بحكمك زال الظلم وکبتسم العدل

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بحُكْمِك زالَ الظلمُ وکبتَسَم العَدلُ

​بحُكْمِك زالَ الظلمُ وکبتَسَم العَدلُ​ المؤلف عبد الغفار الأخرس


بحُكْمِك زالَ الظلمُ وکبتَسَم العَدلُ
وفي سيفك الماضي وفي قولك الفعل
وما زلتَ ترقى رتبةً بعد رتبةٍ
ومثلُك من يسمو ومثلك من يعلو
وقُلِّدْتَ أمراً أنتَ في الناس أهلُه
ولا منصب في الحكم إلاّ له أهل
وقدّمتَ في أمر الوزير وإنّما
علينا له في مثل تقديمك الفضل
وقُمْتَ بتدبير العراق مقامَه
فما ضعضع الأقطارَ نصبٌ ولا عزل
وكادت تمور الأرض جهلاً فعندما
استقر عليها أمركَ ارتفع الجهل
يزينك عقلٌ راجح ورزانة
ألا إنّما الإنسان زينته العقل
وفيك کجتماع الفضل والحسن كلِّهِ
وأحسنُ ما فيك الشجاعة والبذل
أَطاعَتْك هذي الناس خوفاً ورغبة
فللطائع الجدوى وللمفسد القتل
وما زِلتَ مُذ وُلِّيتَ أمراً نظمته
حُسامُك مُستلٌ وسيبك منهل
وما أنا بالداري إذا كنت في الوغى
أعزمك أم ما کستُلّ في كفّك النصل
بنفسك باشرتَ الأمور جميعها
فلا وكلٌ عند المرام ولا كلُّ
إذا أطمعتك النفس بالشيء نلته
وإنْ وعدتك النفس شيئاً فلا مطل
ولست كمن يبغي الأمانيّ بعدما
تصرَّمتِ الآمال وانقطع الحبل
أحالوا على الرمل المانّي ضلّة
وأكذب شيء ما يقوله به الرمل
ولكنّما أنتَ الذي نال حزمه
مناه ولم يبعد عليه بها نيل
وفتَّحتَ أبوابَ المكارم بالندى
وكان عليها قبل تفتيحها قفل
ليهن العراقين الهناء فقد سرى
إليها المحض والنائل الجزل
عَقَدْتَ أموراً قد تمادى کنحلالها
ومثلُكَ من في أمره العقد والحلّ
وكم لك يوم ضرب والطعن موقف
هو الهَوْلُ بل من دون موقفه الهول