تارك الآفل من قبل الخليل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

تارك الآفل من قبل الخليل

​تارك الآفل من قبل الخليل​ المؤلف محمد إقبال


تارك الآفل من قبل الخليل
هو للرسل على النهج دليل
إنه لله فينا آية
ربيت في قلبه ذي الملة
طهرا بيتي إليه أنزلا
بعد سيل من دموع سيلا
قفرة من أجلنا قد عمرا
وبنى البيت الذي قد طهرا
تب علينا نضرت زهرتها
فنمت في أرضنا روضتها
صور الرحمن منا هيكلا
وحباه الروح مما أنزلا
أحرفا كنا ولسنا كلما
فتألفنا كبيت نظما
بالرسالات بدا تكويننا
شرعنا منها ومنها ديننا
ذاك من يهدي إليه من يريد
حلقة منها حوالينا يشيد
حلقة ذات محيط يعجز
ساحة البطحاء فيها مركز
نحن مما جمعتنا أمة
أرسلت للناس فيها الرحمة
موجنا في بحرها متصل
موجة من موجة لا تفصل
أمة في حرز سور الحرم
في حفاظ مثل أسد الأجم
إن تحقق ممعنا في كلمى
نظرة الصديق رب الفهم
فالنبي الروح فينا والعصب
وإلى القلب من الرب أحب
سفره في القلب نبع القوة
شرعه حبل وريد الأمة
قطع حبل منه للموت رديف
كذبول الورد في ريح الخريف
حيت الأمة من ترياقه
صبحها نور من إشراقه
وحد المرسل فينا النغما
والطوايا والمنى والألما
كثرة الألاف عين الوحدة
ومن الوحدة نشء الأمة
وحدة القصد حياة الكثرة
مقصد المسلم دين الفطرة
علم الفطرة خير الرسل
فمضينا للهدى كالشعل
بحره أخرج هذا الجوهرا
نحن روح واحد منه سرى
هذه الوحدة ما لم تفقد
تحفظ المسلم حتى الأبد
ختم الله علينا شرعته
وعلى المرسل فينا بعثته
محفل الأيام منا يبسم
ختم الرسل بنا والأمم
خدمة الساقي إلينا صرفا
جامه الآخر فينا خلفا
لا نبي بعد فضل عرفا
إنه حزمة دين المصطفى
إنه قوة هذي الملة
إنه سر اتحاد الأمة
كل دعوى بعدها للأفن
أحكم الإسلام طول الزمن