رعيا لمن عنا نأوا وتفرقوا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

رعياً لمن عنّا نأوا وتفرقوا

​رعياً لمن عنّا نأوا وتفرقوا​ المؤلف إبراهيم المنذر


رعياً لمن عنّا نأوا وتفرقوا
وعليهم نور الحضارة يشرق
رعياً لمن تركوا بكل قصيّةٍ
في الأرض ذكّراً بالمحامد يعبق
قطعوا البحار شديدها وبعيدها
حتّى يجدّوا للحياة ويرزقوا
ضاقت بهم هذي الرّبوع
وإنما بالحر منّا كلّ ربعٍ ضيّق
لله شبّان المحيدثة الأولى
صعدوا إلى أوج العلاء وحلّقوا
من كلّ مقام إذا ناديته
لملمةٍ لبّى ولا يتشدّق
إنّ المهاجر في المهاجر قوةٌ
يزكو بها أمل النّفوس ويورق
فاخدم بلادك ما استطعت
فإنّ من خدم البلاد فذاك حرّ مطلق
ما لا يتمّ اليوم ينجز في
غدٍ نرى آمالنا تتحقّق
والشّهم إن مرّت به في
عمره نوب يمزّقها ولا يتمزّق
أمّا الهديّة فهي خير هديّة
أدري الزمان بوجهها وأدقّق
ضمّت إلى قلبي الوفي
فشابهت دقّاته دقّاتها لا تفرق
هي رمز قدر الوقت أحفظه
بها وأجوز أشواط الجهاد وأسبق
فإذا دهتها الحادثات وأسكتت
خفقاتها فيظل قلبي يخفق
وإذا دهتني النّائبات وأخفتت
صوتي فإنّ بنّي بعدي تنطق