حيهم إن جئتهم يا سعد حي
المظهر
حَيِّهِمْ إن جِئْتَهم يا سَعْدُ حَيّ
حَيِّهِمْ إن جِئْتَهم يا سَعْدُ حَيّ
فَهُمُ أهل الحيا في كلّ حيّ
عِشْ بهم صبًّا ومُتْ في حبّهم
مَنْ يَمُتْ في حبّ حيٍّ فهو حيّ
هم ملوكُ الأرضِ سادات الورى
فارْوِ عنهم واطْوِ ذكرَ الغيرِطيّ
لم يَزلْ إحسانُهم يغمرنا
مطلباً بالفيض في نشر وطيّ
كم كذا ألفاظهم تأتي بما
فيه للقلب شفاءٌ ودُرَيّ
لفظهم والجود ذا فيه شفا
لذوي السّقم وهذا فيه ريّ
من كلا هذين لا أبرح في
سكرة فارْوِهم عن سَكْرَتَيّ
فثناهم لامعٌ في فكرتي
ونَداهم هامعٌ في راحَتَيّ
أنا منهم لم أزل مكتسِباً
كلَّ ما يُنْسَبُ في الخير إلَيّ
طَرَقَتْنِي نفحةٌ من سِرِّهم
فكسا ضَوْءُ سناها أصغريّ
سيّدتني مُنْشِئاً مرتحلاً
كلُّ ما أطلُبُه في قبضتيّ
أَسْعَدَ اللّهُ بهم فكري فلا
يعتريني نَصَبٌ في ساعديّ
واجبٌ عنديَ أن أسعى على
بَصَرِي حقّا لهم لا قدميّ
يا لساني أَدِمِ المدحَ لهم
دائمَ الدّهر ويا فكري تَهَيّ
أنا واللّه محبٌّ لَهُمُ
صدِّقوني ليس بعد اللّه شيّ
مُخْتَفٍ حبّهُمُ في مُهجتي
عن جميع الخلق إلا ملكَيّ
قد منحت بوفا دون جفا
فلذا أَنْسَيْتُمُوني أَبَوَيّ
وسقاني كفّكم كأسَ نَوًى
من رحيقٍ باردٍ فيه شفيّ
فلكم منّي صلاةٌ كلّما
أَمْطَرَتْ سحبٌ بصُبح وعِشيّ
وكذا الآل مع الأصحاب ما
وَجد الحيُّ فتىً في كلّ حيّ
واستمرّ المدح يأتيكم على
سائق الأظعان يطوي البِيدَ طيّ
حُبُّكُمْ قد شدّني من عضدَيّ
وافتقاري لَكُمُ أغنى يديّ
يا جلوسي حيث لا جُلاَّسَ لي
ثمّ أُنْسي حيث لا أُنْسَ لديّ
طاب لي فيكم عَذابٌ واصبٌ
قَدْ لَوَى الأحشاَء منّي أيَّ لَيّ
شِئْتُمُ كَيَّ فؤادي مغرماً
فانكوى منكم بكَيّ أيِّ كيّ
فجزمتم لي فؤاداً تَعِباً
عَجَباً كيف يُرَى الجزْم بكَيْ
أنتُم أَدْرَى بما بين الحشا
وانْطَوتْ عنه ضُلوعي أيَّ طيّ
افعلوا ما شئتُم إنّكُمُ
كلُّ فعل منكمُ عَذْبٌ لديّ
وإذا عنّفني ذو عذَلٍ
قائلا حُبُّكَ فيهم كان غيّ
قُلْت مَهْ دَعْني فلَوْ أَنَّهُمُ
منحوني الحُبَّ ما كنت بحيّ
هم فؤادي وحياتي مثلَمَا
أنّهم سمعي ومَرْأَى مُقْلَتَيْ
يا أُسَاتي حيث ما أنتُمْ أنا
وتنزّهتم عن الشِّبْهِ بشيّ
فاكشِفوا عن عَيْنِ قلبي غَشْوَةً
واقْلَعوا لي صَمَماً في أُذُنَيّ
كي أرى بعضاً من الحُسْنِ الذي
دُونَه الأفكارُ في عجزٍ وعِيّ
وتعي نحوكُمُ أُذْني وإنْ
كنتُ أرجو منصباً صعباً عليّ
فأرى منكم رِضًى يُلْبِسُنِي
تحت أطباق السرى أَحْسَنَ زيّ
بالنبيء الهاشمِيّ المصطفى
خَيْرِ خلقِ اللّهِ مِن آل قُصَيّ