ذهب الخوف والرجا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

ذهب الخوف والرجا

​ذهب الخوف والرجا​ المؤلف عبد الغني النابلسي


ذهب الخوف والرجا
ومضى المدح والهجا
وأنا اليوم مسلم
بك قلبي إليك جا
طال ما كنت في عمى
لم أجد عنه مخرجا
جامد الذات خامدا
حامدا ظلمة الدجا
وأنا في كثافة
مطري منك أثلجا
مستقيمي القويم بي
مثل قوم تعوجا
حائرا بي آتيه في
ليل وهمي الذي سجا
فبدت نارك التي
كان موسى لها التجا
فتقصدت جمرها
عندما قد تأججا
تذاوبت فوقه
باستراق فأنتجا
جامدي صار مائعا
كله يا أولي الحجا
وإنائي غسلته
وبدا الصبح أبلجا
وخزامى شممت من
نفحاتي وعرفجا
إن رحمننا له
نفس قد نتأرجا
كنت أشتاقه وقد
كان أوسا وخزرجا
نصرة الدين لي به
وعن الكرب فرجا
وقعت قطرتاي في
بحر أمر تموجا
كيف أمتاز بعد أن
أوضح الحق منهجا
من كفوف الهزبر والناب
ما واقعي نجا
واسقياني عتيقة
يا خليلي وامزجا
وعلى حي ربة الخال
بالقلب عرجا
إنني مستهامها
ولي البعد أزعجا
لم أجد مثل حسنها
قط أبهى وأبهجا
سلبني بطلع
لم يقم بعدها الدجا
وجهها قد عشقته
لا سوارا ودملجا
وأنا اليوم مغرم
حبها مهجتي شجا
كلما ناح طائر
حث شوقي وهيجا
وغدا الجفن من دمي
في بكائي مضرجا
ثم قلبي وقالبي
للفنا قد تدرجا