بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف
المظهر
بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف
بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف
تَمشِي الجُدُودُ بأقوَامٍ، وَإنْ وَقفُوا
أعيَا مِنَ الدّهرِ خُلْقٌ لا دَوَامَ لَهُ
البَذْلُ وَالمَنْعُ وَالإنْجَازُ وَالخُلُفُ
واطٍ بجفونه أعقاب خلته
يوماً ودود ويوماً ملَّة طرف
راحت تعجّب من شيب ألمَّ به
وعاذر شيبه التهمام والأسف
وَلا تَزَالُ هُمُومُ النّفسِ طَارِقَةً
رُسْلُ البَياضِ إلى الفَوْدينِ تَختَلِفُ
إنّ الثّلاثِينَ وَالسّبْعَ التَوَينَ بِهِ
عَنِ الصِّبَا، فَهوَ مُزْوَرٌّ وَمُنعَطِفُ
فَمَا لَهُ صَبْوَةٌ يُبْكَى بِها طَلَلٌ
وَلا لَهُ طَرْبَةٌ يُعلى بِها شَرَفُ
أينَ الذينَ رَمَوْا قَلْبي بسَهمِهِمُ
ولم يداووا ليَ القرف الذي قرفوا
يَشكُو فِرَاقَهُمُ القلبُ الذي جَرَحُوا
منّي، وَتَبكيهِمُ العَينُ التي طَرَفُوا
كم جاءني الخوف مما كنت آمنه
وَكَمْ أمِنتُ التي قَلبي بِها يَجِفُ
قَدْ يَأمَنُ المَرْءُ سَهماً فيهِ مَوْقِعُهُ
وقد يخاف الذي ينأى وينحرف
لما رأيت مرامي الظن خاطئة
ودون ما ارتجى منكم نوى قذف
صَرَفتُ نَفسِيَ عَنكُمْ، وَهيَ غانيَةٌ
والنفس تصرف أحياناً فتنصرف
ما هز فرعكم يأسٌ ولا طمع
وَلا مَرَى دَرَّكُمْ لِينٌ، وَلا عَنَفُ
ولا لكم في ثنايا الجود مطّلع
ولا لكم في ظهور المجد مرتدف
يأبى لي العز والغراءُ من شيمي
إمْسَاكَ حَبلِ غُرُورٍ ما لَهُ طَرَفُ
هَبْهَا ضَبَابَةَ لَيْلٍ أنتَ خابِطُها
إنّ الظّلامَ، وَإنْ عَنّاكَ، مُنكَشِفُ
تنظّر الصبح أن الصبح منتظر
والفجر يعرب عما أعجم السدف
كأنني يوم استعطى نوالكم
دانٍ مِنَ الصّخرَةِ الصّمّاءِ يَغتَرِفُ
ويوم أدعوكم للخطب احذره
داع يبلغ من قد ضمه الجدف
ما كُنتُمُ من سُيُوفي، إذْ هَزَرْتُكُمُ
هز النوابي إذا أمضيتها تقف
يا رَاعيَ الذّوْدِ لا أصْبَحتَ في نَفَرٍ
تَرْوَى البِكارُ وَتَظما الجِلّةُ الشُّرُفُ
ما أعجَبَ القِسمَةَ العَوْجاءَ يَقسِمُها
الدار واحدة والورد مختلف
لَئِنْ حُرِمتُ مِنَ العَليَاءِ ما رُزِقُوا
لقَدْ جَهِلتُ مِن الفَحشاءِ ما عرَفُوا
لأُرْحِلَنّ المَطَايَا ثمّ أُبْرِكُهَا
حيث اطمأن الندى واستوطن الشرف
كأنما في رجال الركب خاطرة
تَعانَقَ الدّوُّ، وَالنّأجيّةُ العُصُفُ
بدارِ أغلَبَ مَا في وَعدِهِ خُلُفٌ
للرّاغبِينَ، وَلا في حُكمِهِ جَنَفُ
حيث الحقوق قيام في مقاطعها
وَكُلُّ مَنْ حاكَمَ الأيّامَ مُنتَصِفُ
راض الأمور أولى شبيبته
فالرأي محتنك والعمر موتنف
يا ابنَ الأُولى نَزَلُوا العَليَاءَ خاليَةً
مَنازِلَ الدُّرّ يُرْمَى دونَهُ الصَّدَفُ
يحي المكارم أبناءٌ له وردوا
كَمَا بَنَى المَجْدَ آبَاءٌ لَهُ سَلَفُوا
المُقدِمِينَ، فَلا مِيلٌ، وَلا عَزُلٌ
والحاملون فلا جوز ولا ضعف
لي فيهِمُ خَلَفٌ مِنْ كُلّ مُفتَقَدٍ
وَرُبّما جَازَ قَدرَ الذّاهبِ الخَلَفُ
في كُلّ يَوْمٍ عَدُوٌّ أنْتَ قَائِدُهُ
قَوْدَ الجَنيبِ، لِما عَسّفتَ مُعتَسِفُ
في السّلمِ دافِقَةٌ، شُؤبوبُها خَضِلٌ
والروع بارقة ذو رعدها قصف
فمن شعاب ندى أمواهه دفع
وَمِنْ طِعَانِ قَناً آبَارُهُ خُسُفُ
تَغْدُو كأنّكَ، وَالهاماتُ طائِرَةٌ
جانٍ مِنَ الحَنظَلِ العاميِّ يَنتَقِفُ
كأن سيفك ضيف الشيب ليس له
عَنِ الرّؤوسِ، إذا ما جاءَ، مُنصَرَفُ
فاستَأنِفُوا العِزَّ مُخضَرّاً زَمانُكُمُ
كأنما الدهر فيكم روضة أنف
وابقوا بقاء الدراري في مطالعها
إلاّ البُدورَ، فإنّ البَدْرَ يَنكَسِفُ