انتقل إلى المحتوى

رجوع الشيخ إلى صباه/الجزء الثاني/الباب الثاني والعشرون

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​رجوع الشيخ إلى صباه​ المؤلف ابن كمال باشا
الباب الثانى والعشرون فى شهـوة النسـاء للنكـــاح


قـال الملك لبرجـان وحباحب أيمـا أزيـد شهـوة الرجـال أم النســاء فالأضعف شهـوه النساء أغلب من أقوى شهـوة الرجـال قـال فيبنـا لى فى ذلك الحجـه قالا الحجـه فى ذلك أن المرأه الواحـده تستفرغ الجمـاعه من الرجـال قـال الملك فلم صــارت المرأه ماؤهـا أقل من الرجـل وشهـوتهـا أغلب من شهـوته قالا لأن المرأه ينزل ماؤهـا من صـدرهـا والرجـل تنزل شهـوته من ظهـره وإبطاؤهـا فى الإنزال عـلى قـدر بعد مســافـة شهـوتها من مسـافـة شهوة الرجـال . وقيـل أن سقــراط لمـا أخــرج إلىالقتـل رأى إمرأه قـد أخرجت معـه فقـال أمـا أنـا فقد علمت المتوجس به القتل عنـدكم فمـا بال هـذه البائسـه قـالو زنت وهـى محصنـه قـال الآن جرتم فى القضيــه قـالو وكيف ذلك قـال ليس العجب للمرأه أن تزنى وإنمـا العجب للمرأه أن تزنى وإنمـا العجب أن تقف لأنهـا مخلـوقه بطبـاع الشهوه ومن أيسر مـا يدل عـلى قوة شهـوتهـن أن الجـاريـه يربيهـا أبواهـا غيره ويعـاونـاهـا كبيره ويحـاكمـاهـا فى الذخيره ولاتراعـى هـذه الحقـوق مع جـودة عقلهـا وصحـة فهمهـا بل تختـار ماتريـده لشهـوتهـا وتطفية لذتها على أبويهـا وهـى تعلم فرض الأبوين وفرق مـابين الحـاتين وأنشـد بعضهـم :

كل عــرق فى الأســافل **** بنيـــاط القلب واصــل 
كيفمـا حــاولهـا الـــزب **** لـــذلك القلب مـــــائل

وكثير ممن تربى فى النعـم الجزيلـه والأمـور الجسيمـه تترك جليل النعـم والعبيـد والحشم وتنشئت عـن الأوطـان وتسـافر البلدان وتنكس العمـائم وتجســر عـلى العظـائم وتجعـد الأهـل وتحمـل نفسهـا عـلى القتل كل ذلك متابعـة لشهـوتهـا ومـا وافق لـذتهـا ومن الزيــاده فى الدليل أنهـا تتحلـى بكـل ممكـن من الأسباب من الحلى والثيــاب والطيب والخضــاب وهـى من لين بشرتهـا كالخزفى اللمس وفى البهجـه كالشمس قـد خـاف والداهـا عليهـا من أن يؤثرا فيهـا بضمـة أو يحبسـا نفسهـا بطـول قبلـه فتضـع نفسهـا للمنتن الدفــر والوســخ القـذر الحـافى الطبـع الوحشى والصنـع فيرمـى نفسـه عليهـا بالثقـل العنيف والرهـز الكثيف والفعـل السخيف وهـى بذلك تزيـد لـه محبـه وطلبـه وشهـوه ثم مـا يعـرض لهـا فى عقبى ذلك من ثقـل الحبـل وصنـوف العلل ومشــارفـة الأجـل وكثرة الوجـل ومقاسـاة النكـد فى خــروج الولــد ثم مـايتبعـه من دم القذف ومشــارفـة الحتف غير مقصــره فى طلبتـه ولا مرتدعه عـن شهـوتـه حتى إنك إذا تأملت جميــع حالاتهـن ومعـرفتهـن وألفاظهـن وأفعــالهـن وجدتهـا تقتضيـه ونفوسهـن تشتهيـه وإرادتهـن مجمـوعـه فيـه وقد ذكر هـذا المعنى إبن جــرئم حيث قــال : ولو كـلت بالصـاع للغـانيـات * وأحدثت فوق الثياب الثيابا ولم يك عنـدك من ذاك شئ * فلست تراهـن الأغضــــابا عــلام يكحـلن حـــور العـــــين * ويحدثن بعـد الخضــاب الخضابا ولم يتصنعـن الإلـــــــــــه * فلا تحــرمـوا الغــانيــات الضــرابا خــــلاط النســاء يميت العتاب * ويحيى إجتنـــاب الخــلاط العتابا وقيــل أن رجــلاً كـانت لـه إمــرأه تكـثر خصــومته فإذا أرادت ذلك دخـل بين رجليهـا فقضى وطرهـا فتهتـدى ويقـل شــرهـا فلمـا كـان ذات يـوم جنى عليهـا جنايـه يستوجب بهـا الخصـومـه فبادرهـا بالفعـل فقـالت لـه مالك قاتلك الله كلمـا هممت بشـرك جئتنى بشفيـع لاأقــدر عـلى رده وقيــل فى هـذا المعنى : إنمـا سمى بـــرا * وهـو فى التصحيف زب كل بر لم يخـالطـه * نكـاح فهـو ذنب وجديث لم يشــاركـه * جمـــاع فهـو عنب وفســاد ليس يصلحـه * بغــال فهـو صعب وقيل تزوجت إمرأه رفيعـه فى جمــالهـا غنيـه فى مـالهـا ببعض السقـاط فعـاب فعلهـا ذلك من تأنس إليـه فقـالت أمـا علمتم أن الجـاه الدائم فى الإير القـائم وهـويت بعض المنظرفـات بعض الشبان فراسلتـه وهـادنته ولم تزل تعمـل عليـه الحيلـه حتى إجتمعـا فلم ترمنـه مايرضيهـا فكتبت إليـه تقـول : أأهـواك فتعصينى * ومـاذا فعـــل إنصـــاف فأقصـــدى ســوى نون * مع اليـــاء مع الكــاف فهـذا مطفئ الوجــــد * فهــل عنـدك من شـــافى وقيل أن رجلاً تزوج جاريه فأغدق عليهـا وقصر فى مرادهـا فكتبت إليـه : لاينفع الجــاريـه الخضــاب * ولا الوشــاحـان ولا الجلباب ولا الدنـانير ولا الثيـــــاب * من دون مـا تصطفق الأركـاب وسئلت بعضهـن كيف حبك للنيك فقـالت : حبى للنيــك بغير شك **** حب فتى ذى جـــرب للعك وسئلت بعضهـن أى النســاء أشهـى للجمــاع فقــالت البكـر أو لافرق فيهـا فنظمـه بعض الشعــراء فقــال : يحب المـديح أبو مـالك * ويفرق من صلــة المــادح كبكـــر تحب لذيذ النكـــاح * وتفرق من صــولـة الناكح ومن السحـق مايليق بهـذا الكتاب أن نذكره قيــل أنـه كــان فيمـا تقدم أختان مليحتان أحداهمـا تطلب النســاء والأخــرى تطلب الرجـال فبلغت التى تحب النســاء حـال أختهـا ومـا إختارته فهجنت رأيهـا وسفهت حلمهـا وقبحت إختيارهـا وكتبت تقـول إليهـا : وفاضلـة قالت لصــاحبـه الفحـل * قبحت فمـا أراد أفعـالك من فعــل تركت سبيلا أمن الله خـوفـه * سليمـاً كحـذ والنعـل يحذى مع النعـل وأتعبت فى حب الرجـال وغيرهم * أحق وأولـى بالمودة والبــــــــذل أمـا تعلمـى أنـا أمنـا بسحقنـا * صــراخكم فى ليلــة الوضــع بالحمـل فمـا تهتك الأســرار منـا قوابل * يرين مصـونـاً كشفـه ليس بالسهـــل ولانحـن مثل الشــاة ترضـع أعنقاً * ولامنـــا بــــــؤس بتربيــــة الطفـل إذا ســاحقت أخت لأخت فقد غنت * لـذتهـا عن كلفـة الزوج والبعل ونحـن سعـيدان خلقن لنعمــة * وأنتم شقيــــــات خلقتن للــــــــــذل فلمـا وصلت الأبيــات للأخت قرأتهـا وكتبت جوابهـا تقـول : فهمت الذى قـد قلت ويحك فإفهمى * رأيت قرابا يبتغى لسـوى النصل جعلت قياس النعل بالنعل فعلكى * سليما كما قد يحتذى النعل بالنعل عدمتك ياحمقا ومـا حسـن خاتم * إذا لم تلجه إصبـع اليد والرجــــل وأى رحـى دارت ليعــرف طحنهـا * عـلى غير قطب ثابت الفرع والأصـل ولولا ولوج الميــل فى الهين لم يكن * لبرد عيون الغانيــات من الكحل أراك كـدى جـوع يمتر بلقمــة * عـلى شفتيـه وهـو بالجـوع ذو شغــل وكنت كـذا داء يعــالج داءه * عـلى ظــاهر والداء فى جـوفـه بغلـى دعـى عنـك هـذا القـول يأخت وإرعـوى * فمالك ذو نصح يزيد عـلى شغلى وأقســم لو أبصرتنى يوم زارنى خليلى كغصن البـان ريان بالوصـل فأدخلنى عـريـانه فى إزارة * فعـاينت ممـا كـان فى أمســه أصلـى فأبلـغ منـه لـذة عـــن فعـــاله * بمنعـــه إير فى ملاقاته قبــــلى وأشيــاء منـه بعـد ذالو وصفتهـا * لبلت عـلى ســاقيك ياأخت فى رسلى فلمـا دنـا مـالا أبـوح بذكــره * فقــدت من اللذات من تحتـه عقلــى وقيــل خطب بعـض الظرفـاء ظريفـه فإمتنعـت فكتب إليهـا رقـعه يقـول فيهـا : فإقســـم لورأيتى رأس إيرى * قبيـل الصبـح أو حـين السحــور لأنســاك النســاء وكـل سحــق * ورد هــــواك فى كــل الأيــور فلمـا رأتهـا أحبت وأجابت وتزوجت بـه وخطب آخــر الظرفــاء فقــالت ماأرى نفسـى تثوق إلى رجـل فكتب إليها يقـول : نصحـى وفـوق لكـل سحــاقـة * راغبــه فى النسـاء مشتــاقـه متى يكـون الحـــريق فى طــاقـه * فليس يطفيـه غير زراقــه فتزوجت بـه بعـد مده ، ومـن الحكــايات فى ذكــر الشهـوه للمرأه وزيادتهـا على شهـوة الرجــل مـا حكـى أن شخصـاً من أرباب المــلاهى يسمـى أحمــد ويعرف بالباذل وكـان يلعب بالقانون وكـان من أجود الصنـاع مع خفة روح وحكـايـة ونـادرة قـال حضرت مرة ثلاث صبيات من أحسن مايكـون واحدة من بنـات مصـر وأخـرى من دمشق والثالثـه من المغربيـات غليظـه فأخذت بمجـامع قلبى وسلبت عقلى فعشقتهـا من وقتهـا وإستحضرت لهـا حكـايات عـن الإيور الكبار وأصحـابهـا وذكر من يطـول فى النكــاح ويستجلب شهـوة المرأه فى كتل طريق مرات فوجدتهـا تصغـى إلى كــلامى وبان لـى لـذة سمعهـا لذلك فقضيت معهـم ســاعة تعـدل العمــر كلـه إلى وقت النـوم فأخـذ كـل واحـد صبيـه ورقـد ونمت تحت رجلى المغربيـه وحريفهـا وأوهمت أنى سكـرت وغبت وقلت لعـلى أجد فلتـه للدب ونـام حريفهـا وتنـاولهـا وقـد ذبت صبابه ثم أرقدهـا مع الحـائط ورقد دونهـا وغلب عـلى حريقهـا النوم والسكــر فنــام وبقى كأنـه ميت وكذلك رفقتـه وأنـا لايدخـل عينى منامهـا فى قلبى منهـا فقعـدت أنظر هـل لى حيلـه أصــل بهـا إليهـا فلم أجـدنى أقـدر عـلى ذلك لمـنع الحـائط من جهـه والحريف من جهـه فبقيت حــائراً وإذا بهـا تحركت فلمـا سمعت حركتهـا ألهمنى الله وقلت آه آه فرج عنى يارب إنظر لى فقعـدت وقالت أحمـد قلت لبيك ياستى قالت ســلامتك ياأخى إيش بك يوجعك قلت ياستى الله لايبليك أنا يلحقنى عسـر بول وأقاسى منـه الموت قالت ألك حـاجه أقضيهـا لك فقلت ياستى حاجتى أن تدورى عـلى إناء أريق فيـه المــاء ويكأون فـــرجىعـلى يـدك قـال فقـامت قليلاُ بلا ســراويـل وسيقانهـا عــاريـه كأنهـا أعمــدة رخــام وأحضــرت لى قلـة خزف فأخذتهـا منهـا وجسست رأس القلـه وقلت يامنى الله يجعـل عمــرى عـلى عمــرك زيــاده ويعنينى عـلى مكـافئتك قـال فأخذت القعــاره فجسست حلقهـا فوجدتهـا ماتدور يدهـا عليهـا فراحت وهـى مفكره وغمزتنى وأنا عينى معهـا فقمت قليل قليل ياأحمــد هـذا أكبر إير ماوسعـه حلق القعـاره إلا بالشــده فقلت ياستى مارزقنى الله مالا ولا أملاكا ولاسعـاده بل جعـل كل رزقى فيـه قـالت يا أحمـد أرنى إياه فقلت هكذا ونحـن وقـوف فى وسط القـاعـه قالت أخرج بنـا إلى الدهليز فمـا صدقت مقولهـا لكـن والله مـامعـى شئ من ذلك ولا قريب منه فخرجنـا إلى الدهليز وتنـاولت سيقانهـا وما أعطيت نفسى فتره وأدخلت يدى الإثنين بين يديهـا ووزنت روحى وأطبقت معهـا فراح إلى أصلـه ومـا أحست بـه فلمـا تر مـا وصفت لهـا بقيت تطلب الخـــلاص وأنـا رايح جـاى وقـد ملكتهـا جيداً فلما قاربت عـلى الخـلاص أمسكت إذنى الإثنين بيديهـا وبقيت تـجرهما وتلطمنى على وجهى وتقول مالك تغر اولأد الناس وأنا مالى فكرة الإ رايح جاى حتى افرغت وسيبتها فقامت وبصقت فى وجهى وقالت والله يا معرص متى أصبح الصباح عملت عليك فى إتلاف روحك يا نحس يا كذاب .