حديث الدهر أصدقه الفناء

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

حديث الدهر أصدقه الفناء

​حديث الدهر أصدقه الفناء​ المؤلف محمد حسن أبو المحاسن


حديث الدهر أصدقه الفناء
وأكذب ما ينمقه البقاء
نؤمل في الزمان صفاء عيش
وما في هؤه الدنيا صفاء
ولكنا رأيناها بعين
عليها من مساويها غطاء
هي الداء العضال وليس يرجى
بغير الاعتبار له شفاء
وما أيامها إلا ركاب
ونحن الركب والموت الحداء
ولو كان الخلود بها نعيماً
لفازت بالخلود الانبياء
وما يسترجع الباكي فقيدا
وان ادمى محاجره البكاء
الم تر كيف قوضت المنايا
بناء العلم فانتقض البناء
فقيد قد فقدنا الصبر عنه
فذل الدمع إذ عز العزاء
نسر بما سيلقي من نعيم
ولكنا لضيعتنا نساء
ولو سيم الفدا رخصت وهانت
نفوس كان يغليها الفداء
كأن مدامع الباكين مدت
بنائله فعم بها الرواء
فيا من قد رأى قمرا منيرا
يمد سنا الشموس له ضياء
غياث الملتجي في الخطب يلقي
لديه الأمن ان عظم البلاء
وغوث المرتجى يلقى لديه
وشيك النجح ان خاب الرجاء
منار هدى أضاء وكل سار
له في ضوء طلعته اهتداء
ودارت حوله العلماء شعثا
كما دارت على الورود الظماء
وشرع محمد يبكي حسيناً
بعين كان منه لها ضياء
ولا عجب وقد وسع البرايا
نداه ان يضيق بها الفضاء
وكانت تستعير ذكاء منه
سناً فاليوم كاسفة ذكاء