انتقل إلى المحتوى

بقي الذكر والرغام فني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بقي الذكر والرغام فني

​بقي الذكر والرغام فني​ المؤلف جبران خليل جبران


بقي الذكر والرغام فني
وسيحيى في الخالدين فني
حسرة للضعاف أن يدا
نصرتهم تغل في كفن
لقي الحتف والأسى عمم
علم من مفاخر الزمن
بلغته علياءه همم
فوق وصف لمفوه اللقن
إن للمرء في الحيا منى
إن سمت عز أوتهن يهن
سوف يبلى ما يبتنى لبلى
سويقى ما للبقاء بني
ساس أعماله فانجحها
جهد رواض صعبة مرن
بتصاريف عازم ثقف
واساليب حازم ذهن
لم يماليء على الصواب هوى
أو يجانب ما استد من سنن
ولقد غامر الخطوب فلم
يه من بأسها ولم يهن
بسطة الله في الثراء له
أجملت شكرها يدا قمن
لا كمن في الجميل مرتعه
وكأن الجميل لم يكن
أوسع البر فيمعاهده
منحا لم يشبن بالمنن
مأثرات جلت وضاعفها
أنها من دقائق الفطن
ليس من مصر واسمه علم
في القرى النائيات والمدن
بين من أكرمت وفادتهم
من رعى العهد كالفقيد من
لو حذوا حذوه لطاب لهم
وردهم صافيا من افحن
من أحب الإحسان لم يره
دهره غير وجهه الحسن
أين من جود باذل وهدى
رأيه شح باخل أفن
حظة للغني أوتي أن
يقرض الله وهو عنه غني
ليس وقع الندى على زهر
مثل وقع الندى على دمن
يا أميرا لنا العزاء به
عن أعز الأحياء إن يحن
ولك في كل حالة عرضت
سنة من طرائف السنن
منن لا تني تتابعها
قد ملأت الأيام بالمنن
يوم هذا التأبين مفخرة
فليثبك القدير وليصن
كان أسمى معنى وألطفه
ما بهذا الحشد المهيب عني
أهل ثغر الإسكندرية في
كل فتح طليعة الوطن
مثلوا الشعب في الوداع لمن
بالمور التي عنته عني
أي حفل بدا الصنيع به
والوفاء البديع في قرن
حسب روح الفقيد ما لقيت
من ثناء القلوب واللسن
إنه كان للعلى سكنا
فبكت شجوها على السكن
هل تعزيك يا عقيلته
أمة شاركتك في الحزن
عل أشجانها ملطفة
برح ما ذقته من الشجن
كنت معوانة الأبر وما
بر زوجا كالزوج إن تعن
فإذا ما بقيت سالمة
فكأن الفقيد لم يبن