بدت أعلامها فهفا وهاما
المظهر
بَدَتْ أعلامُها فهفا وهامَا
بَدَتْ أعلامُها فهفا وهامَا
سلاماً دُرَّة َ الوادي سلاَمَا
بعثْنَا بالتحيّة ِ خَفْق قلبٍ
يطيرُ إليكِ شوْقاً واضطراما
تحياتٌ إذا رفَّتْ أثارتْ
أريجَ المسكِ أو ريحَ الْخُزامى
نظمْنَا لؤلؤَ الفِرْدَوسِ فيها
وسمّيناه تضليلاً كلاما
وَقَفْتُ فِيها وِقْفَة َ الْمُلْتَاحِ
أُسائِلُ النجْمَ عَنِ الصباحِ
فَقَالَ سَلْ عَنْهُ عَتِيقَ الرَّاحِ
أُسائِلُ النجْمَ عَنِ الصباحِ
عروسَ الشرقِ دونكِ كُلُّ مَهْرٍ
وأين لمثِل مهرِك أنْ يُساما
فجوهرُ ثغرِكِ الفتّانِ فَرْدٌ
تأَبَّى أَنْ يَرى فيه انقساما
بَهرْتِ بنى الزمانِ حُلى ً وحُسناً
ودلَّهتِ الأواخرَ والقدَامَى
فمكسُكِ مُشْرِقُ البسماتِ ضاحٍ
ورملُكِ جنّة ٌ طابت مُقامَا
ياسارِقاتِ الصبْحِ طَالَ لَيْلى
فَدَيْتُكُنَّ بَعْضَ هَذَا الدَّلِّ
ترامَى الموْجُ فوق ثَراه صَبّاً
وكم صَبٍّ تمنى لو تَرامى
هلْ جازَ في دِينِ الغرَامِ ذُلِّى
فَدَيْتُكُنَّ بَعْضَ هَذَا الدَّلِّ
ونزهتِك البديعة ُ ما أحيلى
وما أبهَى اتِّساقاً وانسجاما
إذا انتثرتْ أزاهرُها نِثارا
جمعن الحسنَ فانتظم انتظاما
جرى التاريخُ بين يَدَيْكِ طفلاً
وشمس الأفقِ لم تَعْدُ الفِطاما
وصال البحرُ حولكِ منذُ مينا
عظيماً يدفَعُ الكُرَبَ العِظاما
عَلِقْتُهَا صامِتَة الْحَجْلَيْنِ
أنْصَعَ مِنْ سَبِيكَة ِ اللُّجَيْنِ
يحوطُ حماكِ أبيضَ أَحْوَذيّاً
كما جرّدتِ من غمدٍ حُساما
حَوْراءَ مِلءَ الْقَلْبِ مِلءَ الْعَيْنِ
أنْصَعَ مِنْ سَبِيكَة ِ اللُّجَيْنِ
فكم غازٍ به أمسى رميماً
وكم فُلْكٍ به أمست حُطَامَا
يمدُّ يَدَيه نحوكِ في حنانٍ
ويغمرُكِ اعتناقاً واستلاما
ويشدو في مسامعكِ الأغاني
بلحنٍ علَّم السجعَ الحَماما
بعثتِ النورَ من زمنٍ تولَّى
وكنتِ لنهضة ِ العِلْمِ الدِّعاما
وفي فجرِ الزمانِ طلعتِ فجراً
على الدنيا فأيقظتِ النِّياما
أَبْرَزْتَها يَوْماً فَقُلْتَ وَاهَا
قُتِلْتُ إِنْ شَبَّبْتُ في سِواهَا
دهتك نوازلٌ لو زُرْنَ رَضْوَى
لما أبقَيْنَ رَضْوَى أو شمامَا
كَأَنَّها والْحُسْنُ قَدْ جَلاَّهَا
قُتِلْتُ إِنْ شَبَّبْتُ في سِواهَا
فكم بعثوا عَلَى ظَمإِ غَماماً
لئيمَ البرقِ قد حَجب الغماما
أبابيلاً نشأنَ مُلَعَّناتٍ
تسوقُ أمامها الموتَ الزُؤاما
وأسراب الجحيمِ مُحلِّقاتِ
إذا ما حوّمتْ قذفتْ ضِرَامَا
فلا أمّاً تركن ولا رضيعاً
ولا شيخاً رحِمْن ولا غلاما
وخلفَكِ رابضاً جيشٌ لُهامٌ
يصولُ مُناجزاً جيشاً لُهَاما
إلى العلمين أبدَى ناجذَيْه
وزمجَرَ غاضباً وسطا وحاما
وهوَّل مايهوِّلُ واستطارت
بُروقٌ تنشُرُ النبأَ الجُسَاما
فما أطلقتِ صيحة َ مُستجيرٍ
ولا شرّدْتِ عن عينٍ مناما
تحدّيتِ الخطوبَ تزيدُ هَوْلاً
فتزدادين صبراً واعتِزاما
إذا عصفتْ بجْوِّكِ عابساتٍ
ملأتِ الجوَّ هُزْءاً وابتساما
عمودُكِ في سمائِكِ مُشْمخِرٌّ
عليه السحْبُ ترتطمُ ارتطَامَا
كُلّ يَومٍ نرثي ونندبُ حَتَّى
صَار ندبُ الرِجالِ في مِصر فَنَّ
وحصنُكِ لا يلينُ له حديدُ
ولو شُهُبُ الدُجَى كانت سهاما
ورحا الموتِ لاتنى تملأ الأر
ضَ ضجيجاً وتنثر الناس طحْنَا
وصخرُكِ لا يزال اليومَ صخراً
يفُلُّ عزائماً ويشقُّ هَاما
أتَوْكِ مُناجزين أسودَ غابٍ
وشالوا بعد نكبتهم نَعاما
نَسِيَ الشعرُ في صراع الرزايا
رنّة َ الكأسِ والغزالَ الأغَنَّا
ومن يكن الالهُ له نصيراً
فحاشا أن يُضَيّعَ أو يُضاما
شغَلتْه مآتمٌ ونعوشٌ
عَنْ هَوى زَينبٍ وعَن وَعد لُبنى
كم سلَوْنا عَن صاحبٍ بحبيبٍ
فإذا بالحبيبِ يُخلِفُ ظنَّا
أحقاً أنّ ليلكِ صار ليلاً
وَمغْنَى اللهوِ قد أمسى ظلاما
وأنّ حِدَادَ ليلِكِ طرّزتْه
دُموعٌ للثواكِل واليتامى
نتداوى مِن لاعجِ الشوقِ بالش
وقِ ونطوى أسى ً لننشر شَجْنَا
وأنّ ملاعباً ضحِكَتْ زماناً
غدت بيد البِلَى طَللاً رُكَاما
ماتَ أنطونُ وانقَضت دولة ُ المج
دِ وكانت به تَعِزُّ وتغنَى
وأنّ الغيدَ فيكِ وكنّ زَهْراً
تخيّرْنَ الْخُدودَ لها كِمَامَا
وغدا عَبْقرٌ وواديه أضغا
ثاً وعادت رَجاحة ُ العقْلِ أفنَا
وأنّ البحرَ لم ينعَمْ بوجهٍ
صَباحيٍّ ولم يهصِرْ قَواما
ورأينا الأقلامَ يَشقُقْن صدراً
بعده حَسرة ً ويقرَعْنَ سِنَّا
نندبُ الكاتبَ الذي يُرسل القو
لَ قوى َّ الأداءِ مَعْنى ً ومَبنَى
ولم تَمشِ السواحرُ فيه صُبْحاً
ولم تملأ شواطئُه غراما
لاترى لفتة ً به تجبهُ الذو
قَ ولا لفَظة ً تُخدِّشُ أَذْنَا
حَناناَ إنها شِيَمُ الليّالي
إذا كشّفْن عن غَدْرٍ لِثاما
موجِزٌ زاده الوُضوحُ جمالاً
والتخلِّي عن الفَضالاتِ وزْنَا
ولولا صَوْلة ُ الأحداثِ فينا
لما عرَف الورَى حمداً وذاما
أين ذاكَ الخُلقَ السميحَ كأن لم
يكُ بالأمسِ يملأ الأرضَ حُسنَا
وقد يُخفي الهلالَ مِحاقُ ليْلٍ
ليظهرَ بعده بدراً تمامَا
أبنتَ البحرِ والذكرى َ شُجونٌ
إذا لمستْ فؤاداً مُستهاما
والبشاشاتُ أينَ مِنِّى سناها
والأفاكية ُ مِنْ هُناك وهُنَّا
والسياساتُ والدهاءُ الذي كا
نَ سِلاحاً حيناً وحيناً مِجَنّا
ذكرتُ صِبايَ فيكِ وأين منّي
صباي إلامَ أنشُدُه إلاما
أينَ ذاكَ الصدرَ الذي يحملُ الع
بءَ عظيماً وليس يحملُ ضِغَنَا
فعذراً إن وصلتُكِ بعد هجرٍ
وما هَجَر الذي حفِظ الذِمَامَا
فهل تَدْرِي النوى َ أنّا التقيْنا
كما ضمّ الهوى قُبلاً تُؤَاما
كم غزتْهُ الخُطوبُ دُهمَ النواصي
وهو أصفى من الصباح وأسنَى
وأنّا بين عَتْبٍ واشتياقٍ
نناغى الحبّ رشْفاً والتزاما
يا أخي هَلْ يليقُ أن تدخَل البا
بَ أمامِي وأنت أصغُر سِنَّا
قِفْ تأخّر قد كنت تُعلى مكانِي
ماجرَى ما الذي نَبا بك عنَّا
سعَى لكِ من حُماة ِ الطبِّ حَشْدٌ
فكنتِ كريمة ً لاقتْ كِراما
إذا اختلفوا لوجهِ الحقِّ يوماً
مشَوْا للحقِ فالتأموا التئاما
كنتَ بالأمس كنت بالأمسِ روُحاً
مَرِحاً ضاحِكاً وصَوْتاً مُرِنّا
ملائكة ٌ إذا لَمَسوا عليلاً
أزاحوا الداءَ واستلُّوا السَقَاما
كنت مَعنى ً من الشباب وإن
شاخَ وعزْماً لم يعرف الدهرَ وهْنَا
تملأُ الأرضَ والزمانَ حياة ً
هادئَ النفسِ وادِعاً مطمئنا
وجندٌ في شجاعتِهم حياة ٌ
إذا جلَب الجنودُ بها الحِماما
فكم أودَى بهم داءٌ عُقامٌ
إذا ما حاربوا داءً عُقاما
تبذلُ الخيرَ لم يُكدَّر بمنٍّ
وكثيرُ مِنّا إذا مَنَّ مَنَّا
مجمعُ الضادِ كنتَ للضادِ فيه
عَلَماً يُحسِرُ العيونَ ورُكنَا
أمَاماً يا رجالَ الطبِّ سيروا
فإنّ لكلِّ مَرْحَلة ٍ أمامَا
أقمتم مِهْرجانَ الطبَّ يُحْيي
مَعالمَ دَرْسِه عاماً فعاما
كنتَ مِصباحَنا المنيرَ إذا غمّ
ت سبيلٌ وطالَ ليلٌ وجَنَّا
وطفتم حوْلَ شيخٍ عبقريٍّ
فألقيتم بكفِّيْهِ الزِماما
كنتَ يومَ الجِدالِ بالحُجَّة ِ البيضا
ءِ تمحو سحائبَ الشكِّ وكنّا
عِفّة ٌ في اللّسانِ صَيّرت الأي
امَ تشدو بمدحِك اليومَ لُسْنَا
دعوناه أبا حسنْ عليّاً
فقلتم نحن ندعوه الإماما
وفودَ العُربِ غنّاكم قريضى
وحنّ إلى معاهدكم وهاما
تبلُغُ الغاية َ القصيّة َ ما أدْ
مَيتَ جُرحاً ولاتعمدتَ طَعنَا
كَ لمعنى الوفاءِ للحق قِرنَا
رمَى الشرقُ الغمامة َ بعد لأيٍ
وألقى تحت رجْلَيْه الخِطاما
حَسْرتَا للفتى إذا قارَب الشوْ
طَ طوتْهُ المنونُ غَدْراً وغَبْنَا
عقدنا للعروبة فيه عهدا
فلا وهنا نخاف ولاانفصاما
كلّما مدّ للكمالِ يديهِ
صَدّ عنهُ الكمالُ كِبراً وضَنَّا
إنْ قَوِينا عَقْلاً ضَعُفْنا جُسوماً
ورأينا في الموتِ بُرءاً وأمْنَا
وشئونُ الحياة ِ شتّى ولكنْ
حُبُّنا للحياة ِ أعظَمُ شأنَا
لو يعيشُ الانسانُ عُمْرَ السُلحفا
ة ِ لأغنَى هذا الوجودَ وأقنَى
ما الذي نرتجيه والعُمْرُ طَيفٌ
إنْ فَتحْنَا العينين بانَ وبِنّا
نحنُ في هذه الحياة ِ ثِمارٌ
كُلُّ شيءٍ إن أدْرَكَ النضْجَ يُجْنَى
يا أخي هل تُجيبُ إن هتف الش
وقُ حبيباً صِدْقَ الوفَاءِ وخِدْنَا
ص وَمَشَى الدَّهْرُ في الْوُفُودِ إِلَى
الْبَيْ
عَة ِ يَحْتَثُّ نَحْوَهُ رُكْبَانَه
إن اكنْ فيكَ دانِيَ القلْبِ بالأم
سِ فروحي لروحِك اليوم أدْنَى
أتراني إنْ حان حَيْني قَميناً
أن أرى في ذَراك ظِلاًّ وسَكْنَا
وَرَأَينَا مَجْداً يُشَادُ لِمِصْرٍ
يَعْجِزُ الْوَهْمُ أَنْ يَنَالَ قَنَانَه
وَسَمِعْنَا بِكُلِّ أُفْقٍ رَنِيناً
رَدَّدَتْهِ الْقَصَائِدُ الرَّنَّانَه
نَمْ قريراً فإنَّ في ضجعة ِ القب
رِ سَلاماً للعاملين ويُمْنَا
هَكَذَا كُلُّ مَنْ يُرِيدُ خُلُوداً
يَجْعَلُ الْكَوْنَ كلَّهُ مَيْدَانَهْ
وجَدَ الساهرُ المجدُّ وِساداً
ورأى الطائرُ المحلِّقُ وَكْنَا
إنْ يكنْ في الحياة ِ مَعنى ً مِن الصفْ
ورأى الطائرُ المحلِّقُ وَكْنَا
هَكَذَا فَلْيَسِرْ إِلَى الْمَجْدِ مَنْ شَا
ءَ وَيَرْفَعْ بِذِكْرِهِ أَوْطَانَه
خُلُقٌ كالنَّدَى وقَدْ نَقَّطَ الزَّهْ
رَ فحَلَّى وَشْيَ الرِّياضِ وَزَانَه
وَصِباً يَمْلأُ الزَّمَانَ ابْتِسَاماً
وَحِجاً يَمْلأُ الزَّمَانَ رَزَانَه
وَسَمَاحٌ يَلْقَى الصَّرِيخَ بِوَجْهٍ
تَحْسُدُ الشَّمْسُ في الضُّحَا لَمَعَانَه
شَممٌ في تَوَاضُعٍ وَحَياءٌ
في وَقَارٍ وفِطْنَة ٌ في لَقَانَه
وَحَدِيثٌ حُلْوٌ لَهُ رَوْعَة ُ الشِّعْ
ر فَلَوْ كَانَ ذَا قَوَافٍ لَكَانَهْ
وَيَقِينٌ باللّه مامَسَّهُ الضَّعْ
فُ وَلاَ طَائِفٌ مِنَ الشَّكِّ شَانَه
هُوَ في الشَّمْسِ والْكَوَاكِب نُورٌ
وَهْوَ في الأَرْض وَالْجِبَالِ رَكَانَه
مَلَكَ الدِّينُ قَلْبَهُ وَهَوَاهُ
وَجَلاَ الشِّعْرُ سَاطِعاً إِيمَانَه
يَمْدَحُ الْمُصْطَفَى فَتَلْمَحُ حُبّاً
عَاصِفاً آخِذاً عَلَيْهِ كِيَانَه
وَتَرَاهُ يَذُوذُ عَنْ آلِهِ الْغُ
رِّ وَفَاءً لِحُبِّهِمْ وَصِيانَهْ
حَسْبُهُ أَنْ يَجِيءَ في مَوْقِفِ
الْحَشْرِ فَيَلْقَاهُ مَالِئاً مِيزَانه
طَوَّفَتْ حَوْلَهُ الْمَلاَئِكة ُ الطُّهْرُ
وَمَسَّتْ بِطِيبِها أَكْفَانَهْ
إنَّ مَعْنَى الْحَيَاة ِ فِيهِ مَنَ الْمَوْ
تِ مَعَانٍ لَوْ يَفْهَمْ الْمَرءُ شانهْ
يُهْدَمُ الْمَرْءُ كُلَّ يومٍ وَيُبْنَى
ثم يَهْوِي فَلاَ تَرَى بُنْيَانَه
نَحْنُ حَبٌّ في قَبْضَة ِ الدَّهْرِيُلقي
هِ وَيَجْنِيه مُدْرِكاً إِبَّانَه
نَحْنُ في دَوْحَة ِ الأَمَاني زَهْرٌ
يَهْصَرُ الْمَوتُ لِلْبلَى أَفْنَانَه
إن هَذِي الْحَيَاة َ بَحْرٌ وَكُلٌّ
بالِغٌ بَعْدَ سَبْحِهِ شُطْآنه
قَدْ قَضَى اللّهُ أَنْ نَكُونَ فكُنَّا
وَقَضَينَا وَمَا قَضَيْنَا لُبَانَه
أَيُّهَا الرَّاحِلُ الْكَرِيمُ لَقَدْ كُنْ
تَ سَوَادَ الْعُيُونِ أَوْ إِنْسَانَه
نَمْ قَرِيراً في جَنَّة ِ الْخُلْدِ وَانْعَمْ
بِرِضَا اللّه وَاغْتَنِمْ غُفْرَانَهْ
وَالْتَمِسْ نَفْحَة َ الرَّسُولِ وَطَارِحْ
في أَفَانِينِ مَدْحِهِ حَسَّانَه
كَيْفَ يُوفى الشِّعُرُ الَّذِي مَلك الشِّ
عْرَ وألْقَى لِغَيْرِهِ أَوْزَانَه
وَرِثَاءُ الْبَيَانِ جُهْدُ مُقِلّ
عْرَ وألْقَى لِغَيْرِهِ أَوْزَانَه