بات عهد الصبا وباقي جديده

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

بات عهد الصبا وباقي جديده

​بات عهد الصبا وباقي جديده​ المؤلف البحتري


بَاتَ عَهْدُ الصّبَا وَباقي جَديدِهْ،
بَينَ أعْوازِ طَالِبٍ وَوُجُودِهْ
ولما قد تقاويان من اللهـ
ـو بيان في بيض فود وسوده
وَعَجيبٌ طَرِيفُ ذا الشَعَرِ الأ
بيِضِ أبدَى خُلُوقَةً من تليدهْ
هل مبك على الشباب بمستغـ
ـزر دمع الأسى على مفقوده
زَمَناً ما أعَاضَ مَذْمُومُهُ الآ
تي بَديلاً نَرْضَاهُ مِن مَحمُودِهْ
فَائِتاً مَا نَسُومُ رَجْعَةَ ماضِيـ
ـهِ وَلا نَرْتَجي دُنُوّ بَعيدِهْ
مِنْكَ طَيفٌ ألَمّ وَالأفْقُ مَلآ
نُ منَ الفَجرِ وَاعتراضِ عَمودِهْ
زَائِرٌ أشرَقَتْ لزَوْرَتِهِ أغْـ
ـوَارُ ارْضِ العِرَاقِ بَعدَ نجُودِهْ
أرَبُ النّفْسِ كُلُّهُ وَمَتَاعُ الـ
ـعَينِ في خَدّهِ، وَفي تَوْرِيدِهْ
مُعطِياً مِنْ وِصَالِهِ في كرَى النّوْ
مِ الذي كانَ مانِعاً في صُدودِهْ
يَقَظَاتُ المُحِبّ ساعَاتُ بُؤسَا
هُ، نُعمَاءُ عَيشُهُ في هُجودِهْ
مَا نَرَى خِلفَةَ اللّيالي تُرِينَا
شَرَفاً مثلَ بأسِ خُضرٍ وَجُودِهْ
وَالعُلا سُلّمٌ، مَرَاقيهِ خِطا
بُ أبي عامِرٍ إلى مَسْعُودِهْ
دَلْهَميٌّ، إذا ادلَهَمّ دُجى الخَطْـ
ـبِ كَفَتْ فيهِ شُعلَةٌ من وُقُودِهْ
حَسَبٌ لوْ كَفَى منَ المَجدِ كافٍ،
لاكتَفَى مُستَزِيدُهُ مِنْ مَزِيدِهْ
يَتَقَرّى الغادي رِبَاعَ سَمَاحٍ،
مِنْ نَصِيبينِهِ إلى بَرْقَعِيدِهْ
سَيْدٌ مِنْ بَني عُبيَدٍ، مَوَالي الـ
ـنّاسِ من فَوْقِهِمْ شرَاوَى عَبيدِهْ
نار حرب ترى الأعادي خموداً
حين يرجون راحة من خموده
بيتهم في عديهم مرتقى مرتقى النجـ
ـم أوان انتهائه في صعوده
لم تمارس به الأرقم حتى
عرف العاجمون شدة عوده
مُستَشارٌ في المُعضِلاتِ، إذا ما ارْ
تَفَعَ الخَطْبُ عَن نداءِ وَليدِهْ
وَمُصِيبٌ مَفاصِلَ الرّأي إنْ حَا
رَبَ كانَتْ آراؤهُ مِن جُنُودِهْ
قَوّمَتْ عَزْمَهُ الأصَالَةُ، وَالرّمْـ
ـحُ يُقيمُ الثّقّافُ مِنْ تأوِيدِهْ
كَمْ صَرِيحٍ إلَيه، غَشّتْ بَياضاً
أوْجُهُ المَكْرُماتِ سودَ أُسُودِهْ
ظاهَرَتْ مِنْ عَتادِهِ تَغْلِبُ الغُلْـ
ـبَ لمَجدِ وكَثّرَتْ من عَديدِهْ
وَمُعَانٍ مِنَ السّيادَةِ خِرْقٌ،
أجْمَعَتْ وَائِلٌ عَلى تَسْوِيدِهْ
مَأثُرَاتٌ عَلِقْنَهُ وَمُتَاحُ الـ
ـحَظّ أدْنَى إلى امرِىءٍ من وَرِيدِهْ
إلتَقَتْ في رَبيعَةَ بنِ نِزَارٍ،
بَينَ أعيَانِها، سَرَاةُ جُدودِهْ
عَجِلٌ بالذي تُنيلُ يَداهُ،
إنّ بُطْءَ النّوَالِ مِنْ تَنكيدِهْ
مُشرِقٌ بالنّدى، وَمن حَسَبِ السّيْـ
ـفِ لمستله ضياءُ حَديدِهْ
ضَحِكاتٌ في إثرِهِنّ العَطَايا،
وَبُرُوقُ السّحابِ قَبلَ رُعُودِهْ
تَتَقَاضَى وَعيدُهُ نُوَبَ الدّهْـ
ـرِ، وَيَهمي السّحابُ من مَوْعودِهْ
كادَ مُمتَاحُهُ لسَابِقِ جَدْوَا
هُ يكونُ الإصْدارُ قَبلَ وُرُودِهْ
يا أبا عَامِرٍ عَمَرْتَ وَلُقّيـ
ـتَ منَ العَيشِ باكرَاتِ سُعُودِهْ
كُلُّ دَهْرٍ قَدْ ننبا به، أوْ نَرَاهُ،
مُخبرٌ مِنْ سَراتِكْمْ عن عَميدِهْ
عادَ بَغيُ الأعداءِ هُلكاً، وَقِدْماً
أهلَكَ الحَجْرَ بغيَ أشقى ثَمودِهْ
وَرَأوْكَ اعتَلَيْتَ فانتَحَرُوا حِقْـ
ـداً عَلى مُبدِىءِ الَعلِو مُعيدِهْ
حَسَداًٌ في العُلا وَما في جَميعِ الـ
ـنّاسِ أبلى بذي عُلا من حَسودِهْ
هَاكَهَا ذاتَ رَوْنَقٍ يَتَبَاهَى
وَشْيُها المُسْتَعَادُ عندَ نَشيدِهْ
كَنْزُ ذِكْرٍ يَزِيدُ فيهِ نمَاءً
أنْ تُجيدوا حِبَاءكمْ لمُجيدِهْ