سلم الوصول إلى علم الأصول

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

(( مقدمة ))


1- أَبدأُ باسـمِ اللهِ مُستعينَا = راضٍ بـه مُـدبرًا مُعِـينَا


2- والحمـدُ لله كمـا هَدانـا = إلى سبيـلِ الحقِّ واجتبـانا


3- أحمدُه سُبحانَه وأشكُرُهْ = ومِن مَساوي عملي أستغفِرُهْ


4- وأستعينُه على نَيْلِ الرِّضَا = وأستَمِدُّ لُطفَه فيما قَضَى


5- وبعدُ إني باليقينِ أشهـدُ = شهـادةَ الإخلاصِ ألا يُعـبَدُ


6- بالحق مألوهٌ سوى الرحمنِ = مَنْ جَلَّ عن عيبٍ وعن نُقصانِ


7- وأنَّ خيرَ خلـقِه محمـدَا = مَن جـاءَنا بالبينـاتِ والهُدى


8- رسـولُه إلى جميـعِ الخلقِ = بالنـور والهـدى ودين الحقِ


9- صلَّى عليه ربُّنا ومَجَّدَا = والآلِ والصَّحْبِ دَوامًا سَرْمدَا


10- وبعدُ هذا النظمُ في الأصولِ = لِمَن أراد منهجَ الرسولِ


11- سَأَلَنِي إياهُ مَن لا بُدَّ لي = مِنِ امتثالِ سُؤله المُمتثَلِ


12- فقلتُ معْ عجزي ومعْ إشفاقي = مُعتمِدًا على القديرِ الباقي:


(( مقدمة تعرف العبد بما خلق له وبأول ما فرض الله تعالى عليه وبما أخذ الله عليه به الميثاق في ظهر أبيه آدم عليه السلام وبما هو صائر إليه ))


13- اعلَمْ بـأنَّ اللهَ جَلَّ وعَلا = لم يَترُكِ الخلقَ سُدًى وهَمَلا


14- بلْ خَلَقَ الخـلقَ ليَعبُدوه = وبالإلـهيــةِ يُـفْـرِدوه


15- أخرجَ فيما قدْ مَضَى مِنْ ظَهْرِ = آدَمَ ذريـتَـه كالــذَّرِّ


16- وأخـذَ العهـدَ عليهـم أنهُ = لا ربَّ معبـودٌ بحق غيرَهُ


17- وبعدَ هذا رُسْلَهُ قـدْ أرسـلا = لَهُمْ وبالحـقِّ الكتـابَ أنزلاَ


18- لِكَيْ -بذا العهدِ- يُذكّروهُـمْ = ويُنذِرُوهـمْ ويُبشّروهــمْ


19- كي لا يكونَ حُجةٌ للناسِ بَـلْ = لله أعلى حجـةٍ عزَّ وجَـلْ


20- فمَن يُصـدقْهم بلا شِقـاقِ = فقدْ وَفَى بذلكَ المِيثــاقِ


21- وذاكَ نـاجٍ مِن عـذابِ النار = وذلكَ الوارثُ عُقبَى الدارِ


22- ومَن بِهِمْ وبالكتابِ كَذَّبَا = ولازَمَ الإعراضَ عنه والإِبَا


23- فذاكَ ناقضٌ كِلا العَهدَينِ = مُستوجِبٌ للخِزْيِ في الدارَيْنِ


(( فصل في كون التوحيد ينقسم إلى نوعين وبيان النوع الأول وهو توحيد المعرفة والإثبات ))


24- أولُ واجـبٍ عـلى العبيـدِ = مَعـرِفةُ الرحمـنِ بالتوحيـدِ


25- إذْ هُوَ مِن كلِّ الأوامرَ ٱعْظمُ = وهُو نوعـانِ أَيَا مَـنْ يَفْـهَمُ


26- إثباتُ ذاتِ الربِّ جلَّ وعَلاَ = أسمائِـهِ الحسنى صِفاتِـه العُلَى


27 - وأنه الربُّ الجليلُ الأكبرُ = الخالقُ البارئُ والمصوِّرُ


28- باري البرايا مُنشئ الخلائق = مُبدِعُهم بلا مثالٍ سابق


29- الأولُ المُبدِي بلا ابتداءِ = الآخِرُ الباقي بلا انتهاءِ


30- الأحَدُ الفَرْدُ القديرُ الأزلِي = الصَّمَدُ البَرُّ المُهيمِنُ العَلِي


31 – علوَّ قَهْرٍ وعلوَّ الشانِ = جَلَّ عَنِ الأضدادِ والأعوانِ


32 – كـذا له العلوُّ والفَوْقيةْ = على عِبـادِه بلا كَيْفِيـةْ


33- ومعَ ذا مُطَّـلِعٌ إليـهمُ = بِعلمِه مُهيـمنٌ عـليـهمُ


34- وذكـرُه للقُربِ والمعيـةْ = لم يَنفِ للعلوِّ والفوقيـةْ


35- فإنه العـليُّ في دُنُـوه = وهْو القـريبُ جَلَّ في عُلُوه


36- حيٌّ وقيومٌ فلا ينامُ = وجَلَّ أن يُشبِهَه الأنامُ


37- لا تبلُغُ الأوهامُ كُنْهَ ذاتِهِْ = ولا يُكيِّفُ الحِجا صفاتِهِْ


38- باقٍ فلا يَفنَى ولا يَبِيدُ = ولا يكونُ غيرُ ما يُريدُ


39-مُنفرِدٌ بالخلقِ والإرادةْ = وحاكمٌ جَلَّ بِما أرادَهْ


40- فمَنْ يَشَأْ وفَّقه بفَضلِهِْ = ومَن يَشأْ أضلَّه بعَدْلِهِْ


41- فمِنهُمُ الشقيُّ والسعيدُ = وذا مُقرَّبٌ وذا طريدُ


42- لِحكمةٍ بالغةٍ قضاها = يَستوجِبُ الحمدَ على اقتِضاها


43- وَهْوَ الذي يَرَى دَبِيبَ الذَّرِّ = في الظُّلُماتِ فَوقَ صُمِّ الصَّخْرِ


44- وسامِعٌ للجَهْرِ والإخفـاتِ = بسَمعِه الواسـعِ للأصـواتِ


45- وعِلمُه بِمـا بَدا ومـا خَفِي = أحاط عِلمًا بالجـَليِّ والخَفِي


46- وَهْو الغَنِي بذاتِـه سُبحـانَهُ = جَلَّ ثنـاؤه تعـالى شانُـهُ


47- وكلُّ شـيءٍ رِزقُـه عليـهِ = وكـلُّنـا مُفـتـقِرٌ إليـهِ


48- كلَّمَ موسى عبـدَه تكليمَا = ولم يزَلْ بـخـلقِـه عَلِيـمَا


49- كلامُه جَلَّ عـنِ الإحصاءِ = والحَـصْرِ والنَّفـادِ والفنـاءِ


50- لو صار أقلامًا جميعُ الشجَرِ = والبـحرُ يُلقى فيه سبعُ أبْحُرِ


51- والخـلقُ تكتُـبْهُ بكل آنِ = فَـنَتْ وليس القـولُ منه فانِ


52- والقـولُ في كتـابِه المُفَصَّلْ = بأنـه كـلامُـه المُـنَـزَّلْ


53- على الرسولِ المصطفى خيرِ الورَى = ليس بمخلوقٍ ولا بِمُفترى


54- يُحفَظُ بالقَلْبِ وباللسانِ = يُتلى كما يُسمَعُ بالآذانِ


55- كذا بالاَبصارِ إليه يُنظَرُ = وبالأيادي خطُّه يُسطَّر


56- وكلُّ ذي مخلوقةٌ حَقِيقةْ = دُونَ كَلامِ بارِئِ الخليقةْ


57- جَلَّتْ صِفاتُ ربِّنا الرحمنِ = عنْ وصفِها بالخلقِ والحِدْثانِ


58- فالصَّوتُ والأَلْحَانُ صوتُ القاري = لكنَّما المتلوُّ قولُ الباري


59- ما قاله لا يَقبَلُ التَّبْديلا = كلاَّ ولا أصدقُ منه قِيلاَ


60- وقَد رَوى الثقـاتُ عَن خيرِ المَلا = بأنـه عزَّ وجَلَّ وعَلا


61- في ثُلُثِ الليـلِ الأخيرِ يَنزِلُ = يقـولُ هل مِن تائبٍ فيُقبِلُ


62- هل مِن مُسيءٍ طالبٍ للمغفرةْ = يَجِدْ كريمًا قابلًا للمعذرةْ


63- يَمُنُّ بالخـيراتِ والفضائلْ = ويستُر العيبَ ويُعطي السائلْ


64- وأنه يـجيءُ يومَ الفَصْلِ = كـما يَشاءُ للقـضاء العـدلِ


65- وأنـه يُـرَى بـلا إنكارِ = في جنـةِ الفِـردوسِ بالأبـصارِ


66- كـلٌ يَـراه رؤيـةَ العِيانِ = كما أتى في مُحـكَم القـرآنِ


67- وفي حـديثِ سيـدِ الأنامِ = مِـن غـيرِ ما شـكٍ ولا إبهامِ


68- رُؤيةَ حقٍ ليس يَمْتَرُونَها = كالشمسِ صَحْوًا لا سحابَ دُونَها


69- وخُـص بالرؤيـة أوليـاؤه = فضيـلةً وحُجِبـوا أعـداؤه


70- وكلُّ مـا له مِـنَ الصفاتِ = أثبتَها في مُحـكمِ الآياتِ


71- أو صـحَّ فيما قـاله الرسولُ = فحـقُّه التسليمُ والقبولُ


72- نُمِرُّهـا صريحةً كما أتتْ = مـعَ اعتقادِنا لِما له اقتضَتْ


73- مـن غير تَحْريفٍ ولا تعطيلِ = وغيرِ تكيِيـف ولا تمثيلِ


74- بل قولُنا قولُ أئمةِ الهدى = طُوبَى لِمَنْ بِهَدْيِهم قدِ اهتدى


75- وسَمِّ ذا النوعَ مِنَ التوحيد = توحيدَ إثباتٍ بلا تَرديدِ


76- قد أفصحَ الوحيُ المُبِينُ عنهُ = فالتَمِسِ الهُدَى المنيرَ منهُ


77- لا تَتّبِعْ أقوالَ كـلِّ ماردِ = غـاوٍ مُضلٍ مارقٍ معاندِ


78- فليـسَ بَعـدَ ردِّ ذا التِبيانِ = مِثقـالُ ذرةٍ من الإيمانِ


(( فصل في بيان النوع الثاني وهو توحيد الطلب والقصد، وهو معنى ( لا إله إلا الله ) ))


79- هذا وثاني نَوعَيِ التوحيدِ = إفرادُ ربِّ العـرشِ عن نَديدِ


80- أن تعبـدَ الله إلهًا واحـدَا = مُعترفًا بـحقِه لا جـاحدَا


81- وهْـو الذي به الإلهُ أرسلا = رُسْلَهُ يدعـون إليـه أوّلا


82- وأنزل الكتـابَ والتِبيانَا = مِـن أجـلِه وفرَقَ الفُرقـانَا


83- وكلَّفَ اللهُ الرسولَ المُجتبَى = قِتـالَ مَن عنـه تولَّى وأبى


84- حتى يكـونَ الدينُ خـالصًا لَهُ = سرًا وجـهرًا دقَّه وجلَّهُ


85- وهكـذا أمتُه قد كُلفوا = بذا وفي نَصِّ الكتـاب وُصِفوا


86- وقـد حَـوَته لفظةُ الشهادةْ = فهْيَ سبيلُ الفوز والسعـادةْ


87- مَـن قـالها معتـقِدًا معناها = وكـان عـاملا بمقتـضاها


88- في القول والفعل ومات مؤمنَا = يُبعثُ يومَ الحشرِ نـاجٍ آمنَا


89- فـإنَّ معنـاها الذي عليـهِ = دلَّـتْ يقينًا وهَـدَتْ إليـهِ


90- أنْ ليـس بالحـق إلـهٌ يُعبدُ = إلا الإلـهُ الواحـدُ المنـفردُ


91- بالخـلقِ والرزق وبالتـدبيرِ = جَـلَّ عـن الشريك والنظيرِ


92- وبشروطٍ سبعةٍ قد قُيدتْ = وفي نصوص الوحي حقًّا وَرَدتْ


93- فـإنه لم ينتفِـعْ قائـلُها = بالنـطق إلا حيـثُ يستكملُها


94- العـلمُ واليـقينُ والقبولُ = والانقيـادُ فـادرِ مـا أقـولُ


95- والصـدقُ والإخـلاصُ والمحبةْ = وفـقك الله لـما أحبـهْ


(( فصل في تعريف العبادة، وذكر بعض أنواعها، وأن من صرف منها شيئًا لغير الله فقد أشرك ))


96- ثم العبـادةُ هِيَ اسمٌ جامعُ = لكـل ما يَرضَى الإلهُ السامعُ


97- وفي الحـديث مُخُّها الدعـاءُ = خـوفٌ توكلٌ كذا الرجاءُ


98- ورغبـةٌ ورهبـةٌ خشـوعُ = وخشيـةٌ إنـابةٌ خضـوعُ


99- والاستعـاذةُ والاستعـانَةْ = كـذا استغـاثةٌ به سبحـانَهْ


100- والذبـحُ والنذرُ وغيرُ ذلكْ = فافهَمْ هُدِيتَ أوضحَ المسالِكْ


101- وصـرفُ بعضِها لغـيرِ اللهِ = شـركٌ وذاك أقبـحُ المناهي


(( فصل في بيان ضد التوحيد وهو الشرك، وأنه ينقسم إلى قسمين: أصغر وأكبر، وبيان كل منهما ))

102- والشركُ نوعانِ فشركٌ أكبرُ = به خلودُ النارِ إذ لا يُغفَرُ 103- وهْوَ اتخاذُ العبـدِ غيرَ اللهِ = نِدًّا به مُسوِّيًا مُضـاهي 104- يَقصِدُه عند نزولِ الضُّـرِّ = لجلبِ خيرٍ أو لدفعِ الشَرِّ 105- أو عندَ أي غرَضٍ لا يَقدِرُ = عليه إلا المالكُ المقتَـدِرُ 106- مـعْ جَعْله لذلك المدعُـوِّ = أوِ المعظَّمِ أوِ المرجُــوِّ 107- في الغيبِ سلطانًا به يَطَّلِعُ = على ضميرِ مَن إليه يَفـزَعُ 108- والثانِ شِركٌ أصغرٌ وهو الرِّيَا = فسَّره به خِتامُ الأنبِيـَا 109- ومِنه إقسامٌ بغيرِ الـباري = كما أتى في مُحكمِ الأخبارِ

فصل في بيان أمور يفعلها العامة منها ما هو شرك، ومنها ما هو قريب منه، وبيان حكم الرقى والتمائم 110- ومَن يَثِـقْ بوَدْعــةٍ أو نابِ = أو حَلْقة أو أعيُنِ الذئـابِ 111- أوْ خيـطٍ اوْ عُـضوٍ من النسورِ = أوْ وَتَر أوْ تـربةِ القبـورِ 112- لأيِّ أمـرٍ كـائنٍ تعلَّقَــهْ = وَكَلَـهُ اللهُ إلى مـا عَلَّقَـهْ 113- ثم الرُّقَى مِنْ حُمَةٍ أو عيـنِ = فإن تكُنْ مِن خـالصِ الوحيينِ 114- فـذاك مِن هَدْي النَّبِيْ وشِرْعتِهْ = وذاك لا اختلافَ في سنيتِهْ 115- أما الـرُّقَى المجهولـةُ المعـاني = فذاكَ وَِسْـواسٌ من الشيطان 116- وفيـه قـد جاء الحديـثُ أنَّهْ = شِـركٌ بِلا مِرْيةَ فاحـذرَنَّهْ 117- إذ كـلُّ مَـن يقـولُه لا يدري = لعـله يكونُ محضَ الكُفرِ 118- أو هُـوَ مِن سحرِ اليهودِ مُقتَبَسْ = على العوامِ لبَّسُوه فالتَبَسْ 119- فحَـذَرًا ثم حَـذارِ منــهُ = لا تعـرفِ الحقَّ وتنـأى عنهُ 120- وفي التمـائمِ المعـلَّقــاتِ = إن تـكُ آيـاتٍ مُبـيِّنـاتِ 121- فالاختلافُ واقعٌ بينَ السلَفْ = فبعضُهم أجازها والبعضُ كَفْ 122- وإن تـكُنْ مِـما سِوى الوحيينِ = فإنـها شركٌ بغيرِ مَيــنِ 123- بل إنها قَسِيــمةُ الأزلامِ = في البعد عن سِيمَا أولي الإسـلامِ

فصل من الشرك فعلُ مَن يَتبرك بشجرة، أو حجر، أو بقعة، أو قبر، أو نحوها، يتخذ ذلك المكان عيدًا، وبيان أن الزيارة تنقسم إلى: سنية، وبدعية، وشركية 124- هذا ومِن أعمالِ أهلِ الشركِ = مِن غيرِ ما تَردُّدٍ أو شكِّ 125- ما يَقصِدُ الجُهَّالُ مِن تعظيمِ ما =لم يـأذنِ اللهُ بأن يُعظَّمَا 126-كمَن يلُذْ ببقعةٍ أو حَجَرِ = أو قبرِ مَيْتٍ أو ببعضِ الشجَرِ 127- مُتخِـذًا لذلكَ المكانِ = عيـدًا كفعلِ عابدي الأوثانِ 128- ثم الزيـارةُ عـلى أقسامِ = ثـلاثةٍ يا أمـةَ الإسـلامِ 129- فإنْ نـوى الزائرُ فيما أضمرَهْ = في نفسِه تذكِرةً بالآخرَةْ 130- ثم الدُّعـا له وللأمـواتِ = بالعفوِ والصـفحِ عنِ الزلاتِ 131- ولم يكُنْ شَدَّ الرحالَ نحوَها = ولم يقُلْ هُجْرًا كقولِ السُّفَهَا 132- فتِـلك سنـةٌ أتَتْ صريحَةْ = في السنـنِ المثبتَةِ الصحيحَةْ 133- أو قَصَدَ الدعـاءَ والتوسُّلا = بـهم إلى الرحمنِ جل وعلا 134- فبـدعةٌ مـحدثةٌ ضلالَةْ = بعيدةٌ عـن هَدْيِ ذي الرسالةْ 135- وإن دعـا المقبورَ نفسَه فقدْ = أشركَ بالله العظيمِ وجَحَدْ 136- لن يَقبـلَ اللهُ تعـالى منْهُ = صـرفًا ولا عدلا فيعفوْ عنْهُ 137-إذ كلُّ ذنبٍ موشـكُ الغفرانِ = إلا اتـخاذَ الندِّ للرحمنِ

فصل في بيان ما وقع فيه العامة اليوم، وما يفعلونه عند القبور، وما يرتكبونه من الشرك الصريح والغلو المفرط في الأموات 138- ومَن على القبرِ سِراجًا أوقدَا = أوِ ابتَنَى على الضريحِ مسجِدَا 139- فـإنـه مُجـدِّدٌ جِـهـارَا = لسَُنَنِ اليهـودِ والنصـارى 140-كَم حـذَّرَ المختارُ عن ذا ولَعَنْ = فاعِلَهُ كما روَى أهلُ السننْ 141- بل قـد نهى عـنِ ارتفاعِ القبرِ = وأن يُزاد فيـه فوقَ الشبرِ 142- وكـلُّ قبرٍ مُشرِفٍ فقـد أمَرْ = بأن يُسوَّى هكذا صحَّ الخَبَرْ 143- وحـذَّرَ الأمةَ عن إطرائِهِْ = فغـرَّهم إبليـسُ باسْتِجْـرائِـهِْ 144- فخـالفوه جَهـرةً وارتكبـوا = ما قد نـهى عنه ولم يجتنبوا 145- فانـظر إليـهم قد غَلَوا وزادوا = ورفـعوا بنـاءَها وشـادوا 146- بالشِّيـدِ والآجُـرِّ والأحجارِ = لا سيـما في هـذه الأعصارِ 147- وللقنـاديلِ عليـها أوقدوا = وكم لـواءٍ فوقَها قد عقـدوا 148- ونصبـوا الأعـلامَ والراياتِ = وافتَتَنوا بالأعـظُمِ الرُّفـاتِ 149- بل نـحَروا في سُوحِها النحائِرْ = فِعْلَ أولي التَّسْيِيبِ والبحائِرْ 150- والتمسوا الحاجاتِ مِن موتاهُمُْ = واتـخذوا إلَهَـهُم هـواهُمُْ 151- قد صادَهم إبليسُ في فِخاخِهِْ = بل بعضُهم قد صار مِن أفراخِهِْ 152- يدعـو إلى عبـادةِ الأوثـانِ = بالـمالِ والنفس وباللـسانِ 153- فليـتَ شِعري مَن أباحَ ذلكْ = وأورَطَ الأمـةَ في الـمهالِكْ 154- فيـا شديـدَ الطَّوْلِ والإنعامِ = إليـك نشكو مِـحنةَ الإسلامِ

فصل في بيان حقيقة السحر، وحد الساحر، وأن منه علمَ التنجيم، وذكر عقوبة من صدَّق كاهنًا 155- والسِـحْرُ حـقٌ وله تـأثيرُ = لكـن بـما قـدّره القـديرُ 156- أعني بذا التقديرِ ما قد قدَّرَهْ = في الكونِ لا في الشِرعةِ المطهرَةْ 157- واحكُمْ على الساحرِ بالتكفيرِ = وحـدُه القتـلُ بـلا نكـيرِ 158- كما أتى في السنـة المصرَّحَةْ = مـما رواه الترمذيْ وصححَهْ 159- عـن جُندَبٍ وهـكذا في أثَرِ = أمـرٌ بقتلِهم رُوِيْ عَن عُمَرِ 160- وصـحَّ عنْ حفصةَ عند مالِكِْ = ما فيه أقوى مُرشدٍ للسالِكِْ 161- هذا ومـن أنـواعِهِ وشُعَبِهْ = عِـلمُ النجومِ فادْرِ هذا وانتَبِهْ 162- وحَـلُّهُ بالوَحْيِ نصًّا يُشرَعُ = أمـا بسـحرٍ مثـلِه فيُـمنَعُ 163- ومَنْ يُصدقْ كاهنًا فقد كَفَرْ = بـما أتى به الرسـولُ المعتَبَرْ

فصل يجمع معنى حديث جبريل المشهور في تعليمنا الدين، وأنه ينقسم إلى ثلاث مراتب: الإسلام والإيمان والإحسان، وبيان أركان كل منها 164- اِعْلَمْ بأن الدينَ قولٌ وعَمَلْ = فاحفَظْه وافهَمْ ما عليه ذا اشتَمَلْ 165- كَفَـاكَ ما قد قاله الرسولُ = إذْ جـاءه يسـألُه جـبريـلُ 166- عـلى مراتبَ ثلاثٍ فَصَّلَهْ = جـاءَتْ على جميـعِهِ مُشتَمِلَةْ 167- الاِسـلامِ والإيمانِ والإحسانِ = والكـلُّ مبنيٌّ عـلى أركانِ 168- فقد أتى: الإسـلامُ مبنيٌّ على = خمسٍ، فحَقِّقْ وادْرِ ما قد نُقِلا 169- أولُها الركنُ الأساسُ الأعظمُ = وهْو الصراطُ المستقيمُ الأقْوَمُ 170- رُكنُ الشهادتينِ فاثبُتْ واعتَصِمْ = بالعروةِ الوثقى التي لا تنفَصِمْ 171- وثـانـيًا إقـامةُ الصـلاةِ = وثـالثًا تـأديـةُ الـزكـاةِ 172- والرابعُ الصيامُ فاسمَعْ واتبِعْ = والخامسُ الحجُّ على مَن يستطِعْ 173- فتِـلك خـمسةٌ وللإيـمانِ = ستـةُ أركـانٍ بلا نُكـرانِ 174- إيـمـانُنا بالله ذي الـجلالِ = وما لـه مِن صـفةِ الكـمالِ 175- وبالملائـكِ الكـرامِ البـررَةْ = وكُـتْبِهِ المُـنْـزَلَةِ المُطَـهَّرَةْ 176- ورُسْـلِه الـهُـداةِ للأنـامِ = مـن غـيرِ تفريقٍ ولا إيـهامِ 177- أولُـهم نـوحٌ بلا شكٍّ كما = أن مـحـمدًا لـهم قد خَتَما 178- وخمسةٌ منهم أولو العزمِ الأُلَى = في سورة الأحزابِ والشورى تَلا 179- وبِالْمَعَـادَ ايْقِنْ بِلا تَرَدُّدِ = ولا ادِّعـا علمٍ بوقـتِ المَوعِدِ 180- لكننا نؤمنُ مِن غيرِ امتِرا = بكلِّ ما قد صحَّ عَن خيرِ الوَرَى 181- مِن ذكـرِ آياتٍ تكونُ قبلَها = وَهْيَ علاماتٌ وأشراطٌ لها 182-ويدخُـلُ الإيمانُ بالموتِ وما = مِن بعـدِه على العبادِ حُتِما 183-وأنَّ كـلا مُقعَدٌ مسؤولُ: = ما الربُّ ما الدينُّ وما الرسولُ 184-وعنـد ذا يُثبِّتُ المُهيـمِنُ = بثـابتِ القـولِ الذين آمنوا 185- ويُوقِنُ المرتـابُ عند ذلِكْ = بأنَّ مـا مَـورِدُهُ المهـالِكْ 186- وباللِّقـا والبعـثِ والنشـورِ = وبقيـامِنـا مِن القبـورِ 187- غُرْلا حفاةً كجَرادٍ مُنتشِرْ = يقولُ ذو الكُفرانِ: ذا يومٌ عَسِرْ 188-ويُجـمَعُ الخلقُ ليومِ الفـصْلِ = جميعُهم عُـلويُّهم والسُّفْلِي 189- في موقـفٍ يَجِلُّ فيه الخَطْبُ = ويعـظُمُ الهَوْلُ به والكَرْبُ 190-وأُحضِروا للعـرضِ والحسابِ = وانقطَعَتْ علائقُ الأنسابِ 191-وارتَكَـمتْ سحـائبُ الأهوالِ = وانعـجمَ البليغُ في المقالِ 192-وعنَتِ الوُجـوهُ للقيُّومِ = واقتُصَّ مِن ذي الظلمِ للمظـلومِ 193-وساوتِ الملـوكُ للأجنادِ = وجِيءَ بالكتـابِ والأشـهادِ 194-وشهِدَتْ الاَعْضاءُ والجَوارِحُ = وبدَتِ السَّـوْءاتُ والفضائحُ 195-وابتُلِيَتْ هنالِكَ السـرائِرْ = وانكشَـفَ المخفِيُّ في الضمائِرْ 196- ونُشِرَتْ صحائفُ الأعمالِ = تُؤخَـذُ باليمينِ والشِمـالِ 197- طُوبَى لِمَنْ يأخُـذ باليمينِ = كتـابَه بُشرَى بِحُـورٍ عِينِ 198- والوَيـلُ للآخِذِ بالشِّمالِ = وراءَ ظـهرٍ للجحيـمِ صالِي 199- والوزنُ بالقسطِ فلا ظُلمَ ولا = يُؤخَذُ عبدٌ بسِوَى ما عَمِلا 200- فبَيْنَ نـاجٍ راجِـحٍ مِيـزانُه = ومُقْـرِفٍ أوبَقَهُ عُـدوانُه 201- ويُنصبُ الجسـرُ بلا امتراءِ = كما أتى في مُحـكمِ الأنباءِ 202- يَجُـوزُه الناسُ على أحوالِ = بقَدْر كَسْبِهم مِـنَ الأعمالِ 203- فبينَ مُجتـازٍ إلى الجنانِ = ومُسـرفٍ يُكَبُّ في النـيرانِ 204- والنـارُ والجنةُ حقٌّ وهُما = موجـودتـانِ لا فَناءَ لَهُما 205- وحَوضُ خيرِ الخلقِ حقٌّ وبِهِ = يَشرَبُ في الأُخرَى جميعُ حِزبِهِ 206- كذا لَهُ لِـواءُ حَمْدٍ يُنْشَرُ = وتَحتَـه الرُّسْلُ جَميـعًا تُحْشَرُ 207- كذا له الشفاعةُ العظمى كما = قد خـصَّه اللهُ بها تـكرُّما 208- مِن بعدِ إذنِ الله لا كما يَرَى = كلُّ قُبـورِيٍّ على الله افترَى 209- يَشفَعُ أولًا إلى الرحـمنِ في = فَصْلِ القضاءِ بين أهلِ الموقِفِ 210- مِن بعدِ أن يَطلُبَها النـاسُ إلى = كل أولي العزمِ الهداةِ الفُضَلا 211- وثانيًا يَشـفَعُ في استفتـاحِ = دارِ النعيـمِ لأولي الفـلاحِ 212- هذا وهـاتـانِ الشفاعتانِ = قـد خُصَّتا به بـلا نُكـرانِ 213- وثـالثًا يشـفَعُ في أقـوامِ = ماتوا على دينِ الهدى الإسلامِ 214- وأوبَقَتْـهُم كثـرةُ الآثـامِ = فأُدخِـلوا النارَ بذا الإجـرامِ 215- أن يُخْرَجوا منها إلى الجنانِ = بفضلِ ربِّ العَرْشِ ذي الإحسانِ 216- وبعـدَه يَشـفَعُ كـلُّ مُرسَلِ = وكلُّ عبدٍ ذي صلاحٍ ووَلِي 217- ويُخـرِجُ اللهُ مِنَ النيرانِ = جميـعَ مَن مات عـلى الإيـمانِ 218- فـي نَهَرِ الحيـاةِ يُطرَحـونا = فَحْـمًا فيـحيَـون ويَنْبُتُونا 219- كأنـما يَنبُـتُ في هَيْئـاتِه = حِبُّ حَمِيـلِ السيلِ في حافَاتِه 220- والسادسُ الإيـمانُ بالأقدارِ = فأيقِـنَنْ بِهـا ولا تُمـارِ 221- فكلُّ شـيءٍ بقضاءٍ وقَدَرْ = والكُلُّ في أمِّ الكتاب مُستَطَرْ 222- لا نَوْءَ لا عَدْوَى لا طَيْرَ ولا = عمَّا قضَى اللهُ تعالى حِوَلاَ 223- لا غُولَ لا هامَةَ لا ولا صَفَرْ = كما بذا أخبَرَ سيدُ البشَرْ 224- وثـالِثٌ مرتبـةُ الإحسـانِ = وتِلك أعلاها لَدَى الرحمنِ 225- وهْو رُسُوخُ القلبِ في العِرفانِ = حتى يكونَ الغيبُ كالعِيانِ

فصل في كون الإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، وأن فاسق أهل الملة لا يكفر بذنب دون الشرك إلا إذا استحله، وأنه تحت المشيئة، وأن التوبة مقبولة ما لم يغرغر 226- إيـمانُنا يزيـدُ بالطـاعاتِ = ونقـصُه يكـونُ بالزلاَّتِ 227- وأهـلُه فيه على تفاضُلِ = هل أنتَ كالأملاكِ أو كالرُّسُلِ 228- والفاسـقُ المِلِّيُّ ذو العصيانِ = لم يُنفَ عنـه مُطلقُ الإيمانِ 229- لكن بقَدْر الفِسقِ والمعـاصي = إيـمانُه ما زال في انتقاصِ 230- ولا نقـولُ إنـه في النـارِ = مـخلَّدٌ بل أمـرُه للبـاري 231- تـحتَ مشيئةِ الإلهِ النافِذَةْ = إن شا عفا عنه وإن شا آخذَهْ 232- بقَـدْرِ ذنبِهْ وإلى الجنانِ = يُـخْرَجُ إن مـات على الإيمانِ 233- والعَرْضُ تَيْسِيرُ الحسابِ في النَّبَا = ومَنْ يُناقَشِ الحِسابَ عُذِّبا 234- ولا تُكَفِّرْ بالمعاصي مُؤمِنَا = إلا مـعَ استِحلالِهِ لِمَا جَنَى 235- وتُقبَلُ التوبةُ قبلَ الغَرْغَرَةْ = كما أتى في الشِّرعَةِ المطهَّرَةْ 236- أما متى تُغلَقُ عن طالِبِها = فبِطُلوعِ الشمسِ مِن مَغرِبِها

فصل في معرفة نبينا ، وتبليغه الرسالة، وإكمال الله لنا به الدين، وأنه خاتم النبيين، وسيد ولد آدم أجمعين، وأن من ادعى النبوةَ من بعده فهو كاذب 237- نبيُّنا مـحمدٌ مِن هاشِمِ = إلى الذبيـحِ دونَ شكٍّ يَنتمي 238- أرسـلَه اللهُ إليـنا مُرشِدَا = ورحـمةً للعالمين وهُـدَى 239- مـولِـدُه بمكةَ المطـهَّرَةْ = هِجـرَتُه لطيبـةَ المنـوَّرَةْ 240- بعـدَ ارْبَعِـين بَدَأَ الوحيُ بِه = ثم دعـا إلى سبيـلِ ربِّه 241- عشرَ سنين: أيها الناس اعبُدُوا = ربًّا تعالى شأنُه ووَحِّدُوا 242- وكان قبلَ ذاك في غارِ حِرَا = يخلو بذكرِ ربِّه عن الورَى 243- وبعـدَ خمسين مِنَ الأعوامِ = مضـتْ لعُمرِ سيدِ الأنامِ 244- أَسْرَى به اللهُ إليه في الظُّلَمْ = وفرَضَ الخمسَ عليه وحَتَمْ 245- وبعدَ أعوامٍ ثلاثةٍ مَضَتْ = مِن بعدِ مِعراجِ النبيِّ وانقضَتْ 246- أُوذِنَ بالـهجرةِ نحوَ يَثرِبَا = معْ كلِّ مسلمٍ له قد صَحِبَا 247- وبَعدَها كُلِّفَ بالقتـالِ = لشيـعةِ الكفرانِ والضلالِ 248- حتى أتَوْا للدينِ مُنقادِينَا = ودخَـلوا في السِّلمِ مُذعِنينَا 249- وبعـدَ أن قد بلَّغَ الرسالةْ = واستنقَذَ الخلقَ مِنَ الجهالةْ 250- وأكمَـلَ اللهُ به الإسلامَا = وقـامَ دينُ الحق واستقامَا 251- قبضَه اللهُ العليُّ الأعلَى = سبحـانَه إلى الرفيـقِ الأعلى 252- نشهَدُ بالـحقِّ بلا ارتيـابِ = بأنه المرسَلُ بالكتـابِ 253- وأنـه بلَّغَ ما قد أرسِلا = بـه وكُـلَّ ما إليـه أُنزِلا 254- وكلُّ مَن مِن بعدِه قدِ ادَّعَى = نبوةً فكاذِبٌ فيما ادَّعَى 255- فهْوَ خِتامُ الرُّسْلِ باتفاقِ = وأفضلُ الخلقِ على الإطلاقِ

فصل فيمن هو أفضلُ الأمة بعد الرسول ، وذكر الصحابة بمحاسنهم، والكف عن مساوئهم، وما شجر بينهم 256- وبعـدَه الخليـفةُ الشَّفِيقُ = نعـمَ نقيبُ الأمـةِ الصـديقُ 257- ذاك رفيـقُ المصطفى في الغارِ = شيـخُ المهاجرين والأنصـارِ 258- وهْـو الذي بنفـسه تولَّى = جهـادَ مَن عَنِ الهدى تـولَّى 259- ثانِيهِ في الفضـلِ بلا ارتيابِ = الصـادعُ الناطقُ بالصـوابِ 260- أعني به الشَّهمَ أبا حفصٍ عُمَرْ = مَن ظاهَرَ الدينَ القويمَ ونَصَرْ 261- الصـارمُ المُنْكِي على الكفارِ = ومُوسِـعُ الفتوحِ في الأمصارِ 262- ثالثُـهم عثـمانُ ذو النـورَيْنِ = ذو الحِلْمِ والحَيَا بغـير مَيْنِ 263- بَحْـرُ العـلومِ جامعُ القرآنِ = منـه استحَتْ ملائِكُ الرحمنِ 264- بايَـعَ عنـه سيـدُ الأكوانِ = بكـفِّه في بيـعةِ الرِّضـوانِ 265- والرابعُ ابنُ عمِّ خيرِ الرُّسُلِ = أعني الإمامَ الحقَّ ذا القدرِ العلي 266- مبيـدُ كلِّ خارجيٍّ مارِقِ = وكـلِّ خِبٍّ رافـضيٍّ فـاسِقِ 267- مَنْ كان للرسـولِ في مكانِ = هـارونَ مِن موسَى بلا نُكرانِ 268- لا في نبـوةٍ فقـد قدمتُ ما = يَكفي لِمَن مِن سُوءِ ظنٍّ سَلِمَا 269- فالستـةُ المُكمِّلون العَشَرَةْ = فسـائرُ الصَّحْبِ الكرامِ البرَرَةْ 270- وأهـلُ بيتِ المصطفى الأطهارُ = وتـابعوه السـادةُ الأخيارُ 271- فكـلُّهم في محكم القـرآنِ = أثنى عليهم خـالقُ الأكـوانِ 272- في الفتـحِ والـحديدِ والقتالِ = وغيرِها بأكمل الـخصالِ 273- كـذاك في التوراةِ والإنجيلِ = صفـاتُهم معلومـةُ التفصيلِ 274- وذكرُهم في سنـةِ المختارِ = قد سار سَيْرَ الشمسِ في الأقطارِ 275- ثم السـكوتُ واجبٌ عَمَّا جَرَى = بينهمُ مِن فِعْلِ ما قد قُدِّرا 276- فكُـلُّهم مـجتهدٌ مُثابُ = وخِطـؤُهمْ يغـفرُه الوَهَّـابُ

خاتمة في وجوب التمسك بالكتاب والسنة، والرجوع عند الاختلاف إليهما، فما خالفهما فهو رد 277- شَـرْطُ قبولِ السـعيِ أن يَجتمِعَا = فيـه إصـابةٌ وإخـلاصٌ مَعَا 278- للهِ ربِّ الـعَـرْشِ لا سِــواهُ = مُوافِقَ الشَّـرْعِ الذي ارتضـاهُ 279- وكـلُّ مـا خالَفَ للوحيـينِ = فـإنـه رَدٌّ بـغـيـرِ مَـيْـنِ 280- وكلُّ ما فيـه الـخِلافُ نُصِبَا = فـرَدُّه إليـهما قـد وَجَـبـا 281- فالـديـنُ إنـما أتى بالنَّـقْلِ = ليس بالاَوْهـامِ وحَـدْسِ العَقْلِ 282- ثُـمَّ إلى هنـا قـدِ انتهيتُ = وتَـم ما بِجَـمعِه عُنِيـتُ 283- سَميتُه بسُـلَّمِ الوُصـولِ = إلى سَـما مباحِـثِ الأصولِ 284- والـحمدُ لله على انتهائي =كما حَمِـدتُ الله في ابتـدائي 285- أسـألُه مغفـرةَ الذنوبِ = جـميعِها والسَِّتـرَ للعيـوبِ 286- ثم الصـلاةُ والسلام أبدَا = تَغشَى الرسولَ المصطفَى محمدَا 287- ثم جـميعَ صحبِـه والآلِ = السـادةِ الأئمـةِ الأبـدالِ 288- تـدومُ سَـرْمَدًا بلا نَفَـادِ = ما جَـرَتِ الأقـلامُ بالمِدادِ 289- ثم الدُّعـا وصيـةُ القراءِ = جـميعِهم من غيرِ ما استثنـاءِ 290- أبياتُها (يُسرٌ) بِعَدِّ الجُمَّلِ = تأريخها (الغُفرانُ) فافهَم وادعُ لي

[تمت بحمد الله]