توددت لا أني إليك فقير

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

توددت لا أني إليك فقير

​توددت لا أني إليك فقير​ المؤلف إبراهيم عبد القادر المازني


توددت لا أني إليك فقير
ولا أن بعداً عن ذراك عسير
ولا تحسبن منحيك ودي لحاجة
ولا أن سحراً في العيون يمور
رويدك ليس الحسن وقفاً عليكم
وأكثرما تملي الظنون غرور
وما كل حسن يشعف القلب سحره
ولا كل ماء نافعٌ وطهور
ولست بمعدود النظير فتنثني
تدل بما منه النظير كثير
كذلك ليس البدر في الكون واحداً
فثم شموسٌ غيره وبدور
ولكنني مثلت للحسن صورة
وأنت لها دون الأنام نظير
فلا تحسبن أني لبعدك موجع
ولا أن قربي منك فيه سرور
بحسبي حسنٌ صورته خواطري
له دون أحناء الضلوع سفور
أذا استوحش القلب الكليم فإنه
أنيس إذا عز الأنيس سمير
فإن كنت في قكرت في الهجر والقلى
فإني على غدر الصحاب صبور
ستبقى لكم مني يد الدهر حنة
وذلك إفكٌ لو علمت وزور
فكل نضير في الحياة إلى ذوي
وكلٌّ عليه الدائرات تدور
ستنسيني الأيام ما أنا واجد
وتعفو كلوم للهوى وبثور
وأنساه حتى لست أذكر ما اسمه
ويقفر من نور الوداد ضمير
بلى ربما حن الفؤاد إليكم
وهاجت بصدري أنه وزفير
ولكنها ذكرى تمر وتنقضي
وتذهلني عما تثير دهول
كذلك تنسانا وتنسى غرامنا
إذا ما استرد العاريات معير
ولكن حسناً بر عنك نضيره
وأبدلت منه القبح وهو سطور
ستذكر هذا ما حييت وفي الحشا
مضيضٌ وفي القلب الكسير سعير