطاء يدا
فأفرغتها على الغرب السعيد ولو
لم ينحل الغرب مجد الشرق ما سعدا
فذاك يزداد من ايامه نعماً
والشرق يزداد من أيامه نكدا
تغشى المطامع أسراباً مراتعه
كما رأيت على المخضلة الجردا
غرثى فلا أشبعت أرزاقه نهماً
بها ولا ابتل منها بالخضم صدى
يقظى ونحن نيام ليس يوقظنا
جلاد مرهفةٍ فينا وطعنُ مدى
يستأسدُ الضب من جيراننا طمعاً
فيستهين بليثٍ يسدل اللبدا
حتى البغاث غدا مستنسراً فمشى
يروعُ النسر في واديه منفردا
تشاكسٌ فل من بأس النسور لدى
جيش البغاث يخوض الحرب متحدا
فما لوى الشرق عن ايام بهجته
إلا تخاذل أسيادٍ له حسدا
لولا بقية آمال ببعضهم
مثل الأمير لعافت روحه الجسدا
سليل من ضربوا من مجدهم طنباً
في مصر دقوا بلبنانٍ له وتدا
مهندٌ من سيوفِ العلم ما ضربت
به دجى الريب إلا راعهن هدى
في جنبِ عباس معقودُ النجادِ وكم
قد قطعت كفَّ عباسٍ به العقدا
نضته للغرب اخلاق تكلفه
ان لا يظلَّ بوادي النيل منغمدا
فأكبر الغربُ عضباً مصر تصلته
على الزمانِ إذا ريبُ الزمان عدا
وزورة لربوع الشام راح لها
محمدٌ مثلما راح الندى وغدا
جلت بها يده سفراً إذا نظرت
عين الحسود به لم تأمن الرمدا
يدٌ تجودُ بدرِّ اللفظِ كاتبةً
كما تجودُ بصرف الدرِّ عند جدا
شهادةٌ بعلاءِ الشام كافيةٌ
من خطها وكفانا قدرُ من شهدا
توسم الشرق منها ان يُفارق اخ
لاق الثياب ليكسى بعدها الجددا
فالشرق من أُمراهُ كان في صببٍ
والشرق من أمراه يأمل الصعدا
ووقفةٍ في ربى كولومبَ قام بها
محمدٌ يكتسي من مجدها بُردا
يحفه من جوالي الشامُ منتظمٌ
لو خف لم يبغِ جيدٌ غيرهُ عقدا
فكان افخر من في قومهم فخروا
وكان امجدَ من في شأنه مجدا
حنا على الشام حتى زارَ هاجره
إن الحبيب مزور اينما وجدا
عطف يعز به الشامي مقتربا
كما يعز به الشامي مبتعدا
فقد رأى منه في مصر له سنداً
وفي سوى مصر منه قد رأى سندا
وما الشآم وما مصر سوى وطن
فرد من الشرق في آياته انفردا
صنوان ما بت ريب الدهر بينهما
حبلاً على الحب قبل الدهر قد عقدا
تغشى سفوحهما غيد الظباء وقد
جرت على إثرها إخوانها الأسدا
كان كل مهاةٍ أنعلت كبداً
فأثرت في خطاها رسمه الكمدا
يحفها إخوة ما نال عرضهم
عيب ولا زندهم في حادث صلدا
من معشرٍ ترخص الأرواح عندهم
دون الإباء فلا تجفو عناق ردى
تاللَه ما أتأمت مصر وجارتها
الشآم غلا مهاة الانس والأسدا
وادي القرافة كم حيتك عاطفةٌ
من صدر لبنان تزجي الشوق متقدا
وكم تصبت سيوفاً فيك لامعةً
قد فارقت في ربى لبنانها الغمدا
في ذمة النيل إخوانٌ لنا ادرعت
صدورهم من رضى عباسه زردا
ترعاهم لأخي العباس ناظرةٌ
يقظى ولو كلفت من أجلهم سهدا
لا عاش في الشام من تغلو الحياة له
إذا محمد ناداه ليومِ فدى
فتىً يحدثنا عنه السليم ومن
مثل السليم فتىً إن حدث اعتمدا
قد أطربتني سجاياه فقمت بها
على رياض القوافي شاعراً غردا