انتقل إلى المحتوى

سري بشبيه البدر آل هلال

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سري بشبيه البدر آل هلال

​سري بشبيه البدر آل هلال​ المؤلف ابن نباتة المصري


سري بشبيه البدر آل هلال
وهان على أهل المليحة حالي
خبي وجهها عني وأخلي ربعها
فآها على وجهٍ ذكرتُ وخال
وأخفت ليَ الأسقام جسماً كأنه
خلال الأسى والبين عود خلال
فما ضرّ هندٌ لو طرقت خيامها
على أنني بالسقم طيف خيال
هي الشمس بعداً في المكان وبهجةً
ولكنها في الفرع ذات ظلال
أهيم بذكرى شعرها وعهودها
لقد همت من شمس الضحى بحبال
ولم أدر هل تسطو عليّ لحاظها
بسود جفونٍ أم ببيض نصال
حرامٌ على جفني المنام وحسبها
اذا رضيت أن السهاد حلالي
و أغيد قد خط العذار بخده
حروفاً نماها الحسن لابن هلال
لعمرك ماخد الحبيب معذر
و لكن بمسود النواظر جالي
سمت نحوه الأنظار حتى كأنها
بناريه من هنا وهن صوالي
أرى شعرات الشيب تؤذن بالردى
و ينذرني منها طلوع هلال
فما بال رأسي كلما ضاء شيبه
تجدد في ذكر الحبيب ضلالي
دع الرمح يسند عن قدود أحبتي
فإنَّ قدود المالكين عوالي
و دعني والأيام ألقى صروفها
بصبر على أيدي الحوادث عالي
أرى لابن ريان اعتلاء سيادة
تخلص حظ الشعر بعد مطال
رئيس إلى علياه تسري مدائحٌ
مواصلة ليست بذات كلال
طربت إلى ضوء الجبين وإنما
طربت لضوء البارق المتلالي
و قالت وقد زادت جمالاً بنعته
حمى الله من عين الزمان جمالي
أخو العلم والنعمى يرجى ويختشى
ليوم فعال أو ليوم مقال
له بركات تلوهن مكارمٌ
فيالمعال أيدت بمعالي
بكفيه يستسقى الحيا ودعائه
فتهمي بماء حالتاه ومال
و يندى وقد أندى الحياء جبينه
فلم ندر من فينا طلوب نوال
و لا عيبَ فيه غير سبق هباته
فما يتهنى مفصحٌ بسؤال
له القلم الماضي الشباة كأنما
يحادثه من فكره بصقال
اذا وسع الأطراس حكت سطورها
كواعب في الأوراق تحت حجال
و ان جهز السمر الذوابل للوغى
فقل في قصير شد أزر طوال
براحة من هبت نوافح ذكره
فأرخص في الآفاق نشر غوال
حلت للورى جدوى يديه فأصبحت
دعاة الرجا من حوله كنمال
ووالى ندى قد سنّ سنّة حاتمٍ
فأهلاً بسني الندى المتوالي
من القوم فرسانُ البلاغة والوغى
على أنهم لله أيّ رجال
يميتون أياماً من المحل بالندى
ويحيون من طول السجود ليالي
أأزكى الورى نفساً وأكرم أسرةً
وأرفعهم عن مشبهٍ ومثال
بقيت مدى الدنيا الى الفضل سابقاً
وكل امرئٍ فيها بمدحك تالي