سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر/حسين باشا الجليلي
حسين باشا ابن إسماعيل باشا الجليلي وحيد دهره وفريد عصره عدلاً وكرماً ورياسة وتقدماً تعاطى كؤوس الفضل شابا وكهلاً وشيخاً ورسخ قدمه في المحاسن رسوخاً كان في العزم والثبات والحزم في مكان لا ينال ترجمه عثمان الدفتري في كتابه الروض فقال صاحب الآثار المعمورة والمحامد المبرورة الذي قلد أعناق الأنام بقلائد نعمه وأورق أغصان الآمال بسحب سيبه وكرمه روح جسد هذا الزمان انسان عين كل انسان تميمة قامة الدهر نتيجة وزراء العصر ذو المحامد المنوعة والمكارم المرصعة سحاب المجد والسماحة مالك أزمة العلو والرجاحة حسيني الأخلاق طاهر العنصر والأعراق وترجمه جامع هذه الكراسة في كتابه مراتع الأحداق فقال ماضي بيض الصوارم فاضح الغمائم صيب البنان طلق الجنان حأوي الفخر درة العصر حياة العلا وضاح الجلا زناد الفضل الموري عطايا فلك العز المضئ بالسجايا إلى أن قال ظهر ظهور الشمس في الأفاقا فأصبح في الوزراء بمنزلة الأحداق فبهر فضله واشتهر عدله وانبسطت لوجوده بسط الأفراح وانطوت بطالعه السعيد منشورات الأتراح واعتدل مزاج الزمان بعد انحرافه وامتنع المجد لعدله ومعرفته من انصرافه وأنتعش جسم العلم بعد أن أنتعش وانمحى ما كان من الجور على صحيفة الزمان قد أنتقش وسرت حميا عطاياه بمشاش العديم فأصحت أيامه رياش الدهر البهيم فأقام سوق الفضل بعدما كسد وأصلح من العلا ما اندرس وفسد وكأنت وزارته سنة ست وأربعين ومائة وألف ثم في سنة سبعين ومائة وألف ولي حلب الشهبا ثم عاد إلى مسقط رأسه بلدة الموصل وتوفي بها سنة احدى وسبعين بعد المائة والألف ودفن بالجامع الذي أنشأه ولده محمد أمين باشا ومولده كان بالموصل سنة سبع ومائة وألف ورثته الشعراء بمراثي عديدة يطول ذكرها وله مع الوزير أحمد باشا والي بغداد وقائع عدة.