حياك يا ربع ليلى كل هطال

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

حياكَ يا ربعَ ليلى كلُّ هطالِ

​حياكَ يا ربعَ ليلى كلُّ هطالِ​ المؤلف البرعي


حياكَ يا ربعَ ليلى كلُّ هطالِ
يسقى بقيةَ أظلالٍ وأطلالِ
و باتَ رعدٌ سواريهِ يحنُّ إلى
تجديد عهدٍ بذاكَ المعهدِ البالي
سقى الخمائلَ منْ وادي البشامِ إلى
سفحِ الخزامِ فشعبِ الشيحِ والضالِ
ملاعبَ اللهوِ لا دهرى القديمُ بها
دهري القديمُ ولا حالي بها حالي
ذهبنَ أيامُأهليهاكماذهبتْ
نسائمَ الريحِ بينَ المهمةِالخالي
منْ لي بردِّ نعيمٍ لا لحاقَ بهِ
و جيرةٍ عنْ يمينِ الحي حلالِ
يومَ الغرامُِغريميو الحمى وطني
و أعينُ العينِ شغلي دونَ أشغالي
و اللهو ديني ودارُ الظاعنينَ إلى
داري وفي الحي أعمامي وأخوالي
هيهاتَ ذاكَ زمانٌ فاتَ أطيبهُ
بالغورِ منْ غيرِ تفصيلٍ وإجمالِ
إذا تذكرتُ أيامي بهِ وكفتْ
عيني بعبرةِ باكي العينِ مثكالِ
ماالحبُّ إلا لقومٍ يعرفونَ بهِ
لايشعرونَ بلوامٍو عذالِ
و راحةُ الصبِّ أنْ يروي الصبابةَ عنْ
دمعٍ يسيلُ لدمعِ غيرِ سيالِ
فما على القلبِ أن تهفو نوازعهُ
إلى حبيبٍ بدينِ الحبِّ مطالِ
للهِ درُّ اللياليما فصمنَ عرى
صبريالجميلِ ولا همتْ بأذيالي
و العزُّ طودٌ منيعٌ لا يحلُّ بهِ
إلا نزيلُ حمى أسدٍ وأشبالِ
المكدِ شيَّينَ سرَّ الصالحينَ فهمْ
أهلُ الهدى والندى والمفخرِ العالي
غمائمُ الجودِأعلامُ الوجودِ فهمْ
سهمى المعلى وفألي أسعدَ الفألَ
لزيمهمْ في رياضِ الخيرِ مغتبطٌ
و جارهمْ في نعيمٍ ناعمِ البالِ
يا رائحاً منْ ربا النيابتينِ على
و جناءَ مجفرةَ الجنبينِ شملالِ
دعها تنخْ في ديارِ الغانميةِ في
روضٍ أريضٍ لذي جودٍ وإفضالِ
في ريفِ رأفةِ قطبٍ عالمٍ علمٍ
أغرُّ يكثرُ فيهِ ضربُ الأمثالِ
المكدشيِّ الغياثِ المستغاثُ بهِ
لحلِّ منعقدٍأو فتحِ أقفالِ
فرِدِالحقيقةِ سنيِّ الطريقةِ يا
للهِ منْ قائلٍ بالحقِّفعالِ
غوثٌ لملتجيءٍ غيثٌ لمنتجعِ
ليثٌ على ملةِ الإسلامِ رئبالِ
إنَّ الفقيهَ جمالَ الدينِ مدَّلنا
عنْ سر معناهُ ظلاًغيرَ زوالِ
الصائمُ القائمُ المحيِ الظلامَ وما
أدراكَ ما سرُّ ذاكَ القانتِ التالِ
لما تمكنَ منهُ الحبُّ منْ قدرٍ
سقاهُ غباً بكأسٍ منهُ سلسالِ
فقامَفي مشهدِ التوفيقِ ممتثلاً
للحقِّ بالحقِّلا بالحولِ والحالِ
صفهُ بما شئتَ منْ علمٍ ومنْ عملٍ
و انزلْ بأغلبَ لا جافٍ ولاعالي
و يابنهِ شرفِ الدينِ الذي وصلتْ
بهِ المحامدُ حرفَ الميمِ والدالِ
تدرُّ بالنعمةِ الخضراأناملهُ
فتخجلُ السحبَ منْ جودٍ بإجزالِ
و صنوهُ عمرٌ ما صنوهُ عمرو
سامى الذوائبَ واقى العرضِ بالمالِ
ذو العلمِ والحلمِ والتبريزِ إنْ نجمتْ
بينَ العوالمِ عميا ذاتُ إشكالِ
و سابقِ الدينِ روضِ الرائدينَ لهُ
فضلٌيقهقرُ عنهُ كلَّ مفضالِ
نيطتْ مكارمُ أخلاقِ الكرامِ بهِ
فكلَّ عنهُ لسانُ القيلِ والقالَ
تلكَ الثلاثةُ جاهى عندَوالدهمْ
و حصنُ عزى وكنزي عندَ إقلالي
للهِ درُّ فروعٍ طابَ عنصرهمْ
زهرٌ لزهرٍو أبدالٌ لأبدالِ
يقفونَ في إثرهمْآثارَ والدهمْ
حكمُ التوابعِ في عطفٍ وإبدالِ
أولاهمُالفضلَ منْ صفى سرائرهم
عنْ فخرِ مفتخرٍ أوْ كبرِ مختالِ
و في المضيضا شموسٌ ما قصدتهم
إلا رأيتُ بقاعَ الأرضِ تطوى لي
غبارُ تربتهمٍ تمحى الذنوبُ بهِ
فكمْ بتربتهمْمنْ حطِّ أثقالِ
و كمْ هنالكَ منْ حاجٍّ ومعتمرٍ
بغيرِ سعيٍو إحرامٍ وإهلالِ
قومٌ جرى حبهمْ مجرى دمي فهمُ
روحٌ لروحي وأوصالٌ لأوصالي
حلتْ محاسنهمْ جيدَ الزمانِ فما
أصفى الزمانَ وأبهى جيدهُ الحالي
و زخرفتْ بهجةُ الدنيا صنائعهمْ
للعربِ والعجمِ في سهلٍ وأجيالٍ
يا ظامىءَ القصدِ زرنيلَ النواتلِ ولا
يسدُّ عينكَ عنهُ لامعُ الآلِ
تلقى بني مكدشِ الأجوادِ بحرَ غنى
يغنيكَ عنْ وردِ ضحضاحٍ وأوشالِ
يا سيدي يوسفَ اسمعْ ما أقولُ ولا
تهملْ جنابي فلستمْ أهلَ إهمالِ
لي منكَ بلْ منْ نبيكَ الغرِّ واقيةٌ
باللهِ تغتالُعني كلَّ مغتالِ
و البيتُ بيتكمْ والغرسُ غرسكمُ
و الدهرُ ما بينَ إدبارٍ وإقبالِ
فاحموا حماكمْ وقولوا لا تخفْدركاً
منْ اعتداءِ عدوٍ أو قلى قالي
فلي ظنونٌ وآمالي بكمْ حسنتْ
لاخيبَ اللهُ منكمْ حسنَ آمالي
دمتمْ ودامتْ رياضُ الدينِ مسفرةً
منكمْبشيبٍ وشبانٍ وأطفالِ
و جادَ تربَ المصيصا كلُّمنسجمِ
يهمى بعارضِ تعظيمٍ وإجلالِ