رحمة للفرد حجر الأمة
المظهر
رحمة للفرد حجر الأمة
رحمة للفرد حجر الأمة
كامل جوهره في الملة
فالزمن الجمع جهد المستطاع
في ذرا الأحرار كن مثل الشعاع
واحفظن ما قاله خير البشر
كل شيطان من الجمع نفر
فردنا مرآته أمته
وكذا مرآتها صورته
وهما سلك نظام ودرر
أو نجوم تتجلى في النهر
قيمة الأفراد جدوى الملة
ومن الأفراد نظم الأمة
وإذا الواحد في الجمع نما
كان كالقطرة صارت خضرما
جمع الماضي له في لبه
والتقى الغابر والآتي به
صلة الأمس تراه والغد
وقته لا ينتهي كالأبد
هو بالأمة قلب طامح
وهو بالأمة سعي رابح
روحه من قومه والبدن
سره من قومه والعلن
بلسان القوم يشدو منطقا
ومن الأسلاف يقفو طرقا
تنضج الفطرة فيه الصحبة
فتراه الفرد وهو الأمة
يحكم الوحدة فيه الكثرة
وهي بالوحدة فيه وحدة
أفرد اللفظ من البيت ترى
جوهر المعنى لديه انكسرا
تسقط الأوراق من غصن ينيع
فترى محرومة وصل الربيع
طفئت أنغام أعواد غناء
فاتها من زمزم الأمة ماء
يحرم الفرد الوحيد المقصدا
فترى نظم قواه بددا
تجمع الأمة شمل المنة
فيه تحبوه عظيم الهمة
نشأت بالقيد حرا مطلقا
أثبتت في الأرض سروا بسقا
ظبيه الوثاب مسكا يعبق
إن حواه من نظام وهق
أنت لم تعرف خودى من بيخودى
أنت لا ريب من الشك ردى
إن في طينك نوراً قد بدا
بشعاع منه أبصرت الهدى
كل غم ورضا من دروته
أنت حي بتوالي ثورته
أنت منه أنت حقا وأنا
أنا وهو الفرد لا يرضى ثنا
يخلق النفس ويذرو ويقر
ذو دلال في خضوع مستتر
يأسر الشعلة هذا الشرر
لهب من حره مستعر
حرة رهن قيود فطرته
جزؤه بالكل حاطت قوته
لكفاح دائم تنزو قواه
هو يسمى الذات أو يسمى الحياه
يستثير الحرب في جلوته
حين يبدي النفس من خلوته
يقطع الجبر عليه الطرقا
وله بالحب فرع سمقا
تتشظى الذات في أمتها
لترى الروضة من زهرتها