خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها

​خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها​ المؤلف إيليا أبو ماضي


خذ ما استطعت من الدنيا و أهليها
لكن تعلّم قليلا كيف تعطيها
كم وردة طيبها حتّى لسارقها
لا دمنه خبثها حتّى لساقيها
أكان في الكون نور تستضيء به
لو السماء طوت عنّا دراريها؟
أو كان في الأرض أزهار لها أرج
لو كانتا الأرض لا تبدي أقاحيها؟
إن الطيور الدمى سيّان في نظري
و الورق إن حبست هذي أغانيها
إن كانت النفس لا تبدو محاسنها
في اليسر صار غناها من مخازيها
يا عابد المال قل لي هل وجدت به
روحا تؤانسك أو روحا تؤاسيها
حتّى م، يا صاح، تخفيه و تطمره
كأنّما هو سوءات تواريها؟
و تحرم النفس لذات لها خلقت
و لم تصاحبك، يا هذا، لتؤذيها
أنظر إلى الماء إنّ البذل شيمته
يأتي الحقول فيرويها و يحميها
فما تعكّر إلاّ و هوم منحبس
و النفس كالماء تحكيه و يحكيها
ألسجن للماء يؤذيه و يفسده
و السجن للنفس يؤذيها و يضنيها
و انظر إلى النار إنّ الفتك عادتها
لكنّ عادتها الشنعاء ترديها
تفني القرى و المغاني ضاحكة
لجهلها أنّ ما تفنيه يفنيها
أرسلت قولي تمثيلا و تشبيها
لعلّ في القول تذكيرا و تنبيها
لا شيء يدرك في الدنيا بلا تعب
من اشتهى الخمر فليزرع دواليهال