بشرى لكل مبشر ومبشر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بشرى لكل مبشر ومبشر

​بشرى لكل مبشر ومبشر​ المؤلف أحمد فارس الشدياق


بشرى لكل مبشر ومبشر
بشرى قدوم الاخير ابن الاخير
إن ابن ابراهيم اسماعيل ذو
صيت يشنف سمع كل مخبر
ما جاء في نجواه امرا منكرا
كلا ولا فيما علانية يرى
نجر السيادة كابرا عن كابر
جلت علاه عن مراء الممترى
هذا العزيز يعز من بفنائه
مستعصم من جور دهر اعسر
هذا الذي آلاؤه عمرت من الى
ارضين ما اقوى وما لم يعمر
سعدت به مصر واهلوها معا
حتى غدت للعز اول مصدر
ما زال مذ آلت اليه امورها
ذا همة عن نفعها لم تفتر
بل كان مصر خصه من فضله
نعم توالى صوبها لمن يحصر
ملك له من كل فعل جاده
تاج افتخار فوق تاج الجوهر
ذو همة تحيي البلاد وحكمة
ننسيك ذكر سياسة الاسكندر
آتاه رب العرش مقدرة على
نفع العباد وقال اصلح واجبر
فقضى كما اوصى اليه ولم يكن
عن كل ما يرضيه بالمتأخر
هجر الكرى حتى يطيب رقاد من
في عهده من غيب او حضر
فالناس بين محدث عن فضله
ومنافس في مدحه ومحبر
طالت معاليه فقصر دونها
من كل في الاطراء غير مقصر
لكنها قد انطقت كل الورى
بدعائه من قائل ومسطر
في كل قلب حبه وثناؤه
في ثغر كل مهلل ومكبر
عجبا لبحر قد حوته سفينة
بل كل بحر في نداه كجعفر
سمح ولكن لا يجاوز في الندى
حدا يقوم به مقام مبذر
فاذا سمعت بانه اغنى فقل
افعاله عن فكرة وتدبر
من ليس يشكره على احسانه
فهو الكفور وربه لم يشكر
تاهت به الدنيا وابدت حسنها
فرآه بين الناس من لم يبصر
ولرب حرمل عيشا ساءه
من قبل صار لها يعن وينبرى
هذي مفاخره فمن ذا يجترى
يوما على تنظيرها بمسيطر
هذي مآثره فمن ذا يفترى
يوما على انكارها في الاعصر
لا زال محروس الجناب ممدحا
يثنى عليه لمخبر ولمحضر