حاولت في المرآة انظر من أنا
المظهر
حاولت في المرآة انظر من أنا
حاولت في المرآة انظر من أنا
فرأيت شخصاً أنكرته عيوني
مستبشع الشدقين مندلق اللحى
غلب البياض على السواد الجون
يعلو القذى أجفانه ولعابه
مع ماء منخره وماء جفون
لا ثغر في فمه وعن أسنانه
متعوض بالدردر المسنون
عيناه غائرتان في اصداغه
وجبينه في صفرة وكمون
فسألته من أنت قال أنا الذي
هو أنت بدل عقله بجنون
ذهبت شبيبته ورونق وجهه
والضعف لازمه وفرط الهون
عبد ولكن ربه بربه
وعطاؤه كحيا عليه هتون
ما إن له عمل سوى توحيده
وسوى الرجاء لكافه والنون
بمشي ويعثر في معالم ذنبه
مشي المكبل في قيود ديون
ألف التجلي من صفات إلهه
وظهوره يرمي به لبطون
نودي عليه ولات حين البيع من
يشري له عبدا بدون الدون
فتضاكحت منه الرجال وأعرضوا
عنه وقالوا العبد عبد مجون
جمّ العيوب وماله غير الفنا
سترا بلوذ بسره المكنون
فأجبته قف وانتظر فلربما
جبر المسعر صفقة المغبون