انتقل إلى المحتوى

بروضة حسن والعذار سياجها

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بروضة حسن والعذار سياجها

​بروضة حسن والعذار سياجها​ المؤلف ابن نباتة المصري


بروضة حسن والعذار سياجها
أغث مهجة أضحى لديك احتياجها
ودارك فتىً أشفت على الموت نفسه
ولو شاء ذاك الحسنُ هان علاجها
فكم ليلة قد صح فيك مزاجها
بكأس ثنايا منك كان مزاجها
أحاشيك أن تقضى حشاشة مدنفٍ
ولم تقضَ منك من عود التواصل حاجها
وإني الى حسن التجلد ساكنٌ
فما بال عذالي يزيد انزعاجها
أراقب من هم التفرق فرجةً
وما الدهر إلا غمةٌ وانفراجها
نديميَ هذا الغيثُ فامزج بقطره
لنا قهوة قد كاد يذكو زجاجها
وأنتج به در الحباب فهكذا
قطار الحيا درّ البحار نتاجها
وزاوج ثنايا بالحباب فانما
يزين اللآلي في النظام ازدواجها
وأطفيء بهذا الكاس همي فانني
أرى السرج تطفأ وهي تطفي سراجها
لئن زان هذا العقد جيداً للذةٍ
لقد زان فرقاً للفضائل تاجها
رئيسٌ اذا أجريت في المدح اسمه
رأيت المعالي كيف يجري ابتهاجها
فما رفعت إلا عليه بيوتها
ولا نصبت إلاّ اليه فجاجها
بأقلامه تحمى البلادُ وتحتوي
فيا حبذا منتاجها ورتاجها
كأن ظُبا أقلامه في طروسه
أسنة جيشٍ والمداد عجاجها
لها من عيون اللفظ كل بديعةٍ
يبشر أفكار الرواة اختلاجها
يروقك في سحر البيان وإنما
يروعك من مثل الضلال مجاجها
به انتظمت خير العقود وثقفت
فهوم البرايا زيغها واعوجاجها
ثوى بحرها في ساحل الشامِ وانبرت
لآلي نماها عذبها لا أجاجها
يكف كريم الأصل من طرفي علي
يصوب نداها أو يصول هياجها
أخو شيمٍ قد سلمت لفخارها
مفاخر قوم كان حمّا حجاجها
كأن دروج الخطّ منه لحسنها
خصورٌ ملاحٍ يستبين اندماجها
كأن صلات البرّ عند نواله
صلاةٌ يوفي نقصها وخداجها
فأحسنُ من صوب السحاب هباته
وأحسنُ من تلك الهبات رواجها
لئن قصرت أفكارنا عن مديحه
لقد طال في ليل السطور ادّلاجها
لئن كان أخلى فجّ مصرَ لقد سرى
فقالت لمرآه العزيز العجاج ها
أمولايَ لي شوقٌ مؤرّق مقلة
ضعيف على بحث السهاد احتجاجها
فللسهد ما طافت عليه جفونها
وللدمع ما دارت عليه فجاجها
بعثت مدى الأيام تحتي سيادة
لبيتك قد جلت وجلّ نتاجها
فلا سؤددٌ إلا اليك معاده
ولا مدحةٌ الاّ اليك معاجها