تعلل النفس بالوعد الذي وعدوا

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

تعلل النفس بالوعد الذي وعدوا

​تعلل النفس بالوعد الذي وعدوا​ المؤلف محمد حسن أبو المحاسن


تعلل النفس بالوعد الذي وعدوا
اني وقد طال في انجازه الامد
ان كان غير بعد العهد وده
فودنا لهم باق كما عهدوا
وان يكن لهم في هجرنا جلد
فأن أبعد شيء فاتنا الجلد
اما وطيب ليالينا التي سلفت
والعيش غض كما شاء الهوى رغد
ان العيون التي كانت بقربهم
قريرة جار فيها الدمع والسهد
ما انصفونا سهرنا ليلنا لهم
صبابة وهم عن ليلنا رقدوا
تبكيهم مقلتي العبرى ولو سعدت
بكت مصاب الأولى في كربلا فقدوا
مصالت كسيوف الهند مرهفة
فرندها كرم الاحساب والصيد
المرتقين من العلياء منزلة
شماء لا يرتقيها بالمنى أحد
الطاعنين إذا أبطالها انكشفتا
والمطعمين إذا ما اجدب البلد
من معشر ضربت فوق السماء لهم
أبيات فخر لها من مجدهم عمد
سادوا قريشاً ولولاهم لما افترعت
طود الفخار ولولا الروح ما الجسد
تخال تحت عجاج الخيل أوجههم
كواكباً في دجى الظلماء تتقد
يمشون خطرا ولا يثنيهم خطر
عن قصدهم وانابيب القنا قصد
وافى بها الاسد الغضبان يقدمها
اسدا فرائسها يوم الوغى اسد
كأن مرهفه والضرب يوقده
شمس الهجير وارواح العدى برد
كأنما رقمت آي السجود به
فكلما استله من غمده سجدوا
فحاولت عبد شمس ان يدين لها
قوم لها ابن رسول الله منتقد
حتى إذا جالت الخيلان صاح بهم
ضرب يطيش به المقدامة النجد
فأحجموا حيث لا ورد ولا صدر
والسمهرية في احشائهم ترد
يا عين لا تعطشي خدي فأنهم
قضوا عطاشا وماء النهر مطرد