ديوان الخنساء (مطبعة التقدم، 1930)

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
​ديوان الخنساء​ المؤلف الخنساء
ملاحظات:


بسم الله الرحمن الرحيم

حمداً لمن جعل الشعر ريحانة الأدب، وترجمانا للسان العرب، والصلاة والسلام على من استمع الشعر، واجزل عليه العطاء والأجر، (وبعد) لما كانت الخنساء مشهورة بفن الأدب، دون غيرها ولها الكثير من القصائد الطنانة الرنانة، التي شهدت لها فحول العلماء بحسن الأجادة، وأصبح ديوانها اثراً بعد عين، احببنا ان نعيد طبعه خدمة لمحبي الأدب وأهله، فعزمنا متوكلين عليه تعالى، فأتى بحسن الكمال بفضل من اليه المرجع والمآل


(الخنساء)


هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد بن رباح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرء القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان السليمية الشاعرة المشهورة التي اجمع أهل المعرفة بالشعر انه لم تقم قبلها ولا بعدها امرأة مثلها في الشعر واكثر شعرها في رثاء اخوها صخر ومعاوية وكانت قبل ذلك تقول الشعر النذر وادركت الاسلام واس امت وانما الخنساء لقب غلب عليها وهو الظبية

وحكى ان عمر بن الخطاب رآها وفي وجهها ندوب فقال ماهذه ياخنساء قالت من طول البكاء على اخوي قال لها اخواك في النار قالت ذاك اطول لحزني فاني كنت ابكي لها من الثار وانا اليوم ابكي لها من النار. وقیل حضرت الخنساء حرب القادسية ومعها بنوها الأربعة وكانوا رجالا فقالت لهم مساء يابنى انكم اسلمتم طائعين وهاجرنم مختارين وأنتم تعلمون ماعد الله تعالى للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الاعداء فاذا اصبحم غدًا سالمين ان شاء الله فأغدوا الى قتال عدوكم مستبصرین وباله على اعدائه مستنصرين فاذا رأيتم الحرب شمرت عن ساقها واضطرمت لظى مساقها فتيمموا وطيسها وجادلوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغم والكرامة في دار الخلد و القيامة. فلما دخل الصباح وقد ارت فيهم نصيحتها تقدم كل واحد منهم وقال شعرًا وقاتل حتى قتل فلما بلغها قتلهم جميعًا قالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي ان يجمعني معهم في مستقر رحمته

*
* *

المحتويات[عدل]