سقاك الحيا الوسمي ربعا تأبدا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سقاكَ الحيا الوسميُّ ربعاً تأبداً

​سقاكَ الحيا الوسميُّ ربعاً تأبداً​ المؤلف البرعي


سقاكَ الحيا الوسميُّ ربعاً تأبداً
و عاداكَ عيدُ الأنسِ وقفاًُمؤبدا
و حيتكَ منْ روحِ النسيمِ مريضةٌ
تساقطُ ذرَّ الطلِّ فيكَ منضدا
فما أنا في الآثارِ أولُ قائلٍ
سقاكَ ورواكَ الغمامُ ورددا
عكفتُ على مغناكَ حتى توهمتْ
نهاتي بأبى قدْ اتخذتكَ مسجدا
و جددتُ عهدَ الحبِ منكَ بلوعةٍ
إذا طفئتْ بالدمعِ زادتْ توقدا
بكينَ حماماتِ الحمى فاستفزني
جراحُ هوى في القلبِ عادَ كما بدا
و هاجَ الصبا النجديَّ وجدُ بحاجرٍ
فافنيتُ ليلاً بعدَ ليلٍ مسهدا
و ماتركتْ مني الصبابةُ في الصبا
لمستقبلِ الوجدِ الجديدِ تجلدا
عذيريَ منْ همٍّ دخيلٍو حسرةٍ
على زمنٍ في الغورِ لمْ يكُ مسعدا
و سوقُ لفقدِ الوصلِ أعوزَ فقدهُ
فأولى لهُ الصبرُ الجميلُ تجددا
بنفسيَ ليلاتٍ مضتْ بسويعةٍ
و شعبِ حيادٍ ما ألذُّ تهجدا
و ذاتِ جمالٍ في أباطحِ مكةٍ
محاسنها تحكى سناءًتوقدا
إذا ما رآها العاشقونَ رأيتهم
يخرونَ للأذقانِ يبكونَ سجدا
عكوفاً بمغناها حيارى بحسنها
فلله كمْ أصبتَ قلوباً وأكيدا
و ما زلت أوليها بوادرَ عبرتي
و أسألُ عنها كلَّ منْ راحَ أو غدا
و لوْ أنصفتني ساعدتني بزورةٍ
أعيشُ بها بعدَ الفراقِ مخلدا
فو للهِ لا واللهِ ما بيَ طاقةٌ
على حكم دهرٍ جائرٍ جارَ واعتدى
و لكنْ أنادي يا لجاهِ محمدٍ
لاسمعَ صوتي خيرَ منْ سمعَ الندا
و أنزلُ منْ أعلَ ذوائبِ هاشمٍ
بأسمحَ منْ فيضِ الغمامِ وأجودا
بأحسنَ منْ في الكونِ خلقاً وخلقةً
و أطيبهم أصلاً وفرعاً ومولداً
و أرجحهم وزناً وأرفعهم ذرى
و أطهرهمْ قلباً وأطولهم يدا
فما ولدتْ في الأرضِ حوَّا وآدمٌ
بأشرفَ منهُ في الوجودِ وأمجدا
و ما اشتملتْ أرضٌ على مثلِ أحمدٍ
أبرَّ وأوفى منْ تقمصَ وارتدى
بنورِ الفتى المكيِّ قامتْ دلائلٌ
على الحقِّ لما قامَ فينا موحدا
و إنَّ الفتى المكيِّ شمسُ هدايةٍ
إذا استمسكَ الغاوى بعروتهِ اهتدى
لقد شملتنا منهُ كلُّ كرامةٍ
وصلنا بهِ عزاً وفخراً على العدا
هدانا الصراطَ المستقيمَ بهديهِ
و ألقتهمْ الأهواءُ في هوةِ الردى
فأصبحَ يولينا عواطفَ برهِ
ويوليهمُ السيفَ الصقيلَ المهندا
و مازالَ حتى فلَّ شوكةَ شركهم
و شدَّ عرا الدينِ الحنيفِ وأكدا
إلى أن أقامَ الحقَّ بعدَ اعوجاجهِ
و دلَّ على قصدِ السبيلِفأرشدا
عليكَ سلامُ اللهِيبدوا بطيبةٍ
بهِ يختمُ الذكرُ الجميلُ ويبتدا
كأني بزوارِ الحبيبِ وقد رأوا
بيثربَ نوراً في السماءِ تصعدا
و هبتْ رياحُ المسكِ منْ نحوِ روضةٍ
أقامَ بها الداعي إلى سبلِ الهدى
محمدٌ الحاوي المحامدَ لمْ يزلْ
لمنْ في السماء السبعِ والأرضِ سيدا
ثمالي ومأمولي ومالي وموئلي
و غايةُ مقصودي إذا شئتُ مقصدا
شددتُ بهِ أزري وجددتُ أنعمي
و أعددتهُ لي في الحوادثِ منجدا
و قيدتُ آمالي بهِ وبحبهِ
و منْ وجدَ الإحسانَ قيداً تقيداً
سلامٌ على السامي إلى الرتبِ التي
سرى الحيدري فيها سماكاً وفرقدا
فتىً جاوزًَ السبعَ السمواتِ حائزاً
فضائلَ سبقٍ ما لميدانهٍِ مدى
و أدناهُ منْناداهُمنْ فوقِ عرشهِ
ليزدادَ في الدارينِ مجداً وسؤددا
أجبْ يا رسولَ اللهِ دعوةَ مادحٍ
يراكَ لما يرجو منَ الخيرِ مرصدا
توسلَ بي برٌ إليكَ صويحبٌ
ليمحو كتاباً بالذنوبِ مسودا
و مازالَ تعويلي على جاهكَ الذي
يؤملهُ العبدُ الشقيُّ ليسعدا
فقمْ بابن موسى أحمدَ المذنبِ الذي
رجاكَ وهبْ في الحشرِ موسى لأحمدَ
و أولادهِ والوالدينِتولهمْ
و أقربهمْ رحماً إليهِ وأبعدا
و زد قائلَ الأبياتِ فضلاً ورحمةً
و أكرمهُ في دنياهُ واشفعْ لهُ غدا
و قلْ أنتَ يا عبدَ الرحيمِ وكلُّ منْ
يليكَ غريقُ الخيرِ في لجةِ الندى
فما كنتُ بدعاً أن جعلتكَ عدتي
و لا كنتُ ذا عجزٍ فتتركني سدا
و لكنني ألقى العدا بكَغالباً
و آوى إلى الركنِ الشديدِ مؤيدا
فأعيتْ مسافاتٍ مواسمُ ربحهِ
فحجَّ وما زارَ النبيِّ محمدا
فيا ضيعةَ الأيامِ إنْ هيَ أدبرتْ
و ما أنجزتْ بيني وبينكَ موعدا
و صلى عليكَ اللهُ ماذرَّ عارضٌ
و ما صاحَ قمريُّ الأراكِ مغردا
صلاةً تحاكي الشمسَ نوراً ورفعةَ
و تبقى على مر الجديدين سرمدا
تخصكَ يافردَ الجلالِ وينثني
سناها على الصحبِ الكرامِ مرددا