دُرْ فِي سَمَائِكَ يَا قَضَاءُ فَإِنْ يَثُرْ

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

دُرْ فِي سَمَائِكَ يَا قَضَاءُ فَإِنْ يَثُرْ

​دُرْ فِي سَمَائِكَ يَا قَضَاءُ فَإِنْ يَثُرْ​ المؤلف خليل مطران


دُرْ فِي سَمَائِكَ يَا قَضَاءُ فَإِنْ يَثُرْ
بِكَ عِثْيَرٌ فَقَرَارُهُ فِي لَحْدِهِ
مَنْ يَبْتَغِي الشَّمْسَ المُنِيرَةَ بِالأَذَى
تَرْأَفْ بِهِ مَهْمَا يَضِلُّ وَتَهْدِهِ
إِنْ يَرْمِكَ الشَّاكِي بِحِقْدٍ عِنْدَهُ
فَاسْلَمْ وَلا تَبْلُغْكَ رَمْيَةُ حِقْدِهِ
مَنْ زَيَّفَ الأَحْكَامَ لَمْ يَكُ نَاقِماً
بَلْ نَاقِداً فَلْيُبْدِ حُجَّةَ نَقْدِهِ
مَا قِيمَةُ القَوْلِ الجُزَافِ فَإِنَّهُ
مَهْمَا يَخَلْهُ مُجْدِياً لَمْ يُجْدِهِ
يَا كَائِلاً فِي غَيْرِ كَيْلٍ لَمْ يُصِبْ
مِمَّا يُرَجِّي غَيْرَ خَيْبَةِ قَصْدِهِ
لَوْ كَانَ يَأْخُذُكَ القَضَاءُ بِعَدْلِهِ
لَمْ تُلْفَ مُجْتَرِئاً عَلَيْهِ لِرَدِّهِ
لَكِنْ أَصَبْتَ الحِلْمَ مِنْهُ مَرْتَعاً
فَمَضَيْتَ فِيهِ إِلَى تَجَاوُزِ حَدِّهِ
مَا شِئْتَ مِنْ شَكْوَاكَ زِدْهُ فَإِنَّمَا
شَكْوَاكَ مِنْهُ ايَةٌ مِنْ حَمْدِهِ
إِخْوَانَنَا لَكُمُ عَلَيْنَا ذِمَّةُ
رُعِيَتْ فَمَا بالُ الوَفَاءِ وَعَهْدِهِ
إِنِّي عَجِبْتُ لِعَاقِلٍ مِنْ رَهْطِكُمْ
مُبْدٍ جَمِيلاً وَهْوَ مُضْمِرُ ضِدِّهِ
إِنْ تَطْلُبُوا عَدْلَ القَضَاءِ كَوُدِّكُمْ
فَالعَدْلُ لَيْسَ كَوُدِّكُمْ وَكَوُدِّهِ
أَلعَدْلُ شَيْءٌ فَوْقَ حِسْبَةِ سَيِّدٍ
فِي قَوْمِهِ أَوْ قَائِدٍ فِي جُنْدِهِ
أَلعَدْلُ شَيْءٌ مُطْلَقٌ مَنْ يَلْتَزِمْ
تَجْنِيسَهُ يَفْسُدْ عَلَيْهِ وَيُرْدِهِ