سرى طيفها حيث العواذل هجع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

سرى طيفها حيث العواذل هجع

​سرى طيفها حيث العواذل هجع​ المؤلف ابن نباتة المصري


سرى طيفها حيث العواذل هجع
فنمّ علينا نشره المتضوع
وبات يعاطيني الاحاديث في دجىً
كأن الثريا فيه كأسٌ مرصع
أجيراننا حيي الربيعُ دياركم
وإن لم يكن فيها لطرفيَ مربع
شكوت الى سفح النقا طول نأيكم
وسفح النقا بالنأي مثلي مروع
ولا بدّ من شكوى الى ذي مروءةٍ
يواسيك أو يسليك أو يتوجع
فديت حبيباً قد خلا عنه ناظري
ولم يخلُ منه في فؤادي موضع
مقيم بأكناف الغضا وهيَ مهجةٌ
وإلا بوادي المنحني وهي أضلع
أطال حجازَ الصدّ بيني وبينه
فمقلته الحورا ودمعيَ ينبع
لئن عرضت من دون رؤيته الفلا
فيا رُبّ روضٍ ضمنا فيه مجمع
محلّ ترى فيه جوامع لذةٍ
بها تخطب الأطيار والقضب تركع
قرأنا به نحو الهنا فملابس
تجرّ وأيد بالمدامة ترفع
وقد أمنتنا دولةٌ شادوية
فما نختشي اللأوا ولا نتخشع
مدائحها تمحو الأثام ورفدها
يعوض من وفر الغنى ما نضيع
رعى الله أيامَ المؤيد إننا
وجدنا بها أهل المقاصد قد رعوا
مليكٌ له في الجود صنعٌ تأنقت
معانيه حتى خلتهُ يتصنع
وعلياء لو أنا وضعنا حديثها
وجدنا سناها فوق ما كان يوضع
مذال الغنى لو حاولت يدُ سارق
خزائنه ما كان في الشرع يقطع
أرانا طباقَ المال والمجد في الورى
فذلك مبذولٌ وهذا ممنّع
وجانس ما بين القراءة والقرى
فللجود منه والاجادة مطلع
توقّد ذهناً واستفاض مكارماً
فأعلم أنّ الشهبَ بالغيث تهمع
وصان فجاجَ الملك عدلاً وهيبةً
فلا جانبٌ إلا من الروض مرتع
عزائم وضاح المحامد أروعٌ
اذا قيل وضاح المحامد أروع
تفرق أحمال النضار يمينه
لما راح بالسمر الطول يجمع
ولا عيب في أخلاقه غير أنه
اذا عذلوه في الندى ليس يرجع
له كلّ يوم في السيادة والعلى
أحاديث تملي المادحين فتبدع
اذا دعت الحرب العوان حسامه
جلا أفقها والرمح للسن يقرع
وإن مشت الآمال نحو جنابه
رأت جود كفيه لها كيف يهرع
فلا تفتخر من نيل مصر أصابع
فما النيل إلا من يمينك اصبع
أيا ملكاً لما دعته ضراعتي
تيقنت أن الدهر لي سوف يضرع
قصدتك ظمآنا فجدت بزاخرٍ
أشق كما قد قيل فيه وأذرع
وفي بعض ما أسديت قنعٌ وانما
فتىً كنت مرمى ظنه ليس يقنع
لك الله ما أزكى وأشرف همةً
وأحسن في العلياء ما تتنوع
مديحك فرضٌ لازمٌ لي دينه
ومدح بني العلياء سواك تطوّع