سائل مثل قضاء مبرم
المظهر
سائل مثل قضاء مبرم
سائل مثل قضاء مبرم
صاح بالباب بصوت مبرم
بالعصا صلت عليه غضبا
فهوى من يده ما قشبا
إن هذا العقل في شرخ الشباب
لا يبالي بضلال وصواب
ورأى الوالد فعلى فنفر
وذوي في وجهه روض الزهر
آهة في فمه تلتهب
قلبه في صدره يضطرب
كوكب في عنيه قد ومضا
نور الهدب قليلا ومضى
روحي الغافل في الجسم ارتعد
ومضى الصبر وخلاني الجلد
مثل فرخ في الخريف انتفضا
من رياح الليل في العش قضى
قال لي الوالد يوم المحشر
تلتقى أمة خير البشر
الغزاة الغر من أمته
وأولو الميراث من حكمته
والنجوم الزهر أرباب الصفاء
حجة الدين فريق الشهداء
وأولو العلم وأرباب القلوب
وأولو الزهد وأصحاب الذنوب
وعلا في لج هذا المحشر
صوت هذا السائل المنكسر
أيها الحائر في ذا الموكب
ما جوابي حين يلحاني النبي
وأنا في العتب من خير الرسل
بين خوف ورجاء وخجل
أفكرن في الأمر واذكر يا بني
أمة المختار إذ ترنو إلي
لحيتي البيضاء في الحشر انظر
رعدتي في الخوف والحزن اذكر
لا تزد عبء أبيك الوهن
عند مولاي غدا لا تخزني
أنت كم في فروع المصطفى
فتفتح في ربيع المصطفى
نظرة من روضه فالتمس
وسنا من خلقه فاقتبس
مرشد الروم الذي قطرته
قد حوت بحرا سمت قولته
فطرة المسلم طرا رأفة
قوله والفعل كل رحمة
العظيم الخلق من شق القمر
رحمة عمت ونور للبشر
لست من معشرنا فاعتزل
إن تكن منه بعيد المنزل
طائر أنت على دوحتنا
شدوه واللحن من نغمتنا
إن تكن ذا نغمة لا تفرد
بسوى بستاننا لا تغرد
كل من أوتي حظا من حياه
في سوى بيئته يلقى رداه
بلبل أنت ففي الروض امرح
ومع السرب بلحن فاصدح
إن تكن صقرا فلا تغش البحار
ليس إلا خلوة الصحراء دار
أو تكن نجما فنور في سماك
لا يكن مسراك إلا في الحباك
قطر نيسان اجمعن إن ترد
واجعلن في الروض مأواه الندى
لتراه مثل قطرات الندى
تحضن الأكمام منها ولدا
وانشف الأنداء من جوهرها
واسلب الألاء من عنصرها
بشعاع الصبح وضاء البكر
الذي من سحره ينمو الزهر
لن ترى درك إلا كالحباب
لن ترى سعيك إلا في سراب
ألقها في اليم تعقد جوهرا
ماؤها يسطع نجما نيرا
قطر نيسان عن اليم نأى
لجفاف لن تراه لؤلؤا
طينة المسلم در يا بني
ماؤها والحور من بحر النبي
قطر نيسان فغص في موجه
وابرزن درا صفا من لجه