رجوع الشيخ إلى صباه/الجزء الثاني/الباب الثامن والعشرون

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​رجوع الشيخ إلى صباه​ المؤلف ابن كمال باشا
الباب الثامن والعشرون فى غـــرائز النســـاء


إعـلم وفقك الله تعالى أن شهـوه المرأه فى صـــدرهـا وذلك أنـه ماالتصق صدر رجـل بصـدر إمرأه مـاقدرت عـلى منعـه ثم تنزل شهـوتهـا إلى شراسيف الصــدر ثم إلى مايتصـل بـه سفلاً بخــلاف الرجـل فى نزول مــائه إلى ظهــره ثم تجـرى شهـوتهـا فى العـروق وتجذب المواد من موضـع دون موضـع وليست كقوى الرجـل لأن الرجـل يضعفـه الجمــاع والمرأه يقويها الجمــاع ثم تنزل شهـوتهـا إلى الأحشــاء وموضـع كـون الولد ثم تنزل إلى الحـالبين وتنقسـم من هنـاك يمينـاً وشمـالاً فى إثنى عشـر عرقاً وهـى المسمــاه أرحــاماً عـلى عـدد البروج الإثنى عشــر ستـه منهـا يمين الفرج وستـه أخــرى يســاره وهـى مجـارى النطفـه لكـون الولـد وفـى هـذه العــروق يجـــرى دم الحيض من أجل ذلك أن المرأه إذا حملت إنقطع دم الحيض وإنسدت هـذه المجـارى بالنطفـه ومنعت الحيض ومنهـن من تحيض مع الحمـل وهـن قليل وذلك يكـون لعـله وإن لم تكـن عـله فلإتســاع المجــارى وزيــادة الدم فتأخـذ طبيعـة الولـد والقوة المصورة لـه ماتحتـاجـه منه ، وأمـا سبب نزول دم الحيض فإن النســاء وإن غلب عـلى مزاجهـن الرطـوبـه ولذلك لانت أعطـافهـن وكلامهـن ولمـا كـان الرجـل تقبل حرارتـه من منـافذ جلـده ومن منـابت جلــده ظهـرت بخــاراته من جميـع جســـده والمرأه قليلـة المنـافذ فيعـود لغلبـه الرطـوبـه على جلدهـا ومزاجهـا بخارهـا داخـلاً فى العــروق فيتولـد دما رديئاً فــاسـداً فى العــروق يجتمـع فى أوقـات معلومـه حتى إذا تكامل دفعته الرطـوبـه عـلى جلـدهـا ومزاجهـا بخـارهـا داخــلاً فى العــروق دماً رديئا فــاسـدا فى أوقــات معلـومـه ، أمـا تقسـيم شهـواتهتن فبقـدر غـرائزهن فإنهـن من تكـون معتدلـه المزاج والشهـوه فيكـون نصفهـا الأعـلى أشـد حــرارة من الأسفـل فإذا بوشرت تحــركت شهوتهـا وربمـا كـانت حــرارة الصــدر فيكثر تهيج الشهـوه والحــراره فيكثر ضحكهـا وإضطـــرابهـا ومنهـم من تكـون دون هـذا المزاج فيصيرمنهـا البكــاء فإذا تحـركت الشهـوه إلى الأسفـل وجدت الرطـوبـه مـا يمنعهـا من النفـوذ فيؤثر إبطــاء شهـوتهـا وهـذا المزاج تحتــاج صــاحبتـه إلى طـول المباشــره وإدمــان العمـل ربمـا تختــار الكهـول لمـا تجـد فيهـم من دفئ شهـوتهـا بإبطـائهـم عـن مقـدار حـدة الشباب وحــرارة إنزالهـم ومنهـم من تكـون تحـركت الحـرارة الغريزيـه مع الشهـوه وحين المباشـره تعلقت الرطـوبـه اللزجـه التى تكـون فى هـذه المجـارى فغيرت أوصـاف صـاحبـه هـذا المزاج وربمـا يؤذيهـا ويمنعهـا لـذة الشهـوه وهـذا النوع مكــروه المجـامعـه قليل الحمـل وإن حملت لم يؤمن عـلى الولـد ، ومنهن من تكـون حــاره النصف الأعـلى معتدلـه النصف الأسفل فشهوتهـا تنبعث قليلاُ قليلاً إلى مجـارى الطبيعـه فتكـون معتـدلـة المزاج والشهـوه فيحدث فيهـا التبسم والعج والحـديث ومعنى المطـالبـه أو المقــاربـه عـلى مايسـرع شهـوتهـا وشهـوة المضــاجع لهـا والتقبيـل والضم والرشـف والضحك المعتدل بحسب الدغـدغـه التى تكـون من إنصبــاب الشهـوه وإن حملت صاحبة هذا المزاج فإن ولدها يكون صالحـاً ، ومنهـم من يغلب عـلى مزاجهـا واليبس فإذا بوشرت تصاعـد هـذا المزاج إلى دمـاغهـا مـايغلب عينيهـا ويغير أوصــافهـا حتى تعض وتكدم وتصـرخ وربمـا كبست عليـه للعض عنـد دفق الشهـوه إلى أن تقطع منـه مـاإتفق من لحمـه أو ثوبـه فلولا الخلف الذى يكـون بين ميـاه الرجـال والنســاء وبعـدمـا بين الغـــرائز لكـان النسـل أكثر من أن تسعـه الأرض لكثرة غشيـان الإنسـان وفضلـه عـلى غيره من كـافة الحيوان .