جرى دمعي إلى ولدي وأهلي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

جرى دمعي إلى ولدي وأهلي

​جرى دمعي إلى ولدي وأهلي​ المؤلف ابن نباتة المصري


جرى دمعي إلى ولدي وأهلي
فقالت مصرُ نيلي في الزياده
فكفّ دموع عينك عن بلادي
والا كن فتىً يمضي بلاده
فقلت أريد تسفيراً وزاداً
فقالت لي بزائدها وزاده
أليسَ علاء دين الله أعطى
فقلت وصبحة يعطي وعاده
و جاهاً فاتحاً بابي مزيد
سرى ومجاوراً باب السعادة
بفضلك يا ابن فضلِ الله عادت
وعاد حديثها أهل السيادة
روت عن قرةٍ عينٌ تراكم
وعين الضد تروي عن قتاده
تذكر أهله وبنيه صبٌ
نوى سفراً ولله الإرادة
و صوّرَ فكره للبين ركباً
فبادر جفن عينيه المزاده
و مثلي من بكى لفراقِ بابٍ
علائي الفعالِ المستجاده
جواري الأفقِ تخدم زائريه
بتوفيقٍ وتتبعهم سعاده
فيامن لم أزل أحظى لديه
بفضلٍ جامعٍ بابَ الزياده
بقيتَ ممدحاً في كلِ نادٍ
مدائحَ كلها وسطى القلاده
فما ذكري حبيب لها بباك
ولا عبث الوليد أبا عباده
وزيرَ الملكِ دمتَ لنا ملاذاً
مديدَ الظلّ مبسوطَ السعاده
عوائد جاهه وعطاه تأتي
فيالك صبحةً تأتي وعاده
و يالكِ عادةً من بيت جودِ
ومنا في مدائحهم شهاده
إذا سفراً قصدنا أو مقاماً
فإنَّ قرى الفتى منه وزاده
فيا فخرَ الوزارةِ يا ختاماً
لها ياذا المحاسن والإفاده
فهذا البيت جامعُ عين برٍّ
وبابُ صلاته بابُ الزياده
بقيتَ لعادة في الجودِ منكم
ومنا في مدائحكم شهاده