انتقل إلى المحتوى

حي الحيا حيا به حلت سعا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

حي الحيا حيَّاً به حلّت سعا

​حي الحيا حيَّاً به حلّت سعا​ المؤلف ابن شهاب


حي الحيا حيَّاً به حلّت سعا
ومنازلاً خطرت بهن وأربعا
وهمت على الوادي الذي سكنت به
ديمٌ تغادره أنيقاً ممرعا
وسقى العهاد معاهداً بسفوحها
تختال جارات الصفا والمدعى
ريم أوانس صيدهن محرم
يظللن في تلك المحاجر رتعا
سود الذوائب والجلابب والعيون
القاتلات متيماً ومولعا
من كل غانية بلطف حديثها
ودلالها تذر الفؤاد مقطعا
يا ظبية البطحاء مهلاً إنني
بهواك ذو كلفٍ سقيماً موجعا
وإليك قد خضت البحار وطالما
جُبْتٌ السباسب والقفار البلقعا
هل تسعدينفداً لحسنك مهجتي
بالوصل ذا شغفٍ يفيض الأدمعا
واقضى لبانته لديك وزحزحي
عن وجهك الحسن الصبيح البرقعا
حاشا لحبك أن يكون محرماً
ولمثل وصلك أن يكون ممنعا
تيهي فإنك في الحسان مليكة
يأتين نحو حماك شعثاً خضعا
وتمايل بحلا محاسنك التي
لم تتركي لسواك فيها مطمعا
وتبختري جذلاً فقد جاورت من
جمع المفاخر والمكارم أجمعا
قمر البطاح خليفة الحرمين مولانا
أبا شرف الشريف الأروعا
من معشر طابت عناصرهم وفي
تطهيرهم نطق الكتاب فأبدعا
غمر الورى عدلاً فهم يتضرعونَ
بأن يخلد ملكه ويمتعا
وله الفراسة والسياسة شيمة
والفخر فيه وفي ذويه استجمعا
حاز الإمامة والزعامة والشهامة
وارتقى فيها المقام الأرفعا
حرم تلوذ به الأنام وحوله
حرم ومن عجبٍ وجودهما معا
ملك ينصب لواه يخفض كل ذي
رفع ويمنع جمعه أن يجمعا
وله عنت غُلْبُ الرقاب وأذعنت
حتى جنى منها قطوفاً وارتعى
وإذا انتضى غضبا ليوم كريهة
لبَّاه مفرق كل قرم إن دعا
وإذا صروف الدهر يوماً بامرىءٍ
عبثت فإن إلى حماه المفزعا
ما انفك في طلب المعالي ساعياً
إذ ليس للإنسان إلا ما سعى
هم الورى جمع الحطام وهمهُ
بذل النضار تكرماً وتبرعا
يستمنح العافون غيث أكفّه
ذهباً فيمطرهم سحائب همعا
كرم ولا كرم البحار وهمّةٌ
يرمي الجبال بها فتمسي يرمعا
في مدحه قل ما تشاء وكيف لا
ومن العبادلة انتمى وتفرّعا
طوبى لكم أهل الحجاز بضيغمٍ
قد هد أركان الضلال وضعضعا
ما دام بينكم فنجم سعودكم
باد ونجم نحوسكم لن يطلعا
يابن الأطائب من ذؤابة هاشم
ومعيد كل شديد باس هيرعا
أنت المهذب لم يزاحمك أمرؤٌ
فيما حويت من الفخار ولا ادّعى
قد أعجزت آيات مدحك كل ذي
أدب وأخرست الفصيح المصقعا
وإليك من وادي ابن راشد انتهى
وفد الأولى شرفوا وطابوا منبعا
آل الحسين بني أبيك عرتهم
فتن وأضحى شملهم متصدّعا
بثّوا إليك شكيةً فيما جرى
ممن أذاقهم العذاب الأوجعا
من فرقة أخزى وأهون أن يُسَاقَ
إلى جنابك ذكرهم أو يرفعا
ورثوا فعال بني أمية في قبائحهم
وقتلهم الشيوخ الركعا
عطفاً أخا العزمات إن لنا بكم
رحماً وهل ترضى بها أن تُقْطَعَا
حاشاك يابن الأكرمين إذا بنا
عثر الزمان تقول تعساً لالعا
واقلب بنصرك يابن عون سجسجا
ريحاً تهب على ربانا زعزعا
لتقرعينَي خير من وطىء الثرى
وتسر فاطم والبَطِيْن الا نزعا
وإليك من نجل الوجيه خريدة
تسبي نهى مَن در منطقها وعى
يرجو التشرّف بامتداحك والوصول
إلى جنابك والتجاوز والدعا
واعجب لتاريخ ببيت مفرد
بجمان حسن ثناك جاء مرصعا
زادت بعبد الله بكة رفعة
وبجده انهزم البلاء وزعزعا