انتقل إلى المحتوى

زمن التقى اغرب ما عليك ملام

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

زَمَنَ التّقى اغْرُبْ ما عليك مَلاَمُ

​زَمَنَ التّقى اغْرُبْ ما عليك مَلاَمُ​ المؤلف إبراهيم بن عبد القادر الرِّيَاحي


زَمَنَ التّقى اغْرُبْ ما عليك مَلاَمُ
تَقْوَى المُتيَّمِ لَوْعَةٌ وغرامُ
مَنْ يرتجي عَدْناً بفضل تنسّكٍ
فالنّاس في سُبُلِ الهوى أقسام
وتَوَلُّعي بمحمّدٍ وبآله
حظّي ويا كلَّ الحظوظ سَلاَمُ
قل للعواذل فيهمُ أحسنتمُ
إنّ الملامة في الغرام مُدام
حاولتمُ بالعذل نزعَ محبّةٍ
ثَمِلَتْ بها يوم الخطاب نِدَامُ
عاقرتها صِرْفاً كما شاء الهوى
ومزاجُها يا حبّذا الأنغامُ
فهناك لي طاب الشّرابُ ولم يكن
في كأسه لَغْوٌ ولا آثام
إن تطلبوا التّقليد منّي في الهوى
فَلِمِثْلِيَ التَّقْلِيدُ فيه حَرَامُ
وضحت فصحّت للفؤاد أَدِلَّةٌ
حَجَبَتْكُمُ عن دركِهِنَّ سِقام
ونظرتُها والشّمسُ دون ضيائِها
إذا أنتمُ كَلْمى الجفونِ نِيام
وشممتُ عَرْفَ حديثِها وسمعتُه
دُرّاً يغير الدُّرّ وهو نظام
للّه هُمْ ومحاسنٌ خُصُّوا بها
سَمَحَتْ بها الأيّام وهي جهام
ومكارم هِمَمُ الزّمان قصيرة
عنها وألسنُهنّ والأقلام
ماذا يقال لهم إذا قالوا بنا
مُحِيَ الضّلالُ وكُسِّرَ الأصنام
مَنْ يَتَّبِعْ آثَارَنَا فَلَهُ الهنا
دارُ النَّعِيمِ ودينُه الإسلام
هذا هو الشرّف الأثيل فَلُذْ به
لا ما سواه فإِنّه أوهام
واسنَنْفِذِ المقدورَ في تعظيمهم
قَوْمٌ أَجَلَّهُمُ الكتابُ عِظَامُ
واصْرِفْ لنجلهمُ السّعيدِ محمّدٍ
وجهَ الثنا تَسْعَدْ لكَ الأيّامُ
ذاك الذي وضحت محاسن نوره
نورُ النبوّة واضحٌ بسّامُ
وتبينت في وجهه نَضَّارة
إنّ السّعادة نضرة وكلام
جلّ الذي سوّاه حُسْناً خالصاً
فكأنّه لم تَحْوِهِ الأرحام
لا تعجبوا فجمال أرباب العبا
لجمال مولانا السّعيدِ قوام
أو تحسبوه جهالةً شمسَ الضُّحَى
ولها على نقض الغروب ظلام
أو تظلموه بجعله بحرَ النّدى
والبحرُ رشح أنامل وسجام
ولئن حوى كلَّ العلوم فإنّما
من بيتهم حَظِيَتْ بها الأعلام
فمتى تَرِدْ صَفْوَ المعارفِ منهمُ
فاشرب فما بعد الشّراب هُيَامُ
واقْبِسْ مَصُونَ السِّرِّ من نَفَحَاتِهِمْ
فهمُ فقط دون الأنام كِرَامُ
صلّى الإله عَلَيْهِمُ وِفْقَ الرِّضَى
مِنْ بَعْدِ مَنْ هو فاتحٌ وخِتَامُ
ما حَرَّكَتْ ريحُ الغرام سواكناً
وترنّمت فوقَ الغصون حَمَامُ