رويدك أيها الجبار فينا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

رويدك أيها الجبار فينا

​رويدك أيها الجبار فينا​ المؤلف أحمد محرم


رويدك أيها الجبار فينا
فإن الرأي ألا تزدرينا
رويدك أيها القاضي علينا
قضاء الظالمين الناقمينا
زعمت الحكم حكمك في كتابٍ
كذبت به الخلائق أجمعينا
وما غفلوا عن الأحقاد تغلي
مراجلها وما جهلوا اليقينا
نفثت سمومها إذ ضاق عنها
فؤادك والقلوب تضيق حينا
زعمت سراتنا وذوي نهانا
مهاذير المقاول كاذبينا
إذا ما جئتهم أرضوك مدحاً
فإن فارقت عادوا لاعنينا
زعمت بلادهم هانت عليهم
فما يشكون عهد الغاصبينا
زعمت حياتهم أرضاً وماءً
تجود به أكف المانحينا
زعمت بنا مزاعم كاذباتٍ
وما يغني مقال الزاعمينا
زعمت الدين والقرآن جاءا
بما يشقي حياة المسلمينا
زعمت محمداً لم يؤت رشداً
ولم يسلك سبيل المصلحينا
فليتك كنته لتسن شرعاً
يبلغنا مكان السابقينا
رويدك أيها الجبار فينا
فبئس الحكم حكم القاسطينا
وهبنا أمةً في الجهل غرقى
وشعباً في مهانته دفينا
أدين الله يأمرنا بجهلٍ
ويوجب أن نذل ونستكينا
سل الأحياء والموتى جميعاً
أكنا أمةً مستضعفينا
ليالي يبعث الإسلام منا
عزائم تخضع المتغطرسينا
نثل عروش جبارين غلباً
ونجتث الممالك فاتحينا
وقائع ترجف الدولات منها
ويذكرها القياصر صاغرينا
تركنا الدهر ينتفض انتفاضاً
وغادرنا الخلائق ذاهلينا
ببأسٍ لا كفاء له وعلم
جلا الغمرات واكتسح الدجونا
ليالي ظلل الأقوام جهلٌ
أضلهموا فظلوا حائرينا
سننا الرشد للغاوين طراً
ولولا الدين لم نك راشدينا
ولولا معشرٌ خذلوه منا
لكنا السابقين الأولينا
أتزعم ما جنى الجهلاء ديناً
وتأخذنا بذنب الجاهلينا
رويدك أيها الجبار فينا
فما أنصفتنا دنيا ودينا