تفسير البحر المحيط أبي حيان الغرناطي/سورة نوح

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { قَالَ يٰقَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { أَنِ ٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ } * { يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً } * { فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَآئِيۤ إِلاَّ فِرَاراً } * { وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوۤاْ أَصَابِعَهُمْ فِيۤ آذَانِهِمْ وَٱسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ ٱسْتِكْبَاراً } * { ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً } * { ثُمَّ إِنِّيۤ أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً } * { فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً } * { يُرْسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيْكُمْ مِّدْرَاراً } * { وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً } * { مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } * { وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } * { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً } * { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } * { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } * { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } * { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ بِسَاطاً } * { لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً } * { قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً } * { وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً } * { وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } * { وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً } * { مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً } * { وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } * { إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } * { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } الأطوار: الأحوال المختلفة، قال:

فإن أفاق فقد طارت عمايته     والمرء يخلق طوراً بعد أطوار

ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسراً: أسماء أصنام أعلام لها اتخذها قوم نوح عليه السلام آلهة. {إِنَّا أَرْسَلْنَانُوحاً إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ يَـاءادَمُ * قَوْمٌ * إِنَّى لَكُمْنَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِإِذَا جَاء لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * قَالَ }. هذه السورة مكية. ومناسبتها لما قبلها: أنه تعالى لماأقسم على أن يبدل خيراً منهم، وكانوا قد سخروا من المؤمنين وكذبوا بما وعدوا به من العذاب، ذكر قصة نوحوقومه معه، وكانوا أشد تمرّداً من المشركين، فأخذهم الله أخذ استئصال حتى أنه لم يبق لهم نسلاً على وجه الأرض،وكانوا عباد أصنام كمشركي مكة، فحذر تعالى قريشاً أن يصيبهم عذاب يستأصلهم إن لم يؤمنوا. ونوح عليه السلام أوّل نبيأرسل، ويقال له شيخ المرسلين، وآدم الثاني، وهو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ، وهو إدريس بن برد بنمهلاييل بن أنوش بن قينان بن شيث بن آدم عليه الصلاة والسلام. {أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ }: يجوز أن تكون أنمصدرية وأن تكون تفسيرية. {عَذَابٌ أَلِيمٌ }، قال أبو عباس: عذاب النار في الآخرة. وقال الكلبي: ما حل بهم منالطوفان. {مّن ذُنُوبِكُمْ }: من للتبعيض، لأن الإيمان إنما يجب ما قبله من الذنوب لا ما بعده. وقيل: لابتداء الغاية.وقيل: زائدة، وهو مذهب، قال ابن عطية: كوفي، وأقول: أخفشي لا كوفي، لأنهم يشترطون أن تكون بعد من نكرة، ولايبالون بما قبلها من واجب أو غيره، والأخفش يجيز مع الواجب وغيره. وقيل: النكرة والمعرفة. وقيل: لبيان الجنس، ورد بأنهليس قبلها ما تبينه. قال الزمخشري: فإن قلت: كيف قال: {وَيُؤَخّرْكُمْ } مع إخباره بامتناع تأخير الأجل؟ وهل هذاإلا تنافض؟ قلت: قضى الله مثلاً أن قوم نوح إن آمنوا عمرهم ألف سنة، وإن بقوا على كفرهم أهلكهم علىرأس تسعمائة سنة، فقيل لهم: آمنوا يؤخركم إلى أجل مسمى: أي إلى وقت سماه الله تعالى وضربه أمداً تنتهون إليهلا تتجاوزونه، وهو الوقت الأطول تمام الألف. ثم أخبر أنه إذا جاء ذلك الأجل الأمد، لا يؤخر كما يؤخر هذاالوقت، ولم تكن لكم حيلة، فبادروا في أوقات الإمهال والتأخير. انتهى. وقال ابن عطية: {وَيُؤَخّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى } مماتعلقت المعتزلة به في قولهم أن للإنسان أجلين، قالوا: لو كان واحداً محدداً لما صح التأخير، إن كان الحد قدبلغ، ولا المعاجلة إن كان لم يبلغ، قال: وليس لهم في الآية تعلق، لأن المعنى: أن نوحاً عليه الصلاة والسلاملم يعلم هل هم ممن يؤخر أو ممن يعاجل، ولا قال لهم إنكم تؤخرون عن أجل قد حان لكم، لكنقد سبق في الأزل أنهم، إما ممن قضى له بالإيمان والتأخير، وإما ممن قضى له بالكفر والمعاجلة. ثم تشدد هذاالمعنى ولاح بقوله: {إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَاء لاَ يُؤَخَّرُ }، وجواب لو محذوف تقديره: لو كنتم تعلمون، لبادرتم إلىعبادته وتقواه وطاعتي فيما جئتكم به منه تعالى. ولما لم يجيبوه وآذوه، شكا إلى ربه شكوى من يعلم أن اللهتعالى عالم بحالة مع قومه لما أمر بالإنذار فلم يجد فيهم. {قَالَ رَبّ إِنّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلاً وَنَهَاراً }:أي جميع الأوقات من غير فتور ولا تعطيل في وقت. ولما ازدادوا إعراضاً ونفاراً عن الحق، جعل الدعاء هو الذيزادهم، إذ كان سبب الزيادة، ومثله: { فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } . {وَإِنّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ }: أي ليتربوا فتغفرلهم، ذكر المسبب الذي هو حظهم خالصاً ليكون أقبح في إعراضهم عنه، {جَعَلُواْ أَصَـٰبِعَهُمْ فِى ءاذٰنِهِمْ }: الظاهر أنه حقيقة،سدوا مسامعهم حتى لا يسمعوا ما دعاهم إليه، وتغطوا بثيابهم حتى لا ينظروا إليه كراهة وبغضاً من سماع النصح ورؤيةالناصح. ويجوز أن يكون كناية عن المبالغة في إعراضهم عن ما دعاهم إليه، فهم بمنزلة من سد سمعه ومنع بصره،ثم كرر صفة دعائه بياناً وتوكيداً. لما ذكر دعاءه عموم الأوقات، ذكر عموم حالات الدعاء. و {كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ }: يدلعلى تكرر الدعوات، فلم يبين حالة دعائه أولاً، وظاهرة أن يكون دعاؤه إسراراً، لأنه يكون ألطف بهم. ولعلهم يقبلون منهكحال من ينصح في السر فإنه جدير أن يقبل منه، فلما لم يجد له الإسرار، انتقل إلى أشد منه وهودعاؤهم جهاراً صلتاً بالدعاء إلى الله لا يحاشي أحداً، فلما لم يجد عاد إلى الإعلان وإلى الأسرار. قال الزمخشري: ومعنىثم الدلالة على تباعد الأحوال، لأن الجهار أغلظ من الإسرار، والجمع بين الأمرين أغلظ من إفراد أحدهما. انتهى. وكثيراً كررالزمخشري أن ثم للاستبعاد، ولا نعلمه من كلام غيره، وانتصب جهاراً بدعوتهم، وهو أحد نوعي الدعاء، ويجيء فيه من الخلافما جاء في نصب هو يمشي الخوزلى. قال الزمخشري: أو لأنه أراد بدعوتهم: جاهرتهم، ويجوز أن يكون صفة لمصدردعا بمعنى دعاء جهاراً: أي مجاهراً به، أو مصدراً في موضع الحال، أي مجاهراً. ثم أخبر أنه أمرهم بالاستغفار، وأنهمإذا استغفروا در لهم الرزق في الدنيا، فقدم ما يسرهم وما هو أحب إليهم، إذ النفس متشوفة إلى الحصول علىالعاجل، كما قال تعالى: { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلاْرْضِ } { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإنجِيلَ } { وأن لو ٱسْتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لاَسْقَيْنَـٰهُم } . قالقتادة: كانوا أهل حب للدنيا، فاستدعاهم إلى الآخرة من الطريق التي يحبونها. وقيل: لما كذبوه بعد طول تكرار الدعاء قحطواوأعقم نساؤهم، فبدأهم في وعده بالمطر، ثم ثنى بالأموال والبنين. و {مُّدْرَاراً }: من الدر، وهو صفة يستوي فيها المذكروالمؤنث، ومفعال لا تلحقه التاء إلا نادراً، فيشترك فيه المذكر والمؤنث. تقول: رجل محدامة ومطرابة، وامرأة محدابة ومطرابة، والسماء المطلة،قيل: لأن المطر ينزل منها إلى السحاب، ويجوز أن يراد السحاب والمطر كقوله:

إذا نزل السماء بأرض قوم    

البيت،الرجاء بمعنى الخوف، وبمعنى الأمل. فقال أبو عبيدة وغيره: {لاَ تَرْجُونَ }: لا تخافون، قالوا: والوقار بمعنى العظمة والسلطان، والكلامعلى هذا وعيد وتخويف. وقيل: لا تأملون له توقيراً: أي تعظيماً. قال الزمخشري: والمعنى: ما لكم لا تكونون على حالما يكون فيها تعظيم الله إياكم في دار الثواب، ولله بيان للموقر، ولو تأخر لكان صلة، أو لا تخافون اللهحلماً وترك معاجلة بالعقاب فتؤمنوا. وقيل: ما لكم لا تخافون لله عظمة. وعن ابن عباس: لا تخافون لله عاقبة، لأنالعاقبة حال استقرار الأمور وثبات الثواب والعقاب منه وقر إذا ثبت واستقر. انتهى. وقيل: ما لكم لا تجعلون رجاءكم للهوتلقاءه وقاراً، ويكون على هذا منهم كأنه يقول: تؤده منكم وتمكناً في النظر، لأن الفكر مظنة الخفة والطيش وركوب الرأس.انتهى. وفي التحرير قال سعيد بن جبير: ما لكم لا ترجون لله ثواباً ولا تخافون عقاباً، وقاله ابن جبير عنابن عباس. وقال العوفي عنه: ما لكم لا تعلمون لله عظمة؛ وعن مجاهد والضحاك: ما لكم لا تبالون لله عظمة.قال قطرب: هذه لغة حجازية، وهذيل وخزاعة ومضر يقولون: لم أرج: لم أبال. انتهى. {لاَ تَرْجُونَ }: حال، {وَقَدْ خَلَقَكُمْأَطْوَاراً }: جملة حالية تحمل على الإيمان بالله وإفراده بالعبادة، إذ في هذه الجملة الحالية التنبيه على تدريج الإنسان فيأطوار لا يمكن أن تكون إلا من خلقه تعالى. قال ابن عباس ومجاهد من: النطفة والعلقة والمضغة. وقيل: في اختلافألوان الناس وخلقهم وخلقهم ومللهم. وقيل: صبياناً ثم شباباً ثم شيوخاً وضعفاء ثم أقوياء. وقيل: معنى {أَطْوَاراً }: أنواعاً صحيحاًوسقيماً وبصيراً وضريراً وغنياً وفقيراً. قوله عز وجل: {أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ * سَمَـٰوَاتٍ *طِبَاقاً* وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً * وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مّنَ ٱلاْرْضِ نَبَاتاً * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً* وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلاْرْضَ بِسَاطاً * لّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً * قَالَ نُوحٌ رَّبّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِىٰ وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمْيَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً * وَمَكَرُواْ مَكْراً كُبَّاراً * وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ ءالِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَيَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً * وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً * مّمَّا خَطِيئَـٰتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْلَهُمْ مّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً * وَقَالَ نُوحٌ رَّبّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلاْرْضِ مِنَ ٱلْكَـٰفِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْيُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً * رَّبّ ٱغْفِرْ لِى وَلِوٰلِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ وَلاَ تَزِدِٱلظَّـٰلِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً }. لما نبههم نوح عليه السلام على الفكر في أنفسهم، وكيف انتقلوا من حال إلى حال،وكانت الأنفس أقرب ما يفكرون فيه منهم، أرشدهم إلى الفكر في العالم علوه وسفله، وما أودع تعالى فيه، أي فيالعالم العلوي من هذين النيرين اللذين بهما قوام الوجود. وتقدم شرح {طِبَاقاً } في سورة الملك، والضمير في فيهن عائدعلى السموات، ويقال: القمر في السماء الدنيا، وصح كون السموات ظرفاً للقمر، لأنه لا يلزم من الظرف أن يملأه المظروف.تقول: زيد في المدينة، وهو في جزء منها، ولم تقيد الشمس بظرف، فقيل: هي في الرابعة، وقيل: في الخامسة، وقيل:في الشتاء في الرابعة، وفي الصيف في السابعة، وهذا شيء لا يوقف على معرفته إلا من علم الهيئة. ويذكر أصحابهذا العلم أنه يقوم عندهم البراهين القاطعة على صحة ما يدعونه، وأن في معرفة ذلك دلالة واضحة على عظمة اللهوقدرته وباهر مصنوعاته. {سِرَاجاً } يستضيء به أهل الدنيا، كما يستضيء الناس بالسراج في بيوتهم، ولم يبلغ القمر مبلغ الشمسفي الإضاءة، ولذلك؛ جاء { هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً } ، والضياء أقوى من النور. والإنبات استعارة في الإنشاء، أنشأآدم من الأرض وصارت ذريته منه، فصح نسبتهم كلهم إلى أنهم أنبتوا منها. وانتصاب نباتاً بأنبتكم مصدراً على حذف الزائد،أي إنباتاً، أو على إضمار فعل، أي فنبتم نباتاً. وقال الزمخشري: المعنى أنبتكم فنبتم، أو نصب بأنبتكم لتضمنه معنى نبتم.انتهى. ولا أعقل معنى هذا الوجه الثاني الذي ذكره. {ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا }: أي يصيركم فيها مقبورين، {وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً }:أي يوم القيامة، وأكده بالمصدر، أي ذلك واقع لا محالة. {بِسَاطاً } تتقلبون عليها كما يتقلب الرجل على بساطه. وظاهرهأن الأرض ليست كروية بل هي مبسوطة، {سُبُلاً }: ظرفاً، {فِجَاجاً }: متسعة، وتقدم الكلام على الفج في سورة الحج.ولما أصروا على العصيان وعاملوه بأقبح الأقوال والأفعال، {قَالَ نُوحٌ رَّبّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِىٰ }: الضمير للجميع، وكان قد قاللهم: {وَأَطِيعُونِ }، وكان قد أقام فيهم ما نص الله تعالى عليه { أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً } ، وكانوا قدوسع عليهم في الرزق بحيث كانوا يزرعون في الشهر مرتين. {وَٱتَّبِعُـواْ }: أي عامتهم وسفلتهم، إذ لا يصح عوده علىالجميع في عبادة الأصنام. {مَن لَّمْ يَزِدْهُ }: أي رؤساؤهم وكبراؤهم، وهم الذين كان ما تأثلوه من المال وما تكثروابه من الولد سبباً في خسارتهم في الآخرة، وكان سبب هلاكهم في الدنيا. وقرأ ابن الزبير والحسن والنخعي والأعرج ومجاهدوالأخوان وابن كثير وأبو عمرو ونافغ، في رواية خارجة: وولده بضم الواو وسكون اللام؛ والسلميّ والحسن أيضاً وأبو رجاء وابنوثاب وأبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وابن عامر: بفتحهما، وهما لغتان، كبخل وبخل؛ والحسن أيضاً والجحدري وقتادة وزر وطلحة وابنأبي إسحاق وأبو عمرو، في رواية: كسر الواو وسكون اللام. وقال أبو حاتم: يمكن أن يكون الولد بالضم جمع الولد،كخشب وخشب، وقد قال حسان بن ثابت:

يا بكر آمنة المبارك بكرها     من ولد محصنة بسعد الأسعد

{وَمَكَرُواْ}: يظهر أنه معطوف على صلة من، وجمع الضمير في {وَمَكَرُواْ }، {وَقَالُواْ } على المعنى؛ ومكرهم: احتيالهم في الدينوتحريش الناس على نوح عليه السلام. وقرأ الجمهور: {كُبَّاراً } بتشديد الباء، وهو بناء فيه مبالغة كثير. قال عيسى بنعمر: هي لغة يمانية، وعليها قول الشاعر:

والمرء يلحقه بقنان الندى     خلق الكريم وليس بالوضاء

وقول الآخر:

بيضاء تصطاد القلوب وتستبي     بالحسن قلب المسلم القراء

ويقال: حسان وطوال وجمال. وقرأ عيسى وابن محيصن وأبوالسمال: بخف الباء، وهو بناء مبالغة. وقرأ زيد بن علي وابن محيصن، فيما روي عنه أبو الأخيرط وهب بن واضح:كباراً، بكسر الكاف وفتح الباء. وقال ابن الأنباري: هو جمع كبير، كأنه جعل مكراً مكان ذنوب أو أفاعيل. انتهى، يعنيفلذلك وصفه بالجمع. {وَقَالُواْ }: أي كبراؤهم لأتباعهم، أو قالوا، أي جميعهم بعضهم لبعض، {لاَ تَذَرُنَّ }: لا تتركن، {ءالِهَتَكُمْ}: أي أصنامكم، وهو عام في جميع أصنامهم، ثم خصبوا بعد أكابر أصنامهم، وهو ودّ وما عطف عليه؛ وروي أنهاأسماء رجال صالحين كانوا في صدر الزمان. قال عروة بن الزبير: كانوا بني آدم، وكان ودّاً أكبرهم وأبرهم به. وقالمحمد بن كعب ومحمد بن قيس: كانوا بني آدم ونوح عليهما السلام، ماتوا فصورت أشكالهم لتذكر أفعالهم الصالحة، ثم هلكمن صورهم وخلف من يعظمها، ثم كذلك حتى عبدت. قيل: ثم انتقلت تلك الأصنام بأعيانها. وقيل: بل الأسماء فقط إلىقبائل من العرب. فكان ودّ لكلب بدومة الجندل؛ وسواع لهذيل، وقيل: لهمدان؛ ويغوث لمراد، وقيل: لمذحج؛ ويعوق لهمدان، وقيل: لمراد؛ونسر لحمير، وقيل: لذي الكلاع من حمير؛ ولذلك سمت العرب بعبد ودّ وعبد يغوث؛ وما وقع من هذا الخلاف فيسواع ويغوث ويعوق يمكن أن يكون لكل واحد منهما صنم يسمى بهذا الاسم، إذ يبعد بقاء أعيان تلك الأصنام، فإنمابقيت الأسماء فسموا أصنامهم بها. قال أبو عثمان النهدي: رأيت يغوث، وكان من رصاص، يحمل على جمل أجرد يسيرون معهلا يهيجونه حتى يكون هو الذي يبرك، فإذا برك نزلوا وقالوا: قد رضي لكم المنزل، فينزلون حوله ويضربون له بناء.انتهى. وقال الثعلبي: كان يغوث لكهلان من سبأ، يتوارثونه حتى صار في همدان، وفيه يقول مالك بن نمط الهمداني:

يريش الله في الدنيا ويبري     ولا يبري يغوث ولا يريش

وقال الماوردي: ود اسم صنممعبود. سمي وداً لودهم له. انتهى. وقيل: كان ود على صورة رجل، وسواع على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد،ويعوق على صورة فرس، ونسر على صورة نسر، وهذا مناف لما تقدم من أنهم صوروا صور ناس صالحين. وقرأ نافعوأبو جعفر وشيبة، بخلاف عنهم: وداً، بضم الواو؛ والحسن والأعمش وطلحة وباقي السبعة: بفتحها، قال الشاعر:

حياك ودّ فإنا لا يحل لنا     لهو النساء وأن الدين قد عزما

وقال آخر:

فحياك ودّ من هداك لعسهوخوص باعلاذي فضالة هجه    

قيل: أراد ذلك الصنم. وقرأ الجمهور: {وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ } بغير تنوين، فإن كانا عربيين،فمنع الصرف للعلمية ووزن الفعل، وإن كانا عجميين، فللعجمة والعلمية. وقرأ الأشهب: ولا يغوثا ويعوقا بتنوينهما. قال صاحب اللوامح: جعلهمافعولاً، فلذلك صرفهما. فأما في العامة فإنهما صفتان من الغوث والعوق بفعل منهما، وهما معرفتان، فلذلك منع الصرف لاجتماع الفعليناللذين هما تعريف ومشابهة الفعل المستقبل. انتهى، وهذا تخبيط. أما أولاً، فلا يمكن أن يكونا فعولاً، لأن مادة يغث مفقودةوكذلك يعق؛ وأما ثانياً، فليسا بصفتين من الغوث والعوق، لأن يفعلا لم يجىء اسماً ولا صفة، وإنما امتنعا من الصرفلما ذكرناه. وقال ابن عطية: وقرأ الأعمش: ولا يغوثا ويعوقا بالصرف، وذلك وهم لأن التعريف لازم ووزن الفعل. انتهى. وليسذلك بوهم، ولم ينفرد الأعمش بذلك، بل قد وافقه الأشهب العقيلي على ذلك، وتخريجه على أحد الوجهين، أحدهما: أنه جاءعلى لغة من يصرف جميع ما لا ينصرف عند عامة العرب، وذلك لغة وقد حكاها الكسائي وغيره؛ والثاني: أنه صرفلمناسبة ما قبله وما بعده من المنون، إذ قبله {وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً }، وبعده {وَنَسْراً }، كما قالوا في صرف { سلاسلاً } ، و { قَوَارِيرَاْ قَوَارِيرَاْ } ، لمن صرف ذلك للمناسبة. وقال الزمخشري: وهذه قراءة مشكلة، لأنهما إن كانا عربيين أو أعجميين ففيهمامنع الصرف، ولعله قصد الازدواج فصرفهما لمصادفته أخواتهما منصرفات {وُدّاً * وَيَعُوقَ وَنَسْراً }، كما قرىء: { وَضُحَـٰهَا } بالإمالة لوقوعهمع الممالات للازدواج. انتهى. وكان الزمخشري لو يدر أن ثم لغة لبعض العرب تصرف كل ما لا ينصرف عند عامتهم،فلذلك استشكلها. {وَقَدْ أَضَلُّواْ }: أي الرؤساء المتبوعون، {كَثِيراً }: من أتباعهم وعامتهم، وهذا إخبار من نوح عليه السلامعنهم بما جرى على أيديهم من الضلال. وقال الحسن: {وَقَدْ أَضَلُّواْ }: أي الأصنام، عاد الضمير عليها كما يعود علىالعقلاء، كقوله تعالى: { رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ ٱلنَّاسِ } ويحسنه عوده على أقرب مذكور، ولكن عوده على الرؤساء أظهر، إذهم المحدث عنهم والمعنى فيهم أمكن. ولما أخبر أنهم قد ضلوا كثيراً، دعا عليهم بالضلال، فقال: {وَلاَ تَزِدِ }: وهيمعطوفة على {وَقَدْ أَضَلُّواْ }، إذ تقديره: وقال وقد أضلوا كثيراً، فهي معمولة لقال المضمرة المحكي بها قوله: {وَقَدْ أَضَلُّواْ}، ولا يشترط التناسب في عطف الجمل، بل قد يعطف، جملة الإنشاء على جملة الخبر والعكس، خلافاً لمن يدعي التناسب.وقال الزمخشري ما ملخصه: عطف {وَلاَ تَزِدِ } على {رَّبّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِىٰ }، أي قال هذين القولين. {إِلاَّ ضَلاَلاً }،قال الزمخشري: فإن قلت: كيف جاز أن يريد لهم الضلال ويدعو الله بزيادته؟ قلت: المراد بالضلال أن يخذلوا ويمنعوا الألطافلتصميمهم على الكفر ووقوع اليأس من إيمانهم، وذلك حسن جميل يجوز الدعاء به، بل لا يحسن الدعاء بخلافه. انتهى، وذلكعلى مذهب الاعتزال. قال: ويجوز أن يراد بالضلال الضياع والهلاك، كما قال: {وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً }. وقال ابنبحر: {إِلاَّ ضَلاَلاً }: إلا عذاباً، قال كقوله: {إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِى ضَلَـٰلٍ وَسُعُرٍ }. وقيل: إلا خسراناً. وقيل: إلا ضلالاًفي أمر دنياهم وترويج مكرهم وحيلهم. وقرأ الجمهور: {مّمَّا خَطِيئَـٰتِهِمْ } جمعاً بالألف والتاء مهموزاً؛ وأبو رجاء كذلك، إلاأنه أبدل الهمزة ياء وأدغم فيها ياء المد؛ والجحدري وعبيد، عن أبي عمرو: على الإفراد مهموزاً؛ والحسن وعيسى والأعرج: بخلافعنهم؛ وأبو عمرو: خطاياهم جمع تكسير، وهذا إخبار من الله تعالى للرسول عليه الصلاة والسلام بأن دعوة نوح عليه السلامقد أجيبت. وما زائدة للتوكيد؛ ومن، قال ابن عطية: لابتداء الغاية، ولا يظهر إلا أنها للسبب. وقرأ عبد الله: منخطيئاتهم ما أغرقوا، بزيادة ما بين أغرقوا وخطيئاتهم. وقرأ الجمهور: {أُغْرِقُواْ } بالهمزة؛ وزيد بن عليّ: غرقوا بالتشديد وكلاهما للنقلوخطيئاتهم الشرك وما انجر معه من الكبائر، {فَأُدْخِلُواْ نَاراً }: أي جهنم، وعبر عن المستقبل بالماضي لتحققه، وعطف بالفاء علىإرادة الحكم، أو عبر بالدخول عن عرضهم على النار غدوّاً وعشياً، كما قال: { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } . قال الزمخشري: أوأريد عذاب القبر. انتهى. وقال الضحاك: كانوا يغرقون من جانب ويحرقون بالنار من جانب. {فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مّن دُونِٱللَّهِ أَنصَاراً }: تعريض بانتفاء قدرة آلهتهم عن نصرهم، ودعاء نوح عليه السلام بعد أن أوحى إليه أنه { لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ ءامَنَ } ، قاله قتادة. وعنه أيضاً: ما دعا عليهم إلا بعد أن أخرج الله كلمؤمن من الأصلاب، وأعقم أرحام نسائهم، وهذا لا يظهر لأنه قال: {إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ } الآية، فقوله: {وَلاَيَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } يدل على أنه لم يعقم أرحام نسائهم، وقاله أيضاً محمد بن كعب والربيع وابن زيد،ولا يظهر كما قلنا، وقد كان قبل ذلك طامعاً في إيمانهم عاطفاً عليهم. وفي الحديث: «أنه ربما ضربه ناس منهمأحياناً حتى يغشى عليه، فإذا أفاق قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون». ودياراً: من ألفاظ العموم التي تستعمل في النفيوما أشبهه، ووزنه فيعال، أصله ديوار، اجتمعت الياء والواو وسبقت إحداهما بالسكون فأدغمت؛ ويقال: منه دوّار ووزنه فعال، وكلاهما منالدوران، كما قالوا: قيام وقوام، والمعنى معنى أحد. وعن السدّي: من سكن داراً. وقال الزمخشري: وهو فيعال من الدور أومن الدار. انتهى. والدار أيضاً من الدور، وألفها منقلبة عن واو. {وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً }: وصفهم وهم حالةالولادة بما يصيرون إليه من الفجور والكفر. ولما دعا على الكفار، استغفر للمؤمنين، فبدأ بنفسه ثم بمن وجب برّهعليه، ثم للؤمنين، فكأن هو ووالداه اندرجوا في المؤمنين والمؤمنات. وقرأ الجمهور: {*والوالديّ}، والظاهر أنهما أبوه لملك بن متوشلخ وأمهشمخاء بنت أنوش. وقيل: هما آدم وحوّاء. وقرأ ابن جبير والجحدري: ولوالدي بكسر الدال، فأما أن يكون خص أباه الأقرب،أو أراد جميع من ولدوه إلى آدم عليه السلام. وقال ابن عباس: لم يكن لنوح عليه السلام أب ما بينهوبين آدم عليه السلام. وقرأ الحسن بن عليّ ويحيـى بن يعمر والنخعي والزهري وزيد بن عليّ: ولولداي تثنية ولد، يعنيساماً وحاماً. {وَلِوٰلِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ }، قال ابن عباس والجمهور: مسجدي؛ وعن ابن عباس أيضاً: شريعتي، استعار لها بيتاً،كما قالوا: قبة الإسلام وفسطاطه. وقيل: سفينته. وقيل: داره. {وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ }: دعا لكل مؤمن ومؤمنة في كل أمّة. والتبار:الهلاك.